المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تطهير حمص يقترب من نهايته والجيش يستخدم سلاح يشل المسلحين


eshrag
06-13-2012, 05:30 PM
إننا على وشك سماع نسخة ثانية من تصريح "الجيش الحر" عن "الانسحاب التكتيكي" ، ولكن هذه المرة من حمص وليس من "باباعمرو". قد لا يكون التصريح علنيا هذه المرة، وبالتسمية نفسها، لكنه سيكون بطريقة أو بأخرى . هذا ما يمكن استنتاجه من "الحرب العالمية الثالثة" الجارية في زواريب حمص ، أو ما تبقى منها في قبضة المسلحين وشذاذ الآفاق الذين جاؤوا من كل حدب وصوب للجهاد في سبيل الله ، وليس في سبيل الشعب! وهي "حرب عالمية ثالثة" بالفعل. فهنا ، ومن هنا، تتشكل ملامح الاستقطاب الدولي الجديد : حمص أصبحت "خط تماس دوليا" يذكرنا بجدار برلين!
المعلومات الواردة في ساعة متأخرة من الليلة الماضية تفيد بأن "حسم معركة حي الخالدية" قد يكون في فترة أقل مما تنبأنا به يوم أمس في تقريرنا فعملية "الطحن بلا رحمة" الجارية هناك، وفق تعبير مصادر ميدانية معارضة، أسفرت حتى الآن عن "تحرير" حي الحميدية تقريبا من قبضة المسلحين ، فضلا عن منطقة "القصور" وما حولها ، وحي "الشياح" ومنطقة "جوبر" المتاخمة لحي "باباعمرو". ورغم الصعوبات التي يواجهها الجيش في التوغل في حي "الخالدية" ، حيث القتال يجري من زاوية إلى أخرى ، ومن بيت إلى آخر ، وأحيانا من غرفة إلى أخرى داخل البيت الواحد ، وحيث المنطقة المزروعة بالمفخخات، فإن "تحرير" الحي يجري بسرعة ، لاسيما بعد أن لجأ الجيش إلى الضرب بلا رحمة ، مستخدما هذه المرة الحوامات المضادة للمدرعات لاقتناص البؤر المسلحة في الطوابق الأرضية من المباني العالية التي لا تستطيع القذائف والصواريخ الأرضية الموجهة أن تطالها دون التسبب بتخريب واسع النطاق. فاللجوء إلى استخدام الحوامات المضادة للدروع يمكّن من تحقيق إصابات لا تزيد فيها نسبة الخطأ ، زيادة أو نقصانا، عن خمسة إلى عشرة أمتار في الحد الأقصى. وقد أدت ضراوة وغزارة النيران إلى مصرع قربة مئة مسلح خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، بينما استسلم منهم قرابة مئتين بعتادهم الكامل، بعد فشلهم في الانسحاب مع زملائهم الذين تمكنوا من الهرب يوم أمس وما قبله.
هذه "الهجمة" الضارية في حمص، ترافقت مع عملية مشابهة قرب الحدود التركية وفي ريف اللاذقية. ففي منطقة الأحراش في "جبل الزاوية"، الذي تحول إلى أكبر مكان تتحشد فيها الجماعات المسلحة القادمة من الدول الأخرى( ليبيا، الكويت، باكستان، تونس ، وغيرها ، فضلا عن السوريين بطبيعة الحال) ، لجأت السلطة إلى تكتيكات قتالية استخدمت فيها أنواعا من الأسلحة تشل القوة البدنية للمسلحين وتجعلهم خائري القوى بطيئي الحركة . إنها ليست أسلحة كيميائية بالمعنى التقليدي المتعارف عليه، ولكنها تصنف في هذا الباب ، رغم أنها لا تترك أية آثار. وكان ممكنا اللجوء إلى هذا السلاح بالنظر لخلو المنطقة من المدنيين ، فهي أحراش وأدغال جبلية وعرة. وتفيد المعلومات الواردة من هناك بأن منطقة "جبل الزاوية" على وشك أن تلاقي مصير "حي الخالدية" و "باباعمرو". إلا أن الأمر قد لا يخلو من مفاجآت ، بالنظر للدخول التركي العسكري على الخط مباشرة ، وإن يكن بطرق غير منظورة . وفي ريف اللاذقية، وتحديدا الحفة، تبين أن مدير المنطقة ومعاونه ، اللذين كانا متواطئين مع المسلحين وفرا من المنطقة قبل أن يعودا ويستسلما من جديد بفعل تدخل وجهاء، عمدا إلى إطلاق سراح سجناء الحق العام ( سجناء جنائيين من مهربين ولصوص وما شابه ذلك) وتوجيههم للالتحاق بالمسلحين! وتعيد هذه القصة إلى الأذهان التقرير الذي سبق أن نشرته "الحقيقة" الأسبوع الماضي عن احتمال تورط وزير الداخلية محمد الشعار بتقديم خدمات أمنية للمنظمات الإرهابية التكفيرية في منطقة الحفة ، التي ينحدر منها!. وقد انتهت عملية"الحفة" حتى الآن إلى اعتقال أكثر من مئتي مسلح وقتل ما يقارب هذا العدد. وقد أظهرت أشرطة بثها المسلحون أنفسهم عن قيامهم بحرق مئات الدونمات من البساتين والكروم والحقول التي تخص مزارعين رفضوا التعاون معهم، فضلا عن خطف قرابة مئة مواطن من غير المتعاطفين معهم واقتيادهم إلى منطقة مجهولة. ولا يعرف مصيرهم حتى الآن!
إلا أن "نهاية الرعب" في حمص لا يعني أن الأمر انتهى. فتمكن أكثر من ألفين وخمسمئة من المسلحين من "كتيبة الفاروق" الأصولية من الفرار من حمص منذ مساء السبت وحتى صباح أمس، ينذر بنسخة أخرى من" باباعمرو"، ولكن في الرستن هذه المرة. فالمسلحون الفارون والمنسحبون، لجأوا إلى الرستن ومنطقة سهل الحولة ( تلدو) و منطقة"قلعة الحصن"، يؤازرهم مئات المسلحين اللبنانيين (وغير اللبنانيين) الذين تسللوا من شمال لبنان خلال الأسابيع الأخيرة. وتفيد المعلومات الواصلة للتو من هنا بأنهم بدأوا بناء الاستحكامات والدشم في شوارع وأزقة الرستن وعلى مداخلها استعدادا لمواجهة لن تقل دموية عما جرى في "باباعمرو". إلا أن لجوءهم إلى سرقة بعض الدبابات والعربات المدرعة من "اللواء 47" المرابط في المنطقة منذ عقود طويلة ، بهدف استخدامها ضد الجيش ، سيشكل "مقتلهم" و"مقبرة جماعية" لهم . وهي خطوة غبية جدا من الناحية العسكرية البحتة، بالنظر لأنها ستتحول إلى صيد سهل جدا للحوامات المضادة للدروع ، إذا تسطيع الحوامات اقتناص العشرات منها في غضون ساعة أو ساعتين لا أكثر ، ومن مسافات بعيدة تتجاوز 3 أو 4 كم . وهو ما يوفر على الجيش الكثير من الخسائر البشرية التي يمكن أن تنجم على القتال البري المحض في مواجهات مع عصابات مسلحة تنتشر في الزواريب والأزقة. علما بأن عدد المسلحين في منطقة الرستن وما حولها يقارب العشرين ألفا ، معظمهم مدنيون في الأصل وعلى شكل " ميليشيات عائلية وعشائرية" تقاتل تحت قيادات منفصلة، بينما يحتشد في منطقة سهل الحولة وقلعة الحص قرابة 3 إلى 5 آلاف مسلح عن التشكيلات العسكرية العائلية في الرستن).