المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ،، ~ مـدَاد رُوح .. لا يجـف ،،


eshrag
06-24-2012, 03:40 PM
،
،

http://im15.gulfup.com/2012-06-24/1340546712222.png (http://www.gulfup.com/show/Xptmar0enhs04k)

،

و قَد كُنتُ أظُنُّ أنَّ الأحرُفَ تبُوح بِـ مكنُون النَّبض
و أنَّ الأسطُر تحتوِي خطوَات الروحَ على كُلِّ دَربٍ

.. حتَّى عرفتُه ..
و رأيتُ الأحرفَ توَلِّي مُدبرَةً ،، و كأنَّها لَم تعرِفني يوماً
و الأسطر تهرب مُسرِعة ،، و كأنَّها ظلَّت حبِيسة أوراقِي دهراً

.. تعجَّبتُ !! ..
و مِن حالِهم استَنكرت !!

.. حتَّى تيَقَّنتُ ..
أن للحب سَطوَة ،، تتنَحى عَن مواجهَتها كل أبجدِيات الحرُوف
أنَّ للشوْقِ عنفوَان ،، تهَابُه السطُور

.. و أنَّ مكنُون نبضِي لَم يعُد يبوح بِه ،، إلا قَلبُ مَن أُحِب ..

،

هوَ ،، فقَط
.. يكتُبنِي بِـ مدَاد رُوحٍ لا يجِف ..
لَونُه شفافِية و أمَان
و أحرفُه عِشقٌ يهِبنِي الطمأنِينَة و السلام

.. يكتُبنِي ..
كيفَمَا أهوَى
و كيفَما يُحِب

يكتبُنِي
وسَط النيرَان ،، امرَأةً مِن حدِيد
و بين جنبَات الصَّقِيعِ ،، امرَأةً تُذِيبُ بِـ هجِير شموخِها كل جلِيد
و علَى ضِفافِ عينَيْه ،، امرأةً لا تتفَتَّح ورُودها إلا حِينَ تتخَلَّل مسامَاتها قطرَات ندَاه

يكتُبنِي
شارِحاً بِـ نظرَاته كُل تعابِير الهيَام
مُفسِّراً بِـ زفرَاته كُلَّ مصطلحَات الشَّوق
.. واصِفاً بِـ لمساته أدَق تفاصِيل الجنُون في لوحَات الغرَام ..

يكتبنِي
.. أحرفاً مِن نُور ..
و يُشكِّلنِي بِـ خيُوطِ الفَجرِ و أنفَاسِ الزهُورِ
فَـ يحِيلنِي أنثَى ،، تتوَهَّجُ يواقِيت حُسنها سِحراً ما بينَ كُلِّ سَطرٍ و سَطر

.. يُبعثِر نبَضات قلبِها كَـ حبات لؤلُؤ منثُور ..
و يجمعُها عِقد نقَاءٍ يُزَيُّن بِه جِيد أيامِي

،

.. حَقاً ,, لا أعلَم وسَط أحرفِه ،، مَن أنا ..
و لا أعِي بيْنَ صفحاتِه ،، مَن أكون !!


http://im15.gulfup.com/2012-06-24/1340546712433.png (http://www.gulfup.com/show/X25guykruxko0k)



.. و كأنَّنِي فرَاشَةٌ ..
أجنحَتُها أمنيَاتٌ رقِيقَة ،، لا ترسُم خطوطَها إلا وعُودُه
و لا تُلونُ تقاسِيمَها إلا رِيشَة هوَاه !!

لا تهتَدِي لِـ ذاتِها إلا حينَما تحلِّقُ فِي مدَارِه
.. و تضِيعُ معالِمها كلَّمَا ابتَعدَت عَن مدَاه ..

.. و كلَّمَا أحَبَّنِي أكثَر ..
ازدَادت كواكِبُ الأحلامِ فِي برِيقِ عينَيْه
و اضمَحلَّت شُهب الأوهَامِ فِي دِفءِ كفَّيْهِ
و تسَربلَت أبعَادُ روحِي بِـ قبلاتِه الخجلَى
و تَاهَت حوَاسي ما بيْنَ هذيَان إفاقَة ،، و لَذَّةِ غفوَة !!

،

.. هوَ فِتنَة ينتشِي بِها المُزن علَى أعتَابِ سمَاءِ العِشق كل صبَاح ..
هوَ طُهرٌ يمسَح عن وجنَات النجوم دمُوعَ الخوف
هوَ سِراجٌ يقتَبِس القمَر ضوءَه كل مسَاء

.. هوَ رَجلٌ تختَزِل ملامِحه الشَّمس ..
تدَاعِب أنامِل دِفئِه خصلات الروح
و يحتضِنهَا شُعاعه ،، فَـ يحتوِيها احتوَاءً سرمدِيّاً
لا يُعيِيهِ سهَر
و لا تُفنِيه أعاصِيرُ رَيبَة أو طوفَان ذهُول

.. يأخذها مِنِّي ..
كَي يُقرِئَها كل ما كتَبَه عنِّي
لِـ تتذَوقَ طعمَ الشَّهد في كُلِّ حَرفٍ ،، و شدَّة ،، و مَدة ،، و سكُون
و تتَلذَّذ بِـ نشوَة التَّوق بَعد كل فاصِلة ،، و نُقطة
فَـ يكتَظ فضاؤها بِـ أصداء ضحكاتها ،، و هيَ ترقص علَى إيقَاع معانِيه فرِحة و تدُور

.. ثُم يُعِيدها إلَي ،، و يسألنِي إنْ كُنت أحِبه أم لا ؟!! ..
فَـ أبتسِم
و تجِيبُه عينَايَ بِـ لهفَة
.. " نعَم ،، أحِبكـ " ..

،

.. و كيفَ لِي أن لا أحبه و أعشَقه ؟!! ..
و قَد نسِيت كل شيءٍ يخصنِي على هوامِش صفحاته ،، و لَم أتَذَكَّر وسط زحَامِ حرفه " سِوَاه " !!

،
،

أرَق التحَآيا لِـ قلوبِكم

توووفِي

،،





المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f17/t192034.html)