المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فهد المساعد يكشف عن أهم "10 محطات" في حياته


eshrag
07-20-2013, 09:51 PM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/186446.jpg?1374356723 (http://sabq.org/SY8fde) سبق - الرياض: صفات شاعرية انطلق منها الإعلامي سعود الدوسري ليعرف بضيفه في الحلقة العاشرة من برنامج "أهم 10" على قناة "روتانا خليجية"؛ إذ وصفه بالشاعر السعودي المتمكن من الأبيات والقصائد، الذي جعل من الغزل وهمّ الناس أغراضاً لشعره.. إنه الشاعر فهد المساعد.

تواريخ عدة كانت محطات مهمة في حياة فهد المساعد، التي بدأها عام 1999 حين بدأ نشر قصائده؛ فصدر له ديوانان مطبوعان، وآخران صوتيان.

وأقدم على خطوة شعرية مختلفة بإصدار ديوان يحوي أبياتاً، وليس قصائد كاملة، واسماه "وشم"، وغنى كلماته مجموعة من المطربين، وعلى رأسهم عبد المجيد عبدالله، وأقام عشرات الأمسيات الشعرية داخل السعودية وخارجها.

واختار الشاعر فهد المساعد بدء الحلقة بأول محطة يوم انتقل وعائلته من الرياض إلى الرمحية، وهو في عمر خمس سنوات، ولا يذكر من أول خمس سنوات من عمره سوى بعض الحوادث المعينة من خلال روايات الأهل.

لكنه يتذكر أيام القرية التي اعتبرها مختلفة؛ لأنه كان يعتقد أن حدود العالم تنتهي خارجها، وكل أهل القرية يعرفون بعضهم بعضاً.

ويعتبر أن طفولة القرية أنقى من المدينة التي عرفها كبيراً، وكانت الحياة طبيعية، وتمنى ألا ينتبهوا لما صرح به بأن النساء في القرية كن يقدن السيارات؛ لكي لا تصدر أية فتاوى.

وبقي في "الرمحية" في المحطة التالية؛ لأن فيها تكونت ملامحه الشعرية؛ إذ كان في المرحلة الثانوية، وكان يقرأ الشعر من الكتب والمجلات، ويحضر المجالس، واستهواه دور الراوي في المجلس، فكان يحب الشعر بكل أشكاله.

كما أن بيئة القرية ساهمت في تكوين لغة شعرية عنده، مع أنه لم يكتب باللهجة نفسها التي كانت متداولة من الشعر الكلاسيكي.

واعتبر "المساعد" أنه في البداية كان يقتبس من الشعر الموجود في المجالس، وكان يؤمن بأنه ليس الطريق الشعري الذي يريده، وأن وقته سيأتي، وأنه إذا دخل الشعر يجب أن يظهر، وكان طموحه أن يكون واحداً من الشعراء الذين قرأ عنهم في الصحف والمجلات.

وعما إذا كانت مدينة الرياض بأبنيتها وصخبها شكلت له شكلاً آخر في تجربته الشعرية قال إنه شعر في المدينة بأنه في مواجهة المجهول، الذي غيّر في حياته، فكيف بالشعر؟ وكانت قصائد الغزل هي بمنزلة المعاتبة، أو من يتكلم عن نفسه أو عن المجهول.

واعترف بأن مدينة الرياض ساهمت في صنع نجوميته؛ إذ كانت بها كل وسائل النشر والصحف، ولو لم يأتِ للرياض لبقي شاعراً مغموراً.

وتذكر "المساعد" 12 سنة من حياته قضاها في قرية الرمحية، وبعد ست سنوات توفي الوالد، وتابعوا حياتهم لست سنوات أخرى، تابع خلالها دراسته، إلى أن جاء قرار العودة إلى الرياض بدون الوالد، وحصلت أمور كثيرة، وكانت العودة فيها مسؤولية كبيرة؛ لأن المدينة تعتمد على المعارف والوساطة، ولم يكن يملك الأخيرة، وكان حلمه أن يدخل الكلية العسكرية، فحاول لأكثر من مرة ولم يُوفّق.

وتنقل خلال تلك السنوات في العديد من الجامعات، وكان متخبطاً، ولم يكن هناك موجِّه، وعندما جاء للرياض عرف أنه يجب أن يمشي طريقه وحده، ويعتمد على نفسه فيها.

ويوم دخوله الجامعة منتسباً في جامعة الملك عبد العزيز كان متحمساً للدراسة.

وتولى قيادة السيارة بسن مبكرة (تسع سنوات)؛ لأنه حقق حلم الطفولة قبل سن المراهقة، في تأكيد بأن أبناء القرى يتجاوزون الأنظمة والقوانين.. ومن حبه للقيادة أنه نظم معظم القصائد أثناء قيادته السيارة.

وأول يوم مهم في حياته كان يوم سافر إلى دبي، فأحب السفر الذي عرَّفه على عالم آخر وثقافة أخرى وأناس آخرين، وبعدها صار السفر جزءاً من حياته.

وحدد "المساعد" العام 2012 للاستقرار والدخول إلى الحياة الزوجية، لكن هدفه لم يتحقق بسبب أسفاره، ففي العام 2011 بدأت رحلة السفر؛ فلم يكن مستقراً، مع أنه كان لديه شبه مشروع وشبه مداولات حادة مع الوالدة، وبعدها سافر وطال غيابه، وتكررت أسفاره، مع أنه يتمنى ألا تمر سنوات أخرى لأنه يرغب في الزواج.

واختار فهد المساعد يوم ولادة قصيدته الأولى أحد أهم أيام حياته، وكتب قصيدة في أخيه مساعد "غير الشقيق"، فيها العتب، وعندما وصلته كان في مجلس بينهم شاعر وقرأ القصيدة فشك أن تكون له، فاتصل به وطلب منه الحضور إلى المجلس ليثبت أنه من كتبها، وهنا تضايق فهد، فتحداه الشاعر، وطلب منه أن يكتب قصيدة يرد فيها على شكه، فاختلى بنفسه عشر دقائق، وخرج ليعطيه القصيدة، وعندما سمعوها في المجلس أطلقوا عليه تسمية "النابغة"، وحين اشتهر في المحيط الشعري صاروا يعتزون بقصائده.

وأهم ثاني يوم كان حين نشرت له أول قصيدة في مجلة اسمها "فروسية وشعر"، وكان رئيس تحريرها الراحل محمد الكثيري، ونشرت على نصف صفحة، فاشترى منها عشرة أعداد، واعتقد أن كل العالم عرفه وصار مشهوراً؛ فقد كان يعتقد أن النجومية والشهرة سهلة، لكنه اكتشف أنه يحتاج لمراحل كثيرة، وكتب قصيدة "المدينة والغريب" وكانت الانطلاقة الأولى، وغنتها فيما بعد "ذكرى"، وبعض الناس يقولون إن فهد لم يخرج من هذه القصيدة.

وكان يكتب معظم القصائد بطلب من أشخاص يعزون عليه، مثلاً كتب قصيدة عن نادي الهلال، وغناها رابح صقر، وكتب قصيدة لسامي الجابر، وكتب قصيدة في تكريم ياسر القحطاني، ويعتبرها قصائد مناسبات.

وذكر في القصيدة التي كتبها في ياسر القحطاني: "أنا هلالي بالهواء والمشاعر، لكن ترى مني بشاعر الهلالي، شاعر بكل الناس والكل شاعر بإحساسي ببريش وشطحة خيالي".

ومن الأيام المهمة في حياة فهد المساعد يوم صدور أول ألبوم صوتي عام 2004، أي بعد خمس سنوات من نشر قصائده المكتوبة، وكان متعارفاً عند الجيل الذي سبقه أن الدواوين نهاية الشاعر؛ لأنها توثيق لقصائده، بينما جيله اعتبر أن كل مرحلة يجب أن توثق بديوان صوتي، وتحمس للتجربة؛ لأنه أراد أن يسمع الناس صوته، إضافة إلى قراءتهم؛ لأنهم يتفاعلون مع السمع أكثر.

ويرى "المساعد" أن دور الشعر اختلف بوجود جيل عملي واقعي؛ فالشعر قلّ تلقيه عند الناس، وهذا الأمر ينطبق على الأمسيات؛ لأنه لا يوجد جهات تؤمن بجدوى الشعر بشكل كبير، ولاسيما في وجود وسائل التواصل والإعلام.

ورفض "المساعد" التعليق على فتاوى دينية حول الموسيقى؛ لأن هناك خلافاً وتوسعاً ومذاهب؛ فخفف هذا من رغبته.

وعن المتشددين الذين يفرضون على المجتمع قيوداً وسياجاً تجعل المجتمع لا يعرف الحب رفض أن ينسب الأمر إلى التيار الديني بل إلى المجتمع نفسه الذي يعيب الحب، مع أنه في السابق كان معروفاً أن فلان لفلانة، ويرون بعضهم عند البئر، وكان الحبيب يذكر اسم حبيبته، واليوم صار ذكر الاسم فضيحة، فالمجتمع تغير وازداد سوءاً.

وتحدث "المساعد" عن يوم وفاة والده، فحين عاد من المدرسة وجد زحمة سيارات على غير العادة أمام منزل أخواله، ولم يتوجه إليهم، فدخل إلى والدته وكعادته سألها عن والده ولم ترد عليه، فطُلب منه أن يرتاح، فعرف أنه توفى، لم يبكِ لأنه شعر بالمسؤولية، والله أعطاه الصبر واقتنع بالمكتوب، فألبسته شماغاً، وطلبت منه التوجه إلى أخواله؛ ليتقبل العزاء.

وتأثر بوفاة والده وشعر بفقدانه، وبدأت عنده مشاعر الشعر، وفكر بأنه لن يتمكن من قول كلمة "يوبا" (أبي)، وبعد 12 سنة كتب قصيدة عن حرمانه كلمة "يوبا".

وقال "المساعد" إنه كان يدخل إلى المنتديات على الإنترنت باسمه الحقيقي وباسم مستعار؛ ليجرب في أكثر من منتدى، وكتب قصائد بأسماء مستعارة؛ لأنه أرادها أن تضيع كونها كانت تجارب في شكل القصيدة والمواضيع ومضامين وأفكار مختلفة عن القصائد التي يكتبها باسمه الحقيقي.

وأسس أول منتدى باسم شاعر، وكان يراسله اثنان لا يعرفان بعضهما، وأرادا تأسيس منتديات "فهد المساعد"، وحصل له إقبال كبير، واعتقد أنه يستطيع أن يستغني عن نشر قصائده في المجلات، بعد أن ساهمت "الإنترنت" في متابعته من أشخاص لم يقرؤوا قصائده.

وتطور تواصله مع الناس من خلال "تويتر" الذي سهّل انتشار الشعراء، كما بنى صداقات عن طريق "تويتر"، ومن أبرزهم الأمير عبد العزيز بن فهد؛ فقد كتب ذات مرة قصيدة يشكي فيها، فرد عليه الأمير "عساه ما شر"، وكانت بداية تعارفهما، وتطورت إلى صداقة.


أكثر... (http://sabq.org/SY8fde)