المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليست للقراءة ..


اشراق العالمrss
02-14-2009, 08:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مدة طويلة لم أعانق traidnt نثراً او نقاشاً وتحديداً هنا في الركن العام .. وهذا المساء أحسست بحنين غريب للكتابة هنا .. لاعلم مالسر ولكن !! لعلة يكون الحنين لسنوات مضت جمعتنا هنا في المعهد بأحبة لم أعد أراهم كثيراً ..

.
.


مقال من أرشيفي ..

.................................


لا ادري لماذا شعرت ان هذا الصباح مختلف ..
هل لأني ارتجف .. ام ان عقلي بدأ يجف ..
المفاجأه لم تكن هذه ولا تلك ..
فقد رأيت الحياة بنا تستخف ..


في هذا الصباح وحين سألت نفسي عن سر الحياة
بعيدا ً عن الصبغة الدينية .. وجدت انها بلهاء .. بل وغبية
بالكاد تشعر انها ذات معنى .. تلك اللحظه
حين ترى أطفالك الصغار ..
وزوجتك المطيعة ..
بل ومالك المتراقص على أسهم الشركات ..


تشعر بقوة غامضة .. " متوارثة " .. تستفزك
أنك مرتحل .. وأن كل شيء سيفنى ..
وكابوس الموت يطاردك .. يعربد في عقلك
كالريح حين تمازح الرمال .. فتنسفها على افواه البدو الرحل
وتعمي ابصارهم .. كأن الموت يلعب مازحا ً ..
يحبك .. لأنك غبي تقاومه بلا جدوى تموت الف مرة لمواجهته ..
تسقط ... ثم تقوم .. وتهوي مرة اخرى .. تموت .. فتحيا .. لمقارعته
ثم يمل .. ويقبع كالذئب
لجولة اخرى ...
هكذا كابوسك ..
كابوس الحياة المخيف ..


الوعاظ ذوو الشكل الخارجي المحافظ .. تكاد تحسب انهم سفراء عزرائيل حين
تشتعل وتلتهب عباراتهم بالموت .. وأنك ظالم لنفسك ..
ترى ذلك الاتحاد العجيب بين الشكل والمضمون ...
فيقفز قلبك .. ويتدحرج ويصبح عبدا ً لهذا الخطاب..


تخالك خلقت مذنبا ً ... وأنك لعنة ابليس
لا لا بل تشعر .. أن البشر لا يشعرون بك .. أنت نقمة
الوحده ... ألمك حين تفكر
في بلدك .. لا تملك الا التفكير ..
في مسجدك .. لا تملك الى التشكي والتباكي ..
أتعلم انك لا تعرف المسجد إلا للبكاء والنحيب
أما كان للشكر .. وللثناء على الله ..


لن أقسو عليك .. هكذا الحياة علمتك
بل وعلمت الوعاظ أن يجعلوك الة غبية .. للبكاء والاحساس بالذنب المتواصل ومفارقة الفرح .. وتخليد الشعور بالخوف والحيطة .. من كل شيء
حتى .. أطفالك الصغار
وزوجتك المطيعة ..
ومالك المتراقص على أسهم الشركات


وهل لهذا ذات معنى .. ؟؟؟


اذا .. المسألة بقاء ..
الحياة .. جزء من تغريبة
فأنت غريب .. يجب ان تكون غريب
فطوبى للغرباء ...

.. لكن


الجزء الاكبر من تلك الحياة .. رعب وخوف وحذر
يأتي الموت أو لا يأتي ...
تفكر في الخطيئة ... تستحي حين تبصر الفضيلة ...
وفجأة ودون سابق انذار تصرخ .. لا يرجع الصدى
تصرخ : تلك مؤامره ...
هكذا أنت زرعت نفسك لعنة ... وستنجي ثمار هذه اللعنة
فتشعر .. بالضنك الوحده ..
تعتصرك جدران بيتك ...
تشعر أنك مسجون ...
تموت ألف مره .. وتسأل الله ان يعتق قلبك ..


لكن ..


حين تعرف أنه لا معنى الا بأنتظار الصباح
فمهما كان الليل مظلما .. ستشرق الشمس دائما ً ..
وقتها .. حين تتغلب على أوهام الحياة ..
وتميز بعقلك مسألة البقاء ..
وتطرد عن مخيلتك شياطين الحياة ..


حينها فقط ..


ستقبل ...
اطفالك الصغار ..
وزوجتك المطيعة ..
ومالك المتراقص على اسهم الشركات ...

يقول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
(( كفى بالموت واعظاً، كفى بالموت مفرقا ً ))

نعم اذا لم نتعظ بالموت بماذا نتعظ ..
المشكله تكمن في الخطاب الوعظي ..


تحياتي ..