المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوبه التوبه التوبه


alfares
05-23-2009, 09:58 AM
لماذا التوبه ؟




كلنا ذوو خطأ




كلنا مذنبون ...كلنا مخطئون ..




نقبل على الله تارة وندبر اخرى , تراقب الله مره وتسيطر علينا الغفله اخرى
لانخلو من المعصيه ولابد ان يقع منا الخطأ, فلست انا وانت بمعصومين



كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون



* رواه الترمذي وحسنه الالباني *




ولكن ... ما التوبه ؟




التوبه هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرا أو باطنا الى مايحبه الله ظاهرا و باطنا ...
هي اسم جامع لشرائع الاسلام وحقائق الايمان



هي الهدايه الواقيه من اليأس والقنوط , هي الينبوع الفياض لكل خير وسعاده في الدنيا والاخره ...



هي ملاك الامر



ومبعث الحياه ومناط الفلاح .. هي اول المنازل واوسطها واخرها ,
هي بداية العبد ونهايته , هي ترك الذنب مخافة الله



واستشعار قبحه , والندم على فعله , والعزيمه على عدم العوده اليه اذا قدر ..
هي شعور بالندم على ماوقع



وتوجه الى الله فيما بقي , وكف عن الذنب




والتوبة في اللغة تدل على الرجوع؛ قال ابن منظور: أصل تاب عاد إلى الله ورجع. ومعنى تاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة.



والتواب بالنسبة إلى الله تعني كثرة قبوله التوبة عن عباده، أما بالنسبة للعبد: فهو العبد كثير التوبة.



والمعنى الاصطلاحي قريب من المعنى السابق.




ولماذا نـتـوب ؟




قد يسأل سائل : لماذا اترك المعصيه وانا اجد فيها متعتي ؟...



لماذا ادع مشاهدة الافلام وسماع الاغاني وفيها راحتي ؟



ولماذا امتنع عن المعاكسات الهاتفيه وفيها بغيتي ؟..



ولماذا اتخلى عن النظر الى الحرام وفيه سعادتي ؟ ..



لماذا اتقيد بالصلاة والصيام وانا لا أحب التقيد والارتباط ؟...



ولماذا ولماذا ...أليس ينبغي على الانسان فعل مايسعده



ويريحه ويجد فيه سعادته ؟... فالذي يسعدني هو ماتسميه معصيه .. فـلـمّ أتوب ؟



وقبل ان اجيبك على سؤالك ..اخي الحبيب..لابد ان تعلم انني ما أردت الاسعادتك



,وماتمنيت الا راحتك وماقصدت الاالخير



لك في الدارين ....




والان اجيب عن السؤال واقول



لأن التوبه :



1_ طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى ,فهو الذي أمر بها فقال :



(( يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا )) (التحريم : 8)



وأمر الله ينبغي ان يقابل بالامتثال والطاعه.



2_ سبب لفلاحك في الدنيا والاخره , قال تعالى :



(( وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ))
(النور : 31)



فالقلب لايصلح ولايفلح ولايتلذذ, ولايسر ولا يطمئن, ولايطيب الا بعبادة ربه والانابة اليه .



3_سبب لمحبة الله تعالى لك , قال تعالى :



(( ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))
(البقره : 222 )



وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها انسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه اذا تاب اليه ؟!



4_ سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار قال تعالى :



(( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
الا من تاب واّمن وعمل عملا صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولايظلمون شيئا ))
(مريم : 60،59)



وهل هناك مطلب للانسان يسعى من اجله الا الجنة



5_ سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والامداد بالاموال والبنين , قال تعالى :



(( والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء
الى صراط مستقيم )) (هود : 25) . وقال تعالى :
(( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا , يرسل السماء عليكم مدرارا , ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ))
(نوح : 10_12) .



6_ سبب لتكفير سيئاتك وتبديلها الى الحسنات , قال تعالى :



(( يا أيها الذين اّمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم
ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ))
(التحريم : 8)
وقال سبحانه :
(( الا من تاب واّمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ))
(الفرقان : 70) .




أخـــــي الـمـسـلـم ... أخــــــتــي الـمـسـلـمـة ...




الا تستحق تلك الفضائل _ وغيرها كثير _ أن نتوب من أجلها ؟



لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتها ؟



.. لماذا نظلمها يمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه ؟ .... جدير بنا



أن نبادر الى ماهذا فضله وتلك ثمرته



قدم لنفسك توبة مرجوة قبل الممات



وقبل حبس الألسن



بادر بها



علق النفوس



فأنها ذخر



وغنم للمنيب المحسن




إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا، فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة؟!




وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]. وما من نبي من الأنبياء إلا دعا قومه إلى التوبة، كما قصص الله علينا ذلك في كتابه الكريم في مواضع متفرقة من كتابه.



فهيا بنا نعرف ما هي شروط التوبة الصحيحة




شروط التوبة الصحيحة:




ذكر العلماء للتوبة الصحيحة شروطًا ينبغي أن تتوفر وهي:




أولاً: الإقلاع عن الذنب: فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر.




ثانيًا: الندم على الذنب: بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها.




ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.




رابعًا: التحلل من حقوق الناس: وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد الحق لأصحابه، أو يطلب منهم المسامحة , قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم« رواه مسلم .





إلى متى تصح التوبة؟




سؤال يطرح نفسه إلى متى يقبل الله تعالى توبة عبده إذا تاب؟ ويأتي الجواب في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)



[النساء:17، 18]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"..




ولابد أن تكون التوبة أيضًا قبل طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً) [الأنعام:158].





التوبة النصوح:




يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) [التحريم:8]، وقد ذكر العلماء في تفسيرها أنها التي لا عودة بعدها، كما لا يعود اللبن في الضرع. وقيل: هي الخالصة. وقيل: النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر إذا ذكر.
ولا شك أن التوبة النصوح تشمل هذه المعاني كلها، فصاحبها قد وثَّق العزم على عدم العودة إلى الذنب، ولم يُبق على عمله أثرًا من المعصية سرًا أو جهرًا، وهذه هي التوبة التي تورث صاحبها الفلاح عاجلاً وآجلاً.





أقبل فإن الله يحب التائبين:




ليس شيءٌ أحب إلى الله تعالى من الرحمة، من أجل ذلك فتح لعباده أبواب التوبة ودعاهم للدخول عليه لنيل رحمته ومغفرته، وأخبر أنه ليس فقط يقبل التوبة ممن تاب، بل يحبه ويفرح به: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) [البقرة:222].




وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش، أو ما شاء الله. قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده".





لا تيأس فقد دعا إلى التوبة من كان أشد منك جرمًا:




لا تدع لليأس إلى قلبك طريقًا بسبب ذنب وقعت فيه وإن عَظُم، فقد دعا الله إلى التوبة أقوامًا ارتكبوا الفواحش العظام والموبقات الجسام، فهؤلاء قومٌ قتلوا عباده المؤمنين وحرقوهم بالنار، ذكر الله قصتهم في سورة البروج، ومع ذلك دعاهم إلى التوبة: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) [البروج:10].




وهؤلاء قوم نسبوا إليه الصاحبة والولد فبين كفرهم وضلالهم، ثم دعاهم إلى التوبة: (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة:74].



وهذه امرأة زنت فحملت من الزنا لكنها تابت وأتت النبي صلى الله عليه وسلم معلنة توبتها، طالبة تطهيرها، فلما رجمها المسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم".




واستمع معي إلى هذا النداء الرباني الذي يفيض رحمة: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].




فماذا تنتظر بعد هذا؟ فقط أقلع واندم واعزم على عدم العودة، واطرق باب مولاك: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [ البقرة:186]. أذرف دموع الندم، واعترف بين يدي مولاك، وعاهده على سلوك سبيل الطاعة، وقل كما قال القائل:




أنا العبــد الــذي كسب الذنوبا و صـدتــه الأمـاني أن يتـوبَ
أنا العبــد الذي أضحى حزينــاً علـى زلاتــــه قـلـقـاً كـئيبـــا
أنا العـبد الــذي سطــرت عليه صحـائف لم يخف فيهـا الرقيبا
أنا العبــد المســيء عصيت سراً فمـا لي الآن لا أبــدي النحيـبا
أنا العبــد المفرط ضــاع عمري فلـم أرع الشـبيـبة و المشيــبـا
أنا الـعـبد الغـريـق بلــج بحـر أصيــح لربمــا ألقى مجيـــبــا
أنا العبـد السقيــم من الخطــايا وقــد أقبلـت ألتــمس الطبيبـــا
أنا العبــد المخـلف عـن أنــاس حووا من كل معـروف نصيبـا
أنا العبـد الشــريد ظلمت نفسـي وقـــد وافــيـت بابكــم مـنـيبــا
أنا العبــد الفقــير مـددت كفي إليكـم فادفعــوا عني الخطــوبـا
أنا الغدار كم عاهــدت عهــداً وكنت على الوفــاء به كــذوبـا
أنا المقطوع فارحمـني و صلـني و يسـر منك لي فرجــاً قريبــا
أنا المضطر أرجـو منك عفـواً و من يرجو رضاك فلن يخيبــا



وتذكر قول الله عز وجل: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طـه:82)



وقال عليه الصلاة والسلام: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه« رواه مسلم.



فمن أراد الله به خيرًا رزقه التوبة النصوح والكاملة والثبات عليها حتى الممات.



إن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين فلا يقنطن المؤمن من رحمة الله وليتُبْ إليه مهما بلغ عظم ذنوبه؛



فقد وردت قصة عن مسلم من بني إسرائيل قتل مائة إنسان ثم سأل عالمًا: هل لي من توبة؟ قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، اذهب إلى أرض كذا فإن بها قومًا صالحين، يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك بصورة ءادمي فجعلوه بينهم فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة. وفي رواية في الصحيح: فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها، وفي رواية فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له.



فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين، فكم من أناس فاسقين فاسدين بالتوبة صاروا من الأولياء المقربين الفائزين.



جعلنا الله من التائبين الصادقين القانتين الصالحين

نقلا

ضجيج الصمت
05-23-2009, 06:27 PM
موضوع رائع وقيم...

جعله الله ثقلا في ميزان حسناتك..

دمت بحفظ الله.

أغ ــاريد الشوق
05-27-2009, 08:39 AM
جزاك الله خير
وسدد خطاك وجعلها الله من موازين حسناتك
لك كل الشكر

مرهفة الاحساس
05-29-2009, 10:00 PM
مديرنا الفارس

رااااااائع ماطرحت هنا

رزقك الله رضاه

وسقاك ماءاً عذباً زلالاً وشراباً طهوراً

طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنةِ منزلا