المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تأنى نال ما تمنى


ضجيج الصمت
11-24-2012, 01:48 AM
العجلة طبع في كثير من الناس، وقد قال تعالى﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ يعني طبعه العجلة في الأمر،

حتى إنه ليستعجل الهلاك ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾

ولكن من رحمة الله به أنه لا يعجل له الشر الذي يريده، بل يمهله ويريه الآيات، ويعطيه الفرصة بعد الفرصة

﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ

فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.

والعَجُول كثيرُ الوقوع في الخطأ، قليلُ التقدير لعواقب الأمور،

ومن كلام الحكماء: «إياك والعجلة، فإنها تكنّى أم الندامة، لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم ويجيب قبل أن

يفهم، ويعزم قبل أن يفكر، ويحمد قبل أن يجرب ولن تصحب هذه الصفة أحدا إلا صحب الندامة وجانب

السلامة».

وقد رأينا كيف أن استعجال سيدنا موسى عليه السلام فوَّت عليه وعلينا معرفة المزيد مما يفعله الخضِر

عليه السلام، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه البخاري: «وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى

يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا».

لهذا فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التأني، وذم العجلة،

فأخرج أبو يعلى أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».

وفي رواية الترمذي: «الأَنَاةُ مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ». وأخرج أبو داود عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ: «التُّؤَدَةُ فِى كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلاَّ فِى عَمَلِ الآخِرَةِ».

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته --- وقد يكون مع المستعجل الزلل
نقلا