تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مبتعث يكشف لـ"سبق" كواليس آخر جلسات محاكمة التركي


eshrag
11-06-2013, 07:50 PM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/220562.jpg?417284 (http://sabq.org/iRHfde) خالد علي- سبق- جدة: روى طالب سعودي مبتعث في كولورادو الأمريكية لـ"سبق" الأجواء التي أحاطت بجلسة السجين السعودي حميدان التركي بشأن نقله لإكمال محكوميته في السعودية من عدمها، والحضور الكبير الذي شهدته قاعة المحكمة من قبل السعوديين والمسلمين العرب والأفارقة، إلى جانب أجواء القلق والتفاؤل التي صاحبت الجلستين الأولى والثانية.

ويقول المبتعث السعودي "عبدالله مطلق المطيري" وهو طالب هندسة في جامعة كولورادو بدنفر، بأن جميع الحاضرين تفاجأوا في الجلسة الأولى يوم 31 أكتوبر أثناء الحضور لقاعة المحكمة قبل الساعة التاسعة صباحاً (توقيت كولورادو) بالأعداد الكبيرة التي جاءت لدعم قضية التركي ويملؤها التفاؤل، وفي بعض الأحيان كان القلق يسيطر عليها.

ويضيف بأن الإجراءات الأمنية كانت طبيعية إلى حد ما خارج المحكمة أو داخلها، رغم وجود عدد أكبر من رجال الأمن في الخارج، تسابق الجميع بعد دخول المحكمة للطابق الثاني للحصول على مقعد في القاعة التي تحتوي على نحو 150 مقعداً للحضور.

ويشير إلى أنه قبل الدخول للقاعة تم تفتيش الحضور بطريقة حضارية وبذات الإجراءات الطبيعية، ولم يكن هناك أي قائمة بالممنوعات باستثناء استخدام الجوال داخل القاعة، مضيفاً أنه بعد دخول الحضور بدقائق أُغلقت أبواب القاعة، معلنين عن امتلاء جنباتها والتي كانت تتسع لما يقارب 150 شخصاً، وكان جميع الحضور يشغلون وقت انتظار بداية الجلسة بالاستغفار والدعاء.

ويقول عبدالله المطلق: ونحن منشغلون بالدعاء والاستغفار فُتح باب القاعة الأمامي وظهر الأخ حميدان التركي وهو يرتدي لباساً يميل للون الأحمر، وكانت أقدامه ويداه مكبلة بسلاسل حديدية، وكان تأثيرها واضحاً على حركاته، إلا أنه كان يسير بخطوات ثابتة والثقة بما عند الله، وكانت السعادة على ملامحه وهو يشاهد الحضور الكبير، وألقى على الحضور تحية الإسلام وهو يبتسم للجميع، وهو ما زاد الجميع سعادة وراحة بعد مشاهدة ابتسامته وثباته.

وأخذ التركي مقعده بجانب الدفاع وهو يبتسم للحضور ويعود للاستغفار والدعاء، في حين كان الحضور يبادله الابتسامة، ولم يكن من الممكن التحدث معه لقوانين المحكمة التي تمنع ذلك، وظل الجميع يستغفر ويدعو، حتى دخلت إحدى الموظفات وطلبت من جميع الحضور الوقوف إيذاناً بقدوم القاضي الذي يطلب بعد ذلك الجلوس، بعد أن أخذ القاضي مكانه عرف برقم القضية، ويتواجد أمامه الدفاع وبجوارهم التركي، وعلى يمينه فريق الادعاء العام.

وتابع: وفي جلسة 31 أكتوبر طلب القاضي حضور الشهود لبدء الجلسة، في حين لم يكن هناك شهود في جلسة 1 نوفمبر، ليحضر الشاهد الأول ويبدأ بنطق القسم بعد إملائه عليه من قبل القاضي، ثم يبدأ الاستجواب من قبل فريقي الدفاع والادعاء العام، والقاضي لا يتحدث مكتفياً بتسجيل الملاحظات، وكانت غالبية أسئلتهم عن حياة الأخ حميدان التركي ما قبل السجن وأثناء تواجده في السجن، وطرح احتماليات نقله إلى السعودية، وكذلك ذات الأمر مع الشهود الآخرين، وكانت غالبية الشهادات في صف التركي تؤكد أخلاقه العالية وتعامله الرائع مع الجميع بما فيهم زملاؤه في السجن.

وكانت في بعض الأوقات تشتد المحاكمة وتصبح أكثر سخونة وأخذاً وجذباً بين فريقي الدفاع والادعاء العام، ولكن في معظم المرات كانت تظهر براعة الدفاع، خصوصاً في إثبات الأدلة بالمستندات وهو الأمر الذي أحرج الادعاء العام كثيراً لضعف حجته.

ويمضي الوقت بين استراحة واستجواب، وفي وقت الاستراحة كان جميع الحضور يخرج من القاعة وينتظر بجانب بوابتها، وفي مواقع الانتظار الجميع كان مشغولاً بإرسال أحداث الجلسة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد الاستراحة استمر القاضي في طلب الشهود، واستمر الاستجواب إلى الساعة الرابعة وخمسة وأربعين دقيقة عصراً (بتوقيت كولورادو)، يستفسر القاضي من الفريقين ما إذا كانوا يملكون استفسارات أو أسئلة فامتنع الادعاء العام، بينما طلب فريق الدفاع إصدار الحكم في ذلك اليوم.

وطلب القاضي أن يخرج الجميع في استراحة قصيرة مدتها عشر دقائق؛ ليعود الجميع للدعاء والاستغفار، والمكان يملؤه التفاؤل، خاصة وأن جميع المؤشرات كانت تسير لصالح حميدان التركي، وبعد العودة للقاعة أعلن القاضي قراره بتأجيل الجلسة إلى اليوم التالي، وهو يوم الجمعة 1 نوفمبر الجاري.

وأضاف "المطلق": وعاد الجميع في صباح الجمعة في ذات التوقيت، ولكن كانت المفاجأة بأن الأعداد هذه المرة تضاعفت والحضور كان كبيراً جداً، وبذات الطريقة والإجراءات التي تمت في اليوم الذي سبقه تمكن نحو 150 شخصاً من الدخول للقاعة وفقاً للمقاعد المخصصة، في حين البعض لم يتمكن من الدخول لعدم وجود المكان، وظل الجميع يدعو ويطلب من الله أن يكون اليوم هو يوم الفرج.

وتابع: وبعد أن دخل القاضي طلب من الطرفين بمناقشة يطرح فيها كل طرف ما لديه خلال 45 دقيقة لكل طرف، وكان الدفاع بارعاً ويقدم كل ما يقوله بالأدلة، فيما كان الادعاء العام في إحراج؛ مما جعله يماطل ويطلب من القاضي مهلة لمدة شهر ليعيد ترتيب أوراقه، إلا أن القاضي اكتفي بعشرين يوماً، وأوضح بأن قراره النهائي سيكون بعد 60 يوماً.

واختم "المطلق" مشاهداته قائلاً: خرج الجميع بعد ذلك حامدين الله وشاكرين له على قضائه وقدره، وأكد جميع الحضور بأنهم سيحضرون في أية جلسة يتم تحديدها للوقوف إلى جانب السجين حميدان التركي حتى يعود إلى وطنه وأسرته.


أكثر... (http://sabq.org/iRHfde)