المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ سلمان العودة يوجّه نداءً إلى أهل الصومال


اشراق العالمrss
02-15-2009, 09:19 AM
وجّه فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") اليوم السبت، نداءً إلى أهل الصومال، ناشدهم فيه الالتفاف حول الرئيس الجديد شريف شيخ أحمد، الذي وصل إلى سدة الحكم من خلال مؤسسات الشعب الصومالي، مشيرًا إلى أن شيخ أحمد معروف لدى الفصائل الصومالية في الداخل والخارج، وعُرف بأخلاقه ووقوفه مع الشريعة، وإخلاصه لدينه ووطنه.

وقال العودة - موجهًا خطابه إلى الفصائل الصومالية-: "قد آن الوقت لوضع السلاح والجلوس للحوار والنقاش من أجل المصلحة العليا للشعب الصومالي، لكي يصلوا إلى اتفاق يحبه ربنا ويرجع بالخير العميم على الشعب الصومالي الجريح، وعلى أمتكم التي تتشوق لوحدة صفكم واجتماع كلمتكم".

وناشد فضيلة الشيخ الرئيس الصومالي شيخ أحمد أن يضع يده في يد إخوانه، مشاورة ومشاركة واستماعًا وألا يقطع أمرًا دونهم، وأن يمتثل في كل موقف حساسية الأمر ودقته وحاجته الشديدة للحكمة والتريث وطول النفس، أسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سياسته مع الناس.

كما دعاهم إلى تحكيم الإسلام فيما بينهم من خلاف، مستشهدًا بقول الله تعالى: ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)).

وأكد فضيلته على أن الاحتكام إلى الشريعة وتطبيقها ليس مقصورًا على الحدود والعقوبات كما يتوهم من لا فقه عنده، بل هو معنى عام يقتضي حفظ ضروريات الدين والحياة التي هي: الدين، النفس والدم، المال، العقل، العرض والاجتماع، ولا يتم حفظ ذلك كله إلا بالأمن والاستقرار.

وشدد الشيخ العودة على أن "تطبيق الشريعة يعني تطبيق الأخلاق الفاضلة لأنها من أعظم مقاصدها وقيمها كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" رواه مالك وأحمد بسند صحيح.

وضرب فضيلته مثالا على ذلك بالشجاعة، فهي خلق فاضل عظيم، والشجاعة تكون مع النفس وتكون مع الأتباع، كما تكون مع الأعداء، ولذ جاء في الصحيحين: "الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

وقال الشيخ العودة: ليست الشجاعة كل الأخلاق بل هي خلق واحد، وكذلك الحلم والأناة كما مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، أشج عبد القيس كما في صحيح مسلم: "فيك خصلتان يحبهما الله، الحلم والأناة".

وأضاف أن التسامح والعفو، من الصفات الممدوحة بالكتاب والسنة، والمحمودة في الطباع البشرية، "ولا يداوي الجراح ويزيل الوحشة والشحناء مثل الكرم والتسامح والتغافل كما قال الشافعي رضي الله عنه: "الكيس العاقل هو الفطن المتغافل".

ودعا فضيلته الفصائل الصومالية إلى "الحرص على الأخوة فيما بينهم، فهذا الأمر من مقاصد دينكم الإسلامي العظيم، فبه تحفظون وحدة الصف وقوة التلاحم ومتانة التماسك بين أفراد المسلمين، فالأخوة منحة من الله عز وجل، قال الله تعالى: (إنما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

وقال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ..).

ودعا الشيخ العودة الفصائل الصومالية إلى الكف عن سفك الدماء، مؤكدًا على أن الله عز وجل جعل من مقاصد الشريعة حفظ النفوس وتحريم الاعتداء عليها، وتساءل فضيلته: "ألا يكفينا ما حدث من سفك لدماء وتهجير وتشريد وتمزق، وما ترتب على ذلك من خسائر اقتصادية وسياسية واجتماعية".

واستشهد بقوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا). وقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكبر اجتماع للمسلمين في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".

وقال صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله تعالى من قتل مؤمن بغير حق". وقال صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا".

وحث العودة الفصائل على التحلي بفضائل التنازل وإيثار المصالح العامة، مشيرًا إلى "أن آخر ما ينزع من نفوس الصالحين حب الجاه والسلطة، ولكم في الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قدوة حسنة في الحرص على الصلح".

وأشار فضيلته إلى أن دوافع وأسباب الصلح عديدة، منها: الرغبة فيما عند الله، وإرادة الإصلاح، وحقن الدماء، ووَحدة الصف، ضاربًا مثالًا بعام الجماعة، وما حدث من صلح بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان.

وقال فضيلة الشيخ سلمان العودة في ختام خطابه: "ثمة بصيص من الأمل يطل من هذا البلد الذي أكلته الحرب على مدى أكثر من عشرين عامًا"، معتبرًا أن "حفظ سمعة أهل الإسلام تقتضي منا الإصرار على اغتنام الفرصة الإقليمية والدولية التي تجعل من عودة الاستقرار لهذا البلد العربي المسلم مطلبًا متفقًا عليه".



اضغط هنا لترى نص نداء الشيخ سلمان العودة

http://islamtoday.net/salman/artshow-78-108320.htm