المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التغافل


ضجيج الصمت
11-12-2012, 05:06 AM
أن التغافل هو تعمد الإعراض عن تقصير أو خطأ وقع فيه الطرف الآخر ترفعاً وترفقاً، ومثال ذلك تغافل الزوج عن

تأخر زوجته في إعداد طعامه في الوقت المحدد، وعدم محاسبته لها، أو حتى ذكره له، ومثل تغافل الزوجة

عن تأخر الزوج عن تلبية وتأمين بعض حاجات المنزل أحياناً.

إن الفرق بين التغافل والغفلة، أن الأول إعراض عن علم وإدراك للتقصير، وأما الثاني فنقصد به عدم الإدراك،

أو الجهل بالشيء؛ لعدم التيقظ .أن التغافل ممدوح - غالباً -، إذا كان في موضعه، والغفلة مذمومة غالباً،

أن التغافل يكون محموداً وممدوحاً عندما يكون في مواضعه، كالأخطاء والتقصير، التي لا يكاد يسلم منها أحد

في الحياة الزوجية، وكذلك بعض العيوب الشخصية الخلقية، وعليه فإنه يحسن التغافل عندما يرى أحد

الزوجين من صاحبه تقصيراً في أداء بعض حقوقه، وإخلالاً يسيراً ببعض مسؤولياته أحياناً، لاسيما مع بداية

الحياة الزوجية، ان التغافل مطلوب من الزوجين على حد سواء، فالحفاظ على الحياة الزوجية مسؤولية

مشتركة يجب أن يسعى كلا الزوجين للعمل بها، مؤكداً على أن التغافل محمود بشرط أن لا يكون في أمور

فيها تجاوز لحدود الله، وارتكاب للمحرمات، وتقصير في الفرائض والواجبات، وفي كل الأحوال فإن التغافل لا

يمنع من الحوار بين الزوجين في جو هادئ، تعبق فيه الرومانسية، ويحفه الحب، ويحوطه الاحترام، فيطرح

الزوج أو الزوجه بأسلوب مناسب ما يحب أن يعمل به صاحبه.

وأشار إلى أن من أعظم ما يمكن أن يذكر من النماذج لخلق التغافل للاقتداء والأسوة، هو موقف النبي صلى

الله عليه وسلم من زوجاته، عندما تقع إحداهن في خطأ أو تقصير في حقه، فقد ضرب أروع الأمثلة في

الخيرية والرفق والرقة في التوجيه، فمثلاً تغافله صلى الله عليه وسلم في ذكر خطأ وقعت فيه إحدى أمهات

المؤمنين، فلم يذكر كل ما وقعت، وكتاب الله يصور هذا التغافل في أروع صوره فيقول عز وجل: "وَإِذْ أَسَرَّ

النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ

مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ".
نقلا