المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة سعودية: ضَعْف "المكافأة الشهرية" تعرقل تحصيل مبتعثي بريطانيا


eshrag
11-21-2012, 01:10 AM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/117444.jpg?1353460085 (http://sabq.org/Wbrfde) سلطان المالكي - سبق: حذَّرت دراسة سعودية من أن مبتعثي بريطانيا يعانون مشكلة مالية حادة، لا تتفق مع الهدف الأسمى من الابتعاث، بل إنها عائق أمام تحقيق النجاحات المميزة والاستفادة من ثمرات البعثة.


وقال الباحث المختص في الشؤون المالية المبتعث في جامعة ساوثهامبتون، الدكتور خالد الفهد، في الدراسة: إن مبتعثي بريطانيا أقل المبتعثين دخلاً مقارنة بأقرانهم من مبتعثي دول الخليج العربي في بريطانيا، أو حتى بالمبتعثين السعوديين في دول الابتعاث الأخرى.

وينصح الباحث بأن تراعي جهات الابتعاث حساب ما وصفه بـ"المعاش الشهري" للطالب المبتعث اعتماداً على مدينة الدراسة، مثلما هو معمول به مع مبتعثي شركة أرامكو.

وطالب أيضاً بمراعاة التميز الأكاديمي والتقدم العلمي لكل جامعة؛ فمثلاً إذا كان الطالب يدرس في جامعة من أفضل 10 جامعات في تخصصه يخصص له مكافأة تحفيزية شهرية بمقدار 20%، في حين إذا التحق بجامعة من ضمن أفضل 20 جامعة يخصص له 10% شهرياً.

وأوضحت الدراسة، التي حصلت عليها "سبق" عن طريق المبتعث السعودي ساير المطيري، أن أول ما يقارن به دخل المبتعث هو تكلفة المعيشة للفرد والأسرة داخل بلد البعثة، فإذا ما نظرنا إلى متوسط دخل الأسرة في بريطانيا سنجده يزيد بنسبة 56% على دخل أسرة المبتعث السعودي هناك.

ويزيد متوسط راتب الموظف في بريطانيا على المبتعث السعودي بنسبة 142%، وهذا عكس ما ينبغي أن يكون؛ فالمنطق يحتم أن يكون دخل المبتعث السعودي أعلى من الفرد البريطاني؛ إذ إن الأول يواجه مصاريف إضافية ناتجة من الغربة والتأسيس لحياة جديدة.

ولفتت الدراسة إلى أن هذا الأمر معمول به في دول ابتعاث أخرى؛ فمثلاً يزيد دخل المبتعث السعودي في مصر على دخل الأسرة المصرية بنسبة 690%، ويزيد دخل الطالب الأجنبي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على الطالب السعودي في السعودية بنسبة 1150%! حيث يتقاضى الطالب الأجنبي معاشاً يصل إلى 12500 ريال شهرياً، إضافة إلى السكن المجاني، في حين أن الطالب السعودي في الجامعات السعودية لا يزيد دخله على 1000 ريال سعودي.

http://sabq.org/files/general/55910_29153.jpg

ويُظهر الجدول المرفق الفَرْق الكبير بين دخل المبتعث السعودي في بريطانيا، خاصة مبتعثي وزارة التعليم العالي، عن نظرائهم من مبتعثي دول الخليج العربي، وهناك أصوات عديدة من مبتعثي دول الخليج العربي في بريطانيا تطالب بزيادة معاشاتهم لمواجهة غلاء المعيشة في إحدى أغلى دول العالم.

هذه المقارنة توضح جلياً أن المبتعث السعودي في بريطانيا هو الأقل دخلاً، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أن مملكة البحرين، التي يقل دخل مبتعثيها عن مبتعثي السعودية، أوقفت الابتعاث إلى بريطانيا، حسبما ذُكر في عينة الدراسة، في حين أن دولة عمان واجهت هذه المشكلة بتخصيص 200 جنيه إسترليني شهرياً لجميع المبتعثين لمواجهة هذا الغلاء.

وترى الدراسة أن المسألة لم تكن حصراً على المعاش الشهري، بل إن المبتعث السعودي مقارنة بنظرائه من مبتعثي دول الخليج العربي هو الأقل حصولاً على بدلات أو مخصصات إضافية، كمخصص الحاسب الآلي ورسوم تعليم الأبناء، أو مزايا خدمية أخرى، كاستقبال المبتعث عند وصوله الأول لبلد البعثة وتوفير السكن المؤقت له.

وقالت الدراسة إنه حين نريد مقارنة المبتعث السعودي في بريطانيا بالمبتعثين السعوديين في دول الابتعاث الأخرى نجد أيضاً اختلافات كبيرة؛ فحين يتقاضى المبتعث السعودي في أستراليا 3052 دولاراً أسترالياً "1988 جنيهاً إسترلينياً"، والمبتعث في إيرلندا وفرنسا 1805 يوروات "1436 جنيهاً إسترلينياً"، وفي أمريكا 1847 دولاراً "1156 جنيهاً إسترلينياً"، نجد أن المبتعث السعودي في بريطانيا يتقاضى فقط 1168 جنيهاً إسترلينياً في دولة تُعَدّ من أغلى الدول معيشةً مقارنة بدول الابتعاث المذكورة سابقاً.

وبحسب الدراسة، يعود هذا الفرق الكبير إلى قرار تثبيت أسعار صرف العملات قبل نحو سبع سنوات. فمثلاً، في أستراليا نجد أن سعر الصرف المعتمد هو 2.27 ريال سعودي مقابل الدولار الأسترالي، بينما سعره السوقي اليوم هو 3.89 ريال سعودي للدولار الأسترالي، أي زيادة معاش المبتعث في أستراليا بنسبة 71%؛ ليصبح 3050 بدلاً من 1781 دولاراً أسترالياً. وفي دول أوروبا نجد أن سعر الصرف المثبت هو 3.84 ريال مقابل اليورو الأوروبي، بينما سعره السوقي اليوم هو 4.78، أي زيادة في معاش المبتعث هناك بنسبة 25%.

أما في حالة مبتعثي بريطانيا فسنجد أن سعر الصرف المثبت هو 5.93 ريال للجنيه الإسترليني، في حين أن سعره السوقي اليوم هو 5.94؛ ما يجعل الفرق أقل من نصف في المائة "أي بفارق 4 جنيهات إسترلينية شهرياً!".

وذكرت الدراسة أنه يعاب على هذا التثبيت غير العادل بين مبتعثي بريطانيا وباقي دول الابتعاث الأخرى هو أن الجنيه الإسترليني عادة ما يهبط دون سعر التثبيت؛ ما يجعل القوة الشرائية تضعف في المقابل، ويفقد هذا التثبيت هدفه، ويكون عبئاً على المبتعث! فعلى سبيل المثال، خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة هبط الجنيه الإسترليني بنسبة 30%؛ ما زاد في الأسعار على المبتعث في بريطانيا مع ثبات دخله.

ولحل هذه المشكلة ذكرت الدراسة أنه يجب إعادة النظر في سعر الصرف المثبت لمبتعثي بريطانيا؛ فلو تمت مساواة بريطانيا بأستراليا مثلاً سيرتفع معاش المبتعث السعودي في بريطانيا بمقدار 813 جنيهاً إسترلينياً شهرياً، أي سيرتفع مخصصهم الشهري من 1168 إلى 1982 جنيهاً إسترلينياً.

وانتقدت الدراسة بعض الجهات الحكومية التي تفسِّر الأوامر الملكية بشكل خاطئ؛ فمثلاً: بعد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بزيادة مخصصات المبتعثين بنسبة 50% لمواجهة غلاء المعيشة في عام 2009م جاء تفسيرها من قِبل الجهة المعنية على أنها زيادة "للراتب" الأساسي فقط دون البدلات! ما جعل الزيادة الفعلية هي 36% تقريباً وليس 50%!

وتساءل الباحث: هل غلاء المعيشة في دول الابتعاث مرتبط فقط بـ "الراتب" الأساسي والمخصص للتكاليف الأساسية، كالسكن والأكل، أم على جميع البدلات من سلع وخدمات في بلد الابتعاث، كالملبس والكتب الدراسية؟!
وتنتقد الدراسة بعض جهات الابتعاث الحكومية، التي تهمل الجوانب المالية للمبتعث، مع كونها عاملاً أساسياً لنجاح المبتعث وإبداعه؛ حيث إنها لا تراعِ الفوارق في غلاء المعيشة بين مدن بريطانيا.

وأوضحت أن دراسة الطالب في لندن أو إحدى مدن جنوب إنجلترا تكلفه مادياً أكثر من الدراسة في إحدى مدن الشمال؛ فمثلاً: تكلفة المعيشة للدراسة في جامعة برايتون تزيد 100% على تكلفة المعيشة للدراسة في جامعة برادفورد، وتكلفة المعيشة للدراسة في جامعة ساوثهامبتون تزيد بنسبة 76% على الدراسة في جامعة داندي طبقاً لما نشرته هذه الجامعات في مواقعها. وتزيد هذه النسبة بشكل كبير عندما تكون الدراسة في لندن أو ضواحيها.

ولفتت الدراسة إلى أن اختيار الطالب جامعة في جنوب بريطانيا، رغم ارتفاع التكاليف، بدلاً من شمالها مثلاً يعود لأسباب كثيرة، منها أهمية توزيع الطلبة جغرافياً بين مدن بريطانيا، والبُعد عن التكتل العددي، كذلك ظروف وفرص القبول تختلف من طالب لآخر، وأهمها أن بعض التخصصات والمجالات تتميز في جامعة دون أخرى.

كما لفتت إلى أن أهمية أخذ هذا المعيار الأخير على محمل الجد، وهو تحفيز للمبتعثين للدراسة في جامعات عريقة ومتميزة في الجنوب، بالرغم من أن التكاليف المعيشية فيها باهظة؛ وذلك لتحقيق هدف برنامج الابتعاث الأساسي. فمثلاً جامعة ساوثهامبتون تُعدّ من أميز الجامعات في تخصص الحاسب الآلي والإلكترونيات والهندسة، وجامعة لندن للاقتصاد إحدى أفضل ثلاث جامعات على مستوى العالم في تخصص علوم الإدارة والمال.

ولتحفيز المبتعثين للدراسة والنهل من هذه الصروح العملاقة قالت الدراسة إنه يجب مراعاة الفروقات في تكاليف المعيشة بين هذه المدن، وإلا فسيتوجه الطالب إلى جامعات أقل مستوى بكثير؛ لتفادي هذا الغلاء.

وينصح الباحث بأن تراعي جهات الابتعاث أمرين: الأول: حساب المعاش الشهري للطالب المبتعث اعتماداً على مدينة الدراسة، وهذا مطبق فعلاً مع مبتعثي شركة أرامكو؛ فعلى سبيل المثال: يتقاضى مبتعث شركة أرامكو في لندن معاشاً أعلى بنسبة 36% من المبتعث في ساوثهامتبون.

الثاني: مراعاة التميز الأكاديمي والتقدم العلمي لكل جامعة، حسب التصنيف البريطاني المعتمد "RAE"، فمثلاً إذا كان الطالب يدرس في جامعة من أفضل 10 جامعات في تخصصه يُخصص له مكافأة تحفيزية شهرية بمقدار 20%، في حين إذا التحق بجامعة من ضمن أفضل 20 جامعة يُخصَّص له 10% شهرياً، وهو أمر ليس بجديد؛ ففي دولة قطر مثلاً يُعطَى الطلبة المتميزون شهرياً 50% زيادة على مخصصهم الشهري، ويُعطَى الطالب المميز من دولة الكويت مخصص ثلاثة أشهر، إضافة إلى 6500 ريال من السفارة و13500 ريال من وزارة التعليم العالي. وفي أرامكو فإن معيار زيادة المعاش أو نقصانه يعتمد على أداء الطالب.

وخلصت الدراسة إلى توصيات عدة، من أهمها:
1. زيادة معاشات ومخصصات المبتعثين السعوديين في بريطانيا، وذلك بناء على المقارنات السابقة مع دخل الفرد والأسرة البريطانية ومبتعثي دول الخليج العربي والمبتعثين السعوديين في باقي دول الابتعاث.
2. إعادة النظر في تثبيت سعر الصرف؛ لانعدام جدواه، ولما يحمل من مساوئ للمبتعث في بريطانيا، كما بينت الدراسة ذلك. وأيضاً لمساواة المبتعث السعودي في بريطانيا مع باقي المبتعثين السعوديين في دول أخرى؛ حيث ارتفع مخصصهم الشهري بنسب تصل إلى 70%.
3. حساب المخصص الشهري للطالب المبتعث في بريطانيا استناداً إلى غلاء المعيشة في المدينة، والتفرقة بين المدن والمناطق؛ فتكاليف المعيشة في بعض مدن الجنوب – مثلاً - تصل إلى ضعفها في مدن الشمال.
4. تحفيز الطلبة المبتعثين للالتحاق بجامعات ذات مستوى مرموق عالمياً، وتمييزهم مادياً عن المبتعثين الذين يلتحقون بجامعات أقل مستوى.
5. إجراء مراجعة ودراسة سنوية للمخصصات ومراعاة التضخم ومعايير غلاء المعيشة؛ فثبات المخصصات والمعاشات سنوات عدة أضعف قوتها الشرائية.
6. إضافة بدلات وخدمات إضافية للمبتعثين؛ وذلك للحاجة الماسة إليها، ومن أهمها:
7. تخصيص مبلغ مقطوع للمبتعث قبل البعثة للتجهيز والاستعداد.
8. توفير خدمات الاستقبال والسكن المؤقت "فنادق مناسبة" في أيام المبتعث الأولى تذليلاً للصعوبات وتفادياً للمشكلات.
9. استحداث مخصص جهاز حاسب آلي.
10. التكفل بتكاليف حضانة وتدريس أبناء المبتعث، إضافة إلى إلغاء رسوم المراكز التعليمية "المدارس" السعودية، التي تُقدَّر بـ 120 جنيهاً إسترلينياً للطالب.
11. إلغاء رسوم عضوية الأندية السعودية.


أكثر... (http://sabq.org/Wbrfde)