المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حافز اليوم الثلاثاء 29-7-1434هـ - اخبار حافز يوم الثلاثاء 19-6-2012


alfares
06-18-2012, 11:38 PM
يا الله يا رب.. ما يقبلني حافز...
نجوى هاشم

اقتبس عنواني اليوم من كاريكاتير المبدع الرسام الهليل منذ أكثر من شهر وهو يصور امرأة تدعو الله ان حافز لا يقبلها حتى يخصص لها زوجها مبلغاً شهرياً مدى الحياة، وذلك تعقيباً على زوج خصص لزوجته مبلغ ٢٠٠٠ ريال شهرياً مدى حياته بعد أن رفضها حافز لتجاوزها سن ٣٥ سنة.

هذا الزوج استقطع من راتبه مبلغ ألفي ريال شهرياً من حسابه لحسابها الخاص وقال انه عندما شعر أن زوجته مشغولة التفكير بهذه الإعانة طوال الأشهر الماضية رغم ظروف الأسرة الجيدة ورغبة منه في تكريمها وابعاد حالة الانشغال عنها قرر ذلك مصادقاً على احساسها برغبة التملك الشخصي لما هو لها وليس لغيرها خاصة بعد حصول عدد ممن تعرفهن من الأهل والصديقات على ذلك.

وبعد أن فتح لها حساب حافز ظل خاوياً لتجاوزها السن، قرر برغبته وتقديراً لدورها في المنزل تخصيص مبلغ ٢٠٠٠ ريال لها مدى الحياة لا يسلم في يدها ولكن كاستقطاع من راتبه على حسابها ليشعرها أولاً بقيمتها، وأهميتها، وبالتقدير وبتحقيق أمنية أن يكون لها شيء خاص.

هذه الفكرة المبتكرة والمكرِّمة لهذه المرأة التي لم تطلب ولكنها رغبت كغيرها من النساء فتحصلت عليه ليس لفترة محدودة كما هو حافز ولكن لفترة أطول وبطريقة ثابتة، تقابلها أفكار تحصلت عليها نساء، فهذه امرأة أعرفها تخرجت ورفض زوجها العمل وخصص لها ألف ريال شهرياً يدفعه في يدها ولكن ليس في حسابها، وأخرى لا تزال تطالب بحافز أسري من الزوج مادي وشخصي حتى تشعر بملكيتها الخاصة، والتي هي الأساس.

والصورة التي رسمها حافز من خلال تسارع عشرات الآلاف من النساء على التقديم للحصول عليه حتى وإن كان الأمر يمتد لمدة عام واحد فقط تعكس رغبة المرأة في التملك ولو مؤقتاً، وكثير من النساء اللاتي تقدمن للحصول على حافز لا يرغبن أصلاً في العمل، وليس لديهن المؤهلات له سواء العلمية، أو القدرات الشخصية، أو إمكانية النزول إلى سوق العمل، ولكن لا يمنع ان يحصلن وهن المتزوجات على إعانة حافز لمدة عام ويستمتعن بالحساب الشخصي والسحب من جهاز الصراف، سواء لها أو لولي أمرها، وهو ما شاهدته في أحد البنوك عندما تقدمت أربع فتيات لفتح حساب شخصي للحصول على إعانة حافز وواحدة منهن أكملت تعليمها الجامعي والباقيات ثانوية عامة، وعندما طلب منهن تسجيل الرقم السري للبطاقة قالت الكبرى «ابوي يسجله» على اعتبار انه هو من سوف يستلم وسوف يصرف الراتب أو الاعانة المقطوعة، وهو ما يتناقض مع مفهوم الإعانة التي تحفز إلى العمل أو البحث عنه، وتساهم في تحسين حال العاطل أو العاطلة، وليس الهدف منها استيلاء الزوج أو ولي الأمر عليها.

بعض الشباب والشابات استغلوا الأمر للترفيه عن أنفسهم من هذه الإعانة وتجديد الجوالات، والكشخة، وليس للبحث عن عمل، والتأهيل من خلال الانخراط في دورات مساعدة، أو البحث عن فرص لعمل قادم، وأجزم ان أكثر من ٥٠٪ من الشابات لا يعني لهن حافز سوى استلام راتب دون جهد ومثلهم الشباب فهذه شابة راتبها ٣٠٠٠ ريال في شركة خاصة، تركت العمل وحفزت صديقاتها على تركه للحصول على حافز دون دوام، رغم انها ان عادت العام القادم لن تجده متوفراً وستتغير الظروف التي سنحت لها أن تستلم هذه الوظيفة، لكن الفكر الترفي والذي يعتمد على الصرف من خلال الحصول على مال دون جهد أو استحقاق أو نظرة مستقبلية تنظر للأمام وليس للمواقع التي يقف عليها الشخص هي التي تشعر بالمتعة المؤقتة وليس بالرغبة في العمل أو الخروج من دائرة «التسدح» والنوم الطويل من ثم التكشخ والجلوس على الانترنت أو الخروج لشراء الهدايا وانتظار نهاية الشهر للصرف دون التفكير ان هذه المعونة سوف تنتهي دون شك وتتوقف.

وقد اعجبني ما قاله الدكتور بكر باقادر في تحقيق عبير البراهيم عن حافز وكيف انه بمثابة فرصة لتمكين الشاب على توفير أهم ضرورياته حتى يبحث عن عمل إلى جانب البحث عن خطوة تمكنه الانتقال من حالة العطاء إلى مرحلة المشاركة، ولكن المشكلة تظل في اعتماد الشباب على الكسب السهل، الذي يستدعي أن يكون هناك راتبه في آلية الصرف، وذكر أن كثيراً ممن لم يلتحق بسوق العمل يوجد لديه خطأ في طريقة تعامله مع الواقع، فهو يحتاج إلى ضمان الحد الأدنى من توفير احتياجاته، من خلال برامج متوازنة وقوية تشعره بمدى مديونيته إلى المجتمع، ومدى قدرته على الاعتماد على نفسه.

وأخيراً تسري إشاعة حالية بأن من يستلمون حافزاً استلموا على جوالاتهم رسائل تفيد بأن حافز مستمر إلى نهاية العمر ولن ينقطع بعد عام وعلى من تكشخ واستمتع بما يأتيه دون عمل أن يسترخي، فالحساب مفتوح والمبلغ سيحول فيه نهاية كل شهر والعمل غير متوفر، وان توفر بمثل هذا المبلغ أو أكثر قليلاً فلا فائدة منه..!