المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكيل «الداخلية» لشؤون المناطق يكشف التوجيه الأخير للأمير نايف:.. آخر الوصايا المكتوبة


eshrag
06-17-2012, 09:30 AM
كشف وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق الدكتور أحمد السناني أن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، كان يغضب غضبا شديدا حينما يعلم أن مواطنا أو مقيما راجع مكتبه في وزارة الداخلية ولم تقض حاجته أو تنجز معاملته، مبينا أن آخر توجيهات سموه المكتوبة قبل أيام قليلة حول الاهتمام بالفقراء والمساكين وكبار السن والمحتاجين وفئة الشباب، ووجه بمتابعتها من أجل التحضير لاجتماع أمراء المناطق المقبل في شهر رمضان المبارك.
وبحسب عكاظ روى تفاصيل عن دقة الأمير الراحل في العمل الإداري وحرصه على إنجاز معاملات المواطنين والمقيمين.
وقال الدكتور السناني الذي قضى نحو عشرة أعوام في وزارة الداخلية: «الأمير نايف ـ رحمه الله ـ كان مدرسة متعددة الإمكانات والقدرات، كان قادرا على الجمع بين أقصى درجات اللين مع أقصى درجات الحزم، وهذه قلما تتوفر في أي إنسان، فهو من جهة الأب الرحوم العطوف على المواطنين، وكذلك هو من أشد من يحارب الإرهاب والإرهابيين والمجرمين، والخارجين عن القانون بصفة عامة، كان الأمير الراحل صمام أمان للوطن، ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوض هذا الوطن برجل يكون خير خلف لخير سلف».
وأضاف: «على مدى عشر سنوات من العمل الذي تشرفت فيه مع الأمير نايف اطلعت على مئات من التوجيهات التي يصدرها ـ رحمه الله ـ بشأن معاملات المواطنين، فكان على الدوام يحرص على خدمة المواطن والمقيم، وقضاء حوائجهم، إذ لا تخلو كتاباته من كلمة عاجل ويعتمد، فهو لا يريد أن تعود إليه أوراق المعاملة مرة ثانية، فهو يريد حسم الأمر بدون تعطيل، لأن همه الأول قضاء حاجة المواطن والمقيم، سواء كانت مساعدات أو علاجا أو أي خدمة أخرى، وهذا ما يخصنا في إدارة شؤون المناطق بحكم أننا معنيون بالخدمات بشكل عام».
وزاد: «كان الأمير نايف دائما يحسن الظن في المواطن، ويظهر حسن النية، ويجعل ذلك فوق أي شيء آخر، لأن هدفه في المقام الأول احتياجات المواطن، فلا يطلب في هذا تثبتا أو غير ذلك، فهو يأمر مباشرة بقضاء حاجة المواطن، لأنه ـ رحمه الله ـ كانت لديه فراسة في معرفة المواطن الذي أمامه، بحكم تجربته وقربه من المواطنين وهمومهم ومشاعرهم، ويستشعر أن حاجة المواطن تستدعي أن يجنبه البيروقراطية المعتادة في المعاملات التي قد تعيق تحقيق مطلب هذا المواطن أو ذاك، مؤكدا أنه إذا تكرر مجيء المواطن إلى الأمير نايف بسبب معاملة لم تنجز فإنه كان ـ رحمه الله ـ يغضب من الموظفين، ويسألهم عن سبب تأخير معاملة المواطن أو المقيم، ويكتب على المعاملة الموجهة إلى الموظفين «يجاب حالا.. أو يجاب فورا»، ولا أذكر أن أحدا طلب منه أمرا ولم يعطه إياه، أو يقضي حاجته.
وفيما يتعلق بتنمية المناطق والمحافظات وتوجيهه لأمراء المناطق في هذا الشأن، أكد السناني أن الأمير نايف هو أول من أسس مفهوم الأمن الشامل، مضيفا: «الأمن الشامل في مفهوم الأمير نايف هو تلازم الأمن مع التنمية، لأنه لا تنمية بلا أمن، ولا أمن بلا تنمية، فلا بد من التنمية حتى يتوفر الأمن، ولا بد من فرض الأمن حتى تتم التنمية، والأمير نايف كان هو الرجل القادر على أن يطبق هذه القاعدة عبر متابعته الشخصية، وعبر الأنظمة والتعليمات، وما يصدره من توجيهات، وخاصة ما يتعلق باللائحة التنفيذية لنظام المناطق، طبعا نظام المناطق صادر بأمر ملكي، ولكن لائحته التنفيذية هي عبارة عن خارطة طريق لكيفية تطبيق النظام، فكان سموه في اجتماعات أمراء المناطق والتي تشرفت بأن أحضر لعشرة اجتماعات منها خلال 10 سنوات، كان دائما يوجه أمراء المناطق بخدمة المواطنين وقضاء احتياجاتهم، وخدمتهم أينما كانوا سواء في القرى أو الهجر أو المدن، وأن يتم الاهتمام بشكل أكبر بالفقراء والمساكين وكبار السن والمعاقين.
كما أكد وكيل وزارة الداخلية أن فقيد الوطن كان إلى جانب اهتماماته بالشرائح المحتاجة يولي الشباب اهتماما كبيرة، وأهمية قصوى، وقال « كان ـ رحمه الله ـ يهتم بشريحة الشباب اهتماما كبيرا جدا، ويوليهم الأهمية القصوى، حتى آخر أيامه».
وأضاف: كان الأمير الراحل حريصا على تقديم الخدمة للمواطنين، ويوجه باستمرار أمراء المناطق على القيام بواجبهم على أكمل وجه، وأن يفتحوا أبوابهم وأن يستمعوا للمواطن والمقيم، وأن يرفعوا بما يجب الرفع فيه بما يخرج عن اختصاصاتهم، حيث كان ـ رحمه الله ـ يتبنى القضايا بنفسه، سواء كانت مشاريع تنموية، ولعل ما يحضرنا هنا وآخرها سيول محافظة جدة، واللجنة الوزارية التي ترأسها، وما كانت عليه من فعالية حتى أصبحت السيول ليست بالأمر المخيف ولله الحمد، بعد أن وضعت كافة الإمكانيات، لقد كان قياديا وإداريا فذا، ويملك صفات التواضع والعطاء، ومحبة الناس، مما يعجز اللسان عن وصفه.
واعتبر الدكتور أحمد السناني أن ترفيع المحافظات والمراكز في عدد من مناطق المملكة التي أمر بها الأمير نايف ـ رحمه الله ـ من شأنها أن ترفع من مستوى التنمية في تلك المناطق، وتواكب احتياجات المواطنين، إذ ستحظى تلك المحافظات والمراكز بالمزيد من الدعم الحكومي.
وأوضح السناني أن الأمير نايف ـ رحمه الله ـ كان يواصل العمل حتى في أوقات راحته، أو خارج الوطن، وكان آخر توجيه أصدره قبل نحو أسبوع رغم تواجده في رحلته العلاجية في مدينة جنيف، إذ أصدر أمره بتعيين متحدثين رسميين للمناطق تنفيذا للتوجيه السامي.
وعبر وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق عن حزنه العميق مواطنا قبل أن يكون مسؤولا برحيل الأمير نايف الذي نذر حياته لخدمة الوطن والمواطن بالعطاء والجدية والعمل المتواصل على مدار اليوم، وكان الرجل المنافح عن السنة والدين، ويحث الشباب على الالتزام والبعد عن «الميوعة» ليكونوا بناة لهذا الوطن.