المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب الأميركية المقبلة لن تكون في سورية؟


eshrag
10-11-2012, 01:51 PM
مقربون من الرئيس أوباما: الحرب الأميركية المقبلة لن تكون في سورية؟

2012-10-9

يمكن لأي باحث أن يكتشف سببين على الأقل خلف التقاعس الأميركي في سورية: الأول غياب الرغبة الأميركية رسميا وشعبيا، والثاني الاعتقاد السائد في أوساط إدارة أوباما أن "الحرب الأميركية المقبلة لن تكون في سورية".

غياب الرغبة الأميركية ينطلق من أمور عديدة، أولها: تراجع الاهتمام الشعبي عموما بالسياسة الخارجية والإنهاك من الحروب، حتى إن للإدارة الأميركية، للمرة الأولى منذ سنوات، كبدت حكومة إسرائيل ورئيسها واللوبي الموالي لهما داخل واشنطن خسارة سياسية قاسية في المواجهة الأخيرة المستترة بين أوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية.

فاللوبي الإسرائيلي عندما يريد أن يحقق مطالبه داخل واشنطن، يتكئ على تأييد شعبي لأفكاره ويعتمد أسلوب الحشد. ولكن عندما يغيب مثل هذا التأييد، فإن الإدارة تتملص من طلبات الإسرائيليين وأصدقائهم لغياب إمكانية معاقبة الإدارة عبر صناديق الانتخاب.

والشيء نفسه ينطبق على باقي جماعات الضغط في السياسة الخارجية التي تجد نفسها هذه الأيام ضعيفة ومشتتة وغير قادرة على فرض ما لا ترغب فيه الإدارة.

ثانيا، ينقل مقربون عن الرئيس الأميركي قوله: "يريدوننا أن نتدخل عسكريا لمصلحة المعارضة السورية في وقت لم تطلب فيه هذه المعارضة منا صراحة التدخل". ويضيف الرئيس الأميركي أن بلاده "لن نذهب إلى حروب بهدف إنساني بعد الآن لا نسمع فيها كلمة شكرا ممن نتدخل لصالحهم".

وينقل المقربون من الرئيس الأميركي مقارنته لتدخل أميركا عسكريا لإنقاذ كوسوفو من مجازر الصرب وتدخلها لإنقاذ العراقيين من جرائم صدام حسين: "زوروا كوسوفو وسترون صور رؤساء أميركا وأعلامها داخل غرف النوم وعلى الأسطح وفي الساحات"، حسبما نقله عنه الرواة. ويضيف: "واستمعوا إلى إعلام حلفائنا العراقيين وسترون أنه يمتلئ شتائم في حقنا ويحملنا مسؤولية كل ما حصل في البلاد متناسيا أننا خلصناهم من حكم ديكتاتوري".

ورغم أن التغطية الإخبارية للأوضاع في سورية صارت تتصدر صفحات الصحف والأخبار التلفازية الأميركية، إلا أن الإدارة لا ترى لها مصلحة مباشرة للتدخل، وكذلك أكثرية الأميركيين تعبر عن معارضتها للتدخل في شؤون شعوب لما تعتبره أهداف نبيلة، لأن التدخل ينقلب عليها في الأخير إلى لعنة على أميركا والأميركيين.

غياب المصالح الأميركية والفتور الشعبي تجاه احتمال التدخل في سورية يسهمان في تسويق أوباما لسياسته الخارجية، بأن تؤدي أميركا دورها كعضو مثل الأعضاء الباقين في الأمم المتحدة من دون أن تزج بقوتها العسكرية في صراعات حول العالم، إلا إذا اضطرت واشنطن الدفاع المباشر عن مصالح لها هنا أو هناك في أرجاء المعمورة.

ويعلق خبراء أميركيون على موقف واشنطن ومصالحها في سورية بالقول إن بلادهم سحبت آخر جندي لها من العراق صاحب أكبر احتياطات النفط في العالم، والذي بلغت كمية تصديره اليومي الشهر الماضي مليونين و600 ألف برميل للمرة الأولى منذ 30 عاما، فلماذا تتدخل في سورية التي لا يتجاوز إنتاجها اليومي للنفط الخام 200 ألف برميل؟

السبب الثاني للتقاعس الأميركي تجاه المحرقة السورية مبني على "نظرية" روج لها أوباما أثناء حملته الانتخابية الأولى في العام 2008م، عندما أصر على سحب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان بهدف "مراقبة العالم وعدم تشتيت تركيزنا في مواجهات جانبية".

ويبدو أن الرئيس الأميركي يرى في سورية صراعا جانبيا في المنطقة، فيما الصراع الحقيقي هو المواجهة مع إيران، وهو موضوع يكتسب تأييدا شعبيا وسياسيا أكبر بكثير من التدخل في سورية.

صحيح أن أوباما يختلف مع نتنياهو حول ضرورة وتوقيت توجيه ضربة إلى إيران، إلا أن مقربين من الرئيس الأميركي نقلوا عنه رأيه في أن الحرب المقبلة التي ستخوضها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ستكون في إيران، بمعنى أن الرئيس الأميركي يعتقد أن أي تدخل أميركي في سورية يشتت الانتباه عن جذور المشكلة في طهران، ويعطي الأخيرة فرصة لمواجهة عسكرية غير مباشرة مع واشنطن تستنزف فيها الغرب وتعطي الإيرانيين وقتا للمضي في صناعتهم سلاحا نوويا.
الموضوع الأصلي : <font color="#FF0000" size="2" face="tahoma">الحرب الأميركية المقبلة لن تكون في سورية؟ (http://www.eshrag.net/vb/showthread.php?t=672079)<font color="#FF0000" size="2"> -||- المصدر : ليالي الشوق (http://www.ly2l.net/vb) -||- الكاتب : <font color="#FF0000" size="2" face="tahoma">عساف1