المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحربي.. معاق يسافر بحثاً عن العلاج ولا يجد سوى الإهمال


eshrag
07-14-2012, 09:00 AM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/92424.jpg?1342254639 (http://sabq.org/y6kfde) يحيى العمري – سبق – القنفذة: يقطع الشاب المُقعد راجع الحربي عشرات الكيلومترات بشكل متكرر، طارقاً أبواب المصحات بحثاً عن وسيلة لعلاجه من حادث الطرق الذي تعرّض له، دون أن يجد سوى الوعود، فيما تسبّب إهمال مستشفى القنفذة في زيادة معاناته حتى أصبح لا يقوى على المشي.

ويحمل الحربي دبلوم فني أسنان، نجح بالحصول عليه قبل إصابته، رغم أنه كان يعاني أيضاً من متاعب صحية بدأت بواكيرها منذ المرحلة الثانوية، إلا أن إصراره دفعه للمضي قدماً في مشواره الدراسي حتى حصل على الشهادة بمستشفى القنفذة العام.

واستبشر الحربي خيراً قبل سنوات، حينما حظي بأمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عيد العزيز -رحمه الله- بعرضه على الهيئة الطبية وتسهيل أمر علاجه, وبالفعل تم تحويله إلى مستشفى الملك فهد بجدة من قبل الهيئة الطبية، إلا إنه خُذل جراء عدم الاهتمام بحالته داخل المستشفى.

وطلب الحربي "سبق" بعرض معاناته، لعلّه يجد من يساعده، بعد أن تقاذفه أطباء المستشفى دون اهتمام بالرغم من قطعه عشرات الكيلومترات بعناء وتعب شديدين، وعاد إلى الوراء سارداً قصّته بالقول: "أصبت في حادث مروري بمحافظة القنفذة كانت نسبة الخطأ فيه على الطرف الآخر 100 %، ولم أر المتسبب به منذ ذلك اليوم حتى الآن بعد خروجه بكفالة".

وأضاف: "أصبت بعدة كسور في يدي ورجلي، مكثت في مستشفى القنفذة العام عدة أيام، وتم عمل جبيرة في يدي اليمنى ورجلي اليسرى، ولكن للأسف الشديد لم يتقن طبيب العظام الجبيرتين، لأُصاب بعاهة زادت معاناتي إلى جانب غسيل الكلى الذي كان يلازمني منذ ما يقارب 10 سنوات؛ فطلبت علاجي في مستشفى آخر ولم أجد عناية أو تجاوباً, فتقدمت بطلب إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، فجاء أمره بعلاجي وتم عرضي على الهيئة الطبية بجدة والتي بدورها أحالتني إلى مستشفى الملك فهد بجدة، وجاء الرد بإمكانية ذلك بخطابهم المؤرخ في 6/ 4/ 1433هـ الموجه للهيئة الطبية".

وتابع الحربي: "منذ ذلك اليوم وأنا في مواعيد رغم سوء حالتي النفسية والجسدية، حيث أقطع مسافة 800 كلم ذهاباً وإياباً، بواسطة فاعلي الخير، علماً أنني لا أستطيع استخدام دورات مياه الاستراحات على الطريق العام أثناء سفري، حيث لا تمكنني إعاقتي من ذلك ولا أريد أن أكلف الآخرين أكثر مما كلفوا به".

وأكمل حديثه: "في الآونة الأخيرة تقاذفني الأطباء بمستشفى الملك فهد بقولهم إن علاجي ليس لديهم، وأصبحت كالكرة المقذوفة من يد إلى أخرى، ومن طبيب إلى آخر، فقلت لهم إذا كان علاجي ليس لديكم أحيلوني إلى الهيئة, ولكن لا مجيب".

وأشار الحربي إلى أن المستشفى حدّد له 25/ 10/ 1433هـ، موعداً لإجراء الأشعة، بعد مراجعته الأخيرة له، متسائلاً عن مبررات كل هذا التأخير وعدم الاهتمام بالرغم من حالته الصعبة، والمعاناة الكبيرة التي يتكبّدها خلال السفر.

وإلى جانب المرض والإعاقة الذين حولا حياة الحربي إلى مأساة؛ فإن الديون التي أثقلت كاهله تزيده ألماً، كما يقول، حيث يضطر لذلك لتوفير العلاج ومصاريف التنقل، مشيراً إلى أنه استدان لشراء سيارة بعد أن رفض مكتب التأهيل الشامل منحه ذلك بحكم أنه موظف.

وتابع قائلاً: "ديني البالغ 200 ألف ريال أصبح هماً لا يفارقني وإلى جانب ذلك إعاقتي التي من الممكن علاجها، ولكن لم أجد الاهتمام، بل المماطلة وقذفي هنا وهناك رغم عناء ومشقة السفر من القنفذة إلى جدة والعكس".

وطالب الحربي الجهات المسؤولة بتسريع علاجه بمستشفى الملك فهد بجدة، لكي يتسنى له العودة إلى حياته الطبيعية، بعدما عانى ما يكفي وحُرم من قضاء احتياجات أسرته، ومن الصلاة في المساجد، لعدم توفر التسهيلات اللازمة لدخول ذوي الاحتياجات الخاصة لكثير من الأماكن في منطقته وفي استراحات الطرق العامة.


http://sabq.org/files/general/26264_19178.jpg



أكثر... (http://sabq.org/y6kfde)