المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكالمة واردة ( قصة قصيرة ) ..


eshrag
07-20-2012, 01:10 AM
1
استلطفته فبادلها الاحساس ذاته .. يوما بعد يوم .. تعمقت صداقتهما .. حتى أمضيا عاماً على المكاتبات بينهما .. وارسال اشواقهما عبر أثير الانترنت ..
ولم ينقطعا حتى في اصعب الظروف وأحلكها .. كاان حميمان وأكثر .. ودودان وأحن .. و- أحياناً - يغمضان عينيهما ويكتبان عن كل شيء .. كل ..
كل شيء .. حتى أدق التفاصيل واقلُّها أهمية .. وفي اليوم العاشر من شهر يوليو .. كتبت إليه قائلة : أمررتَ بـ أن تدلف المكان .. الذي يكون فيه من تحب ..
ويستقبلك بـ ابتسامة مغموسة .. بلهفة .. وملامح تتهلهل فرحاً .. فتصمتُ .. مخبئاً سراً سيمطره سعادة ؟ وذكرى خاصة تجمعكما .. فتطيل الصمت لثواني ..
ليستغرب ذلك .. ويقول وهو يترقب : ما بك ؟ اجدني اتلبس هذا الموقف الآن .. وأتخيّل .. كيف ترمقني نظرانك وتستحثني الحديث .. وانا استطعم .. كل لحظة ..
تراقبني فيها .. وتتوسل إلي عيناك .. اللتان اذوب فيهما .. حتى أكاد أنسى .. مالذي كنت سـ أقوله ! اممممم .. هذا اليوم .. أكملنا عاماً على أول رسالة استقبلتها منك .. اتتذكر ؟
حينما كتبت إلي تسألني عن " مول شهير " وأين يقع في مدينتي الكبيرة ؟حينها أجبتك .. بإني لست " بخيصة " في الطرق والشوارع .. وأتذكر اني سألت بعض صديقاتي ..
والمشكلة ان كل واحدة أعطتني وصفاً مختلفاً ! آه .. ولم أعلم إن سؤالك كان فقط .. - كذبة حب - اقصد كذبة بيضاء .. حتى تتحدث معي !
لكن .. ما رأيك أن نحيي املاً قديماً .. لا زلت احلم بـ ان اسمع صوتك .. اسمع هذا الصوت الذي ما فتأ ان يراودني صبح مساء .. أريد أن اسمعه ..
هذا الصوت الذي سمعه كل من حولك .. ومن يعرفك ومن قابلك الا أنا .. أنا التي أقرب اليك من روحك وقلبك .. ولم أعد أستطيع ان اصدق تبريراتك القديمة .. فـ أنت كثيراً ..
ما تقول : انك لا تحتمل تعلقاً أكثر من ذلك .. ثم تتحجج بـ أشقائك الصغار .. وانك أنت من تعولهم .. وتخاف ان يأخذ ذلك من وقتهم او يؤثر عليهم ..
وكل ذلك لم استطع ان افهمه .. ومن اجلك ساقتنع .. ولكن ما رأيك .. لو أجرينا اتصالاً واحداً .. واحداً فقط .. ومتى ما انتهت المكالمة اعدك .. اني لن أتصل عليك أبداً !


2
كان متوتراً .. ويبدو إنه ليس بخير .. ولا يشعر بأن كلماته وتصرفاته وانفاسه على خير مايرام .. مشغول الذهن .. ينتظر هاتفه ان يضيء ويشعل : قلبه الأعمى الذي
شارف ان يبصر من جديد ! مرت الدقائق : دهراً .. قبل أن يملأ المكان على نغمة - عاصمة الفن العربي - : ياعيون الكون غضي بـ النظر ..
جاء صوته هادئاً : هلا .. وجاوبته بـ استحياء : هلا بك .. امطرا / غرقا / ذابا .. طوال ست ساعات متواصلة .. تحدثا / غردا / وغنّا كل هذه الفترة الطويلة
بدون ان يشعرا برغبة في تناول كوب ماء ! ولم يفيقا من حلمهما الصغير .. الا حينما تذكرا وعدهما .. بأن يكون الاتصال الاول والاخير ..
بكيا سوياً .. وتوادعا .. وحينها .. مسح كل منهما " رقم " الآخر وافترقا !!


المصدر... (http://www.alriyadh1.com/vb/f17/t192648.html)