لاجئة عمرها 105 سنوات تروي من الأردن كيف كانت حمص

[eshrag.net]

http://www.burnews.com/contents/newsth/51124.jpgالحاجة "هويّة الرخيّص" معمّرة سورية لاجئة تعيش في محافظة المفرق (شمالي الأردن) متلفعة بسنوات عمرها التي تجاوزت المائة عام، تتحسر على حياة مديدة مرت كلمح البصر، ولكن رغبة البقاء والتشبث بالحياة لازالت تتأجج في داخلها. هربت من جحيم الحرب في بلادها مع من تبقى من أسرتها ، وتعيش اليوم عزلة السنين وظروف اللجوء الصعبة، ولما سألناها عن اسمها وعمرها تمتمت بعبارات متقطعة تختصر جيلين من الزمن "اسمي هوية الرخيّص عمري 105 سنين من بدو حمص صحتي مو بخير.. فقيرة الله يساعدني " رحلة لجوء الحاجة "هويّة" من حمص إلى المفرق لم تكن عادية فقد ظلت تسير أكثر من ساعتين عبر الحدود السورية الأردنية واجهت الموت خلالها أكثر من مرة كما تشرح حفيدتها أم محمد التي رافقتها في رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر من حمص إلى درعا أولاً حيث قام عناصر الجيش الحر بمساعدة قريب لهم بحملها لفترة طويلة (ظلينا نمشي أكثر من ساعتين بدرب جبلية ووعرة) وعند وصولهم إلى "شيك" الحدود الأردنية تسلمها الدرك الأردني وأوصلها إلى مخيم البشابشة والآن تعيش في قرية السلطة بالقرب من مخيم الزعتري بانتظار العودة الى بلادها. أشياء من الماضي رغم سنوات عمرها المديدة تتذكر الحاجة "هويّة" جوانب من حياتها البدوية البسيطة وتذكر"حمص" المدينة التي ولدت فيها قبل قرن من الزمن-كما تقول زوجة ابنها أم شهد " بتحكي عن الماضي أكثر من الحاضر" وتتفاجأ كنة المعمّرة هوية أحياناً عندما تطلب منها أشياءً من الماضي "قومي اعجني .. قومي اخبزي ... ردي الغنم" وحينما تسألها أم شهد: "هل هذا بيتنا ترد عليها: بيتنا بعيد في حمص، غير أن ذاكرة المعمّرة هوية لا تزال تلتقط تفاصيل ما يجري في بلدها الجريح (هربنا من الذبح .. ناس بتذبّح ناس). سنوات عمرها التي ناهزت القرن وأمراض الشيخوخة المألوفة لدى كبار السن لم تشفع للحاجة هويّة الرخيّص أن تعيش بكفافٍ وكرامة، فهي لا تستطيع أن تذهب إلى الجمعيات الخيرية للحصول على ما يقيها ذل السؤال والحاجة .



أكثر... (http://www.burnews.com/news-action-show-id-51124.htm)