المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاجئه سوريه: كدت اقتل طفلتي واخمد انفاسها حتى لا يصل صراخها للجنود ونتعرض للقتل


eshrag
12-17-2012, 11:30 PM
http://www6.0zz0.com/2012/12/17/23/316386682.jpg



نشرت صحيفة “ذي صنداي تايمز” البريطانيه اليوم مقالا لمراسلها فيرغال كين بعث به من منطقة الحدود اللبنانيه السوريه اورد فيه حكاية امرأه لاجئه وصفت كيف انها قاربت ان تقضي على طفلتها عندما بدأت الصراخ خشية ان يؤدي ذلك الى تنبيه قوات الحكوم السوري التي تراقب تحركات اللاجئين ولا تتورع في قتلهم. وفيما يلي نص المقال:

كان الظلام يخيم على المكان تصحبه موجه كثيفه من الضباب، احاطت بصف طويل من اللاجئين وهم يتحركون في صمت عبر المناطق الجبليه وقد ظلت القافله التي تضم رجالا ونساء واطفالا تحث الخطى لحوالي ثماني ساعات في ظروف خطره

قالت ام علي (32) “لم نكن نصدق اننا سننجو. كان وضعا صعبا للغايه”
كانت ام علي ومعها اطفالها الثلاثه وزوجها الجريح اثناء فرارهم من بلادهم. وكانت تحمل بين ذراعيها طفلتها ريم البالغه من العمر 9 أشهر.

اما زوجها أبو علي الذي كان يعمل سائقا ينقل الجرحى الى العيادات الميدانيه حول حمص عندما اصيب هو نفسه بشظيه. وعندها قررت العائله
ان تفر الى لبنان طلبا للرعايه الصحيه

وخلال الرحله قام عدد من الاقارب بحمل ابو علي بعد لفه ببطانيه
ولكن الرحله لم تكن سهله بالنسبه له، فهو قد سقط على الارض الصلبه بعد ان تعثر الرجال في عتمة الليل.

وبالنسبة لشخص شقت الشظيه بطنه، فان السقوط كان مؤلما
وكانت جراحه قد بدأت تسوء وتتقيح.
وقال “كان وضعا مريعا. قلت لهم اتركوني هنا ودعوني اموت، لكنهم ابوا الا ان يواصلوا حملي”
اما زوجته التي لم يكن في مقدورها ان تساعده، فقد ركزت اهتمامها على اطفالها طوال الطريق الجبلي الضيق.

كان اللاجئون جميعا من سكان اقليم حمص، الذين ظلوا يفرون الى لبنان طوال الاشهر الثلاثه الفائته وكلهم عايش ضراوة القتال بين القوات المواليه لنظام بشار الاسد والثوار من الجيش السوري الحر. وفي احدى النقاط اثناء مسيرتهم عبر الجبال، انقسم اللاجئون الى فئتين. اذ قال البعض ان هناك طريقا مختصرا يمكن ان يوصل الجرجى الى منطقة آمنة في وقت أقصر.

ولكن ما ان وصلت قافلة اللاجئين الى مكان قريب من الحدود اللبنانيه، حتى وصلتهم انباء تفيد بان نقاط التفتيش العسكريه تعرفت عليهم.
وترددت مشاعر الذعر في القافله. ولم يكن بامكانهم ان يظلوا حيث هم دون حراك. ولا بد لهم ان يحاولوا التسلل في دائره حول الجنود في ظلام الليل.

قال ابو علي “كل فرد كان يشعر بالخوف ان يعرف الجيش اماكننا”.
وكاد الخطر ان يزيد من دقات القلب، ذلك انهم لم يعثروا على اثر لصبي كان يحمل الحليب للاطفال الصغار.
وقالت ام علي ان “طفلتها بدأت تصرخ، ورغم اننا بحثنا عن الحليب فاننا لم نجد شيئا منه”.
لكنها وجدت ما وصفته بانه “دواء منوم”، واعطت الطفلة منه. لكنه لم يكن مفيدا، وواصلت الطفله الصراخ، في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الخوف.

قالت ام علي كان هناك 500 لاجئ ولاجئة في القافله وصراخ الطفله قد يهدد حياتهم جميعا. قال زوجها واحد الاقارب ان عليها ان تفعل شيئا. “قالوا: يجب ان تمنعي الطفله من الصراخ. اذا وصل صوتها اليهم، فانها سيطلقون النار ونموت جميعا. وقال لي زوجي اكتمي انفاس الطفله”.
تركت ام علي طفليها الاخرين مع زوجها وابتعدت مع طفلتها
ثم وضعت يدها بحزم على فم الطفله

قالت “وضعت يدي على فمها لقتلها حتى يتمكن الاخرون من الفرار”
الا ان احد افراد العائله ضمن القافله تدخل فجأه انه زوجي شقيقة ام علي الذي اسرع الى المكان الذي وقفت فيه.

“رفع يدي عن الطفله بقوه وقال لي لن اسمح لك بقتلها
وهكذا نجت ريم من الموت”.
وحسب وصف أم علي فان “الطفله كانت تلتقط النفس الاخير”.
وقام احد افراد القافله باحضار زجاجه، قد يكون فيها حليب او ماء، ولا تعرف ام علي بالضبط ما كانت تحتوي عليه. لكنها وضعتها على فم الطفله، التي هدأت وظلت هادئه واستؤنفت الرحلة الى لبنان.

التقيت العائله في ملجأهم وهو كوخ من غرفه واحده، على مقربه من الحدود الجبليه مع سوريا. كانت الطفله ريم سعيده بين ذراعي امها. ولما كانت الان في منطقه آمنه تزحف على الارض، فان صراخها يملأ الغرفه. وربتت ام علي على الطفله بحنان. واحيانا كانت تخرج الى الخارج وتعود ومعها طفلتها.

بعد وصول العائله الى لبنان، اصيبت ام علي بانهيار عصبي. واعطيت علاجا نفسيا في الاسابيع الاولى بعد وصول العائله ومن الصعب ان يتصور المرء ان الرعايه الطبيه المحدوده المتوفره للاجئين يمكنها ان تعالجها بصوره كافيه

اما بالنسبة لابو علي، الذي طلب من زوجته ان تقطع انفاس الطفله فانه يشعر بالندم، ويقول “من الطبيعي انني اشعر انني اذنبت لانني اعمل على قتل نفس بريئه اقتل طفلتي. لكنني كنت افعل ذلك لانقذ 500 اخرين”.
الموضوع الأصلي : <font color="#FF0000" size="2" face="tahoma"> لاجئه سوريه: كدت اقتل طفلتي واخمد انفاسها حتى لا يصل صراخها للجنود ونتعرض للقتل (http://www.eshrag.net/vb/showthread.php?t=703066) <font color="#FF0000" size="2"> -||- المصدر : ليالي الشوق (http://www.ly2l.net/vb) -||- الكاتب : <font color="#FF0000" size="2" face="tahoma"> ∂ جـوهـره ∂