المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفراحنا بين الإفراط والتفريط ( مشارك )


eshrag
07-10-2012, 10:40 PM
http://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/tr13.gif http://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/tl13.gif

[CENTER]http://up.alriyadh1.com/files/13052.gif (http://up.alriyadh1.com/index.php?action=viewfile&id=13052)

الإفراط والتفريط


هما خصلتان ذميمتان، حذر الشرع منهما أشد التحذير، فبأي خصلة ظفر بها الشيطان من العبد فرح بها.

قال الله تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } النحل : 112 .
والإسلام وهو يحارب هذه الآفة ( الإسراف والترف ) فإنه يحارب كذلك ما يقابلها من الآفات ، من البخل والشح والتقتير ونحو ذلك .
إذ الأمر وسط بين الإفراط والتفريط { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا } الإسراء : 29 .

والمجتمعات المسلمة في عمومها قديمها وحديثها لا تخلو من وجود هذه المشكلات المتناقضة ، وتفشيها أحياناً ، حتى تكون ظاهرة عامة .
ولئن كانت تختلف تلك المشكلات من زمان إلى زمان ومن بيئة إلى أخرى ، فإن المعاناة والشكوى قاسم مشترك .
ومجتمعنا المعاصر سرت فيه ظاهرة السرف حتى تحولت إلى مشكلة .

قال ابن القيم رحمه الله:
الاقتصاد هو التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط وله طرفان هما ضدان له تقصير ومجاوزة فالمقتصد قد أخذ بالوسط وعدل عن الطرفين، قال تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )
وقال تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) وقال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)

والمال - وهو عصب الحياة وقوام الأبدان - لا بد أن يتعامل معه الإنسان بالطريقة الصحيحة دون إفراط أو تفريط ولا إسراف ولا تقتير ، ليكون مصدر سعادة للإنسان ، ووسيلة خير للوصول إلى الغايات والأهداف النبيلة ، فإن هو حاد عنه صار المال عليه وبالاً وبيلاً .

والإسراف في الأفراح تتوالد معه المنكرات التي لا يرضى الله عنها،فهل يرضي رب العالمين أن تلقى أطنان الأرز واللحم في كل ليلة في حاويات النفايات وفي أمة الإسلام من لا يجد ما يسد جوعه

ومن أفات الإسراف في الافراح :
فكم من عريس يقف مستقبلاً المهنئين بابتسامة باردة لأنه يحمل هم سداد الديون التي تحمَّلها بسبب هذا الزواج،ويذكر بعضهم أنه ما انتهى من ديون زواجه إلا بعد أن بلغ طفله الأول عامين،فأصبح الزواج كأنه مشروع للدخول في نفق مظلم من الديون،وكم من زواج ينتهي بصاحبه للسجن لعجزه عن سداد تكاليف ذلك الزواج.

فالقاعدة في كل أنواع الإنفاق هي قول العليم الحكيم سبحانه:{ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرً } وقد يقول قائل قد أتاني الله مالاً فلما لا أتوسع في الفرح؟.فنقول له تذكر وصية ربك لخير البشر نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله:{ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورً }
http://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/br13.gif http://www.eshrag.net/vb/mwaextraedit4/frames/bl13.gif

المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f15/t192392.html)