المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الحبيل": الوعي السلفي شهد مراجعات إيجابية وتصحيحية كبيرة


eshrag
10-13-2013, 04:50 PM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/212586.jpg?404609 (http://sabq.org/4MFfde) سبق- الرياض: قال الباحث والمحلل السياسي مهنا الحبيل إن التوجُّه الإسلامي هو الغالب في من يقدم الطاقات في سبيل إقرار منظومة حقوق لأبناء الشعوب، مشيراً إلى أن الوعي السلفي شهد مراجعات إيجابية وتصحيحية كبيرة، وذلك خلال محاضرة ألقاها في مركز الرواد بالكويت بعنوان "من الصحوة إلى النهضة.. رؤية نقدية في مسيرة الوعي الإسلامي المعاصر".

وقدَّم للمحاضرة الإعلامي الكويتي علي السند، وفي مطلع المحاضرة شكر المحاضر المركز المنظم وفريق الشباب الذي أعدَّ الفعالية، وأفصح "الحبيل" عن مشاعره تجاه الكويت في أول قدوم لها بعد 17 عاماً من الغياب وتحيته لأهلها، وغبطته بما رآه من حيوية المجالس والوعي الثقافي المتفاعل والمتعدد الذي عُرفت به الكويت ولا يزال حاضراً في فضائها.

وتحدَّث المحاضر ابتداءً عن السياق التاريخي للوعي الإسلامي كتسلسل زمني وثقافي وديني يُشكل مادة الهوية والانتماء لشعوب المنطقة، فضلاً عن تيارات الفكر الإسلامي المتعددة.

وقال إن محرك التصحيح للمفاهيم الخاطئة التي وُرِثت من عهد الصحوة هي القاعدة المتدينة ذاتها التي ارتفع وعيها كثيراً لكن لم تُمارس ما يكفي لمعالجة هذه الإشكاليات، ولذلك يجب أن يوجه الخطاب إليها لتفهمه بحسن نية.

وذكر "الحبيل "أن الوعي الإسلامي اليوم يدخل حيزاً جديداً من تقاطعات الصراع الكبير في المنطقة؛ حيث يُعتبر المكوِّن الفكري الأقوى والأكثر مواجهة من مشروع الهيمنة الغربية والقوى الإقليمية المعادية للهوية الفكرية للشعوب، والتي تخشى من استقلال الشرق الإسلامي وانتزاع إرادته ديمقراطياً أو سيادياً.

وأشار إلى أن النقد مادة شرعية ضرورية حتى في وقت الأزمات بل وخاصة في ذروتها مستدلاً بغزوة أحد أنموذجاً.

واستطرد "الحبيل" حديثه بالتأكيد على أن الفكر الإسلامي العميق والفقه الشرعي الفاعل والمستقل تقلّص كثيراً في عهود الانحطاط، وخاصةً قبل سقوط الدولة العثمانية، وكان مهمة أئمة التجديد بعثه فكرياً أو فقهياً أو روحياً، ومن ذلك مواجهة بعض السائد في الأوساط الدينية.

وذكر أن ميلاد حركة الإحياء الإسلامي وانتشارها ورسالتها الأولى القيم الأخلاقية، المرأة، العدالة السياسية، السمو الاجتماعي، ورفض الإقطاع الديني والاستبداد السياسي، وجاء لإحياء ما اندثر مع تعدد شخصيات وجهات هذا الإحياء من مدارس العقل والفكر والفقه وحيزها الزمني، التي يحتاج جيل الوعي الإسلامي اليوم لمراجعة فكرها والأخذ من إيجابياته العظيمة وليس الوقوف عند ما يُعتقد أنه زلة أو اجتهاد لإسقاط شخصيات حركة الإحياء.

وأكد "الحبيل" على أن العالم الإسلامي والوطن العربي عاش حركات صحوة متعددة سواءً في إعادة بعث الوازع الديني أو تشكله كعنصر مقاومة للاستعمار أو الاستبداد أو التخلف كثورة المهدي في السودان، وحركة المقاومة السنوسية وحركة السيد أحمد عرفان في الهند وحركات أخرى وشخصيات الإحياء الإسلامي في الشام ومصر التي شكل بعضها عناصر صحوة منفردة، حين تُقرأ مستقلة عن حركة البعث والإحياء الإسلامي الشاملة.

وقال: إن الصحوات هي ظواهر دينية لها إيجابيات ولها ظروفها التاريخية وليست جزءاً لا يتجزأ من الدين الإسلامي كما اعتقد البعض، بل ظاهرة اجتماعية متدينة يصدر منها الخطأ والصواب.

ويرى "الحبيل" أن تطور الوعي السلفي شهد مراجعات إيجابية وتصحيحية كبيرة وأن ذلك يؤكد ضرورات التلاقي والمصارحة للخروج من هذا الخندق في فهم تاريخ التشريع الإسلامي.

وختم "الحبيل" محاضرته بالتأكيد على أن: محرك التصحيح للمفاهيم الخاطئة التي ورثت من عهد الصحوة هي القاعدة المتدينة ذاتها التي ارتفع وعيها كثيراً لكن لم تُمارس ما يكفي لمعالجة هذه الإشكاليات، ولذلك يجب أن يوجه الخطاب إليها لتفهمه بحسن نية.

وأكد أن الأوطان والأمة تحتاج إلى هذه القدرات الفكرية والخطاب التصحيحي ليس للترفيه ولا للتنظير المطلق ولكن للعودة إلى أصل رسالة السماء: "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، تنشر المعروف وتحيي الموات وتوقظ القلوب وتنصف المظلوم، تدافع عن حقوقه كما ترشده لطريق السعادة الأبدية بصوت الفكر لا بسوط الظلم.


أكثر... (http://sabq.org/4MFfde)