المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صومعة مجتمع في زمن الانفتاح


اشراق العالمrss
02-18-2009, 04:59 PM
.
.
.
.
.
.
لن اتحدث عن ذلك الشيخ الكبير الذي كلما اخرج الى عملي القاه عائدا والكأس بيده ، ولن اتكلم عن تلك الفتاة التي تحب ويهتف قلبها بالحب ولاتعلم انها باتت مجرد تسلية في عيون المحبين ، ولن اتحدث عن ذلك الطفل الذي كل مساء عندما اذهب إلى سريري وامسك دفتري اسمع صوته من خلف النافذة يجهش بالبكاء ، ولن اتحدث عن جاري الذي يخرج من فجر كل يوم ولايعود إلا في المساء واسمع زوجته تقول / مليت من حياتك ومن معاملتك ، في عيوننا كلنا مساكين ، في عيوننا كلنا مظلومين ، في عيوننا لماذا خلقنا هكذا ، هموم فوق رؤسنا ، احزان نتلحف بها في كل ليلة ، نفعل مانريد ولكن عندما نرى من يفعل مثلنا نتهمه بأنسان غير عاقل ، يخرج لنا ويتحدث عن محاسن الاخلاق والتربية ، وعندما يعود للمنزل يرن صوت الهاتف ، يقوم من بين احضان زوجته ليجد صوت يقول له : ولدك مقبوض عليه بسبب مخدرات ......
هكذا حياتنا ، مؤلمة ، صعبة ، تقهر الرجال ، في بعض الاحيان نتمنى الموت ، ولكن عندما يقترب نخاف ونقول للأن صغار ، هل صغار بأعمارنا ، ام صغار بعقولنا وتفكيرنا ، يالنا من مجتمع غريب ، نحاول زرع الابتسامة على شفاتنا والضحية نحملها من حولنا ، ذلك الموظف البسيط يتعب كل يوم ، ويداوم اكثر من أي شخص ، وعند الانجاز ، يخرج صاحب البشت ويقول : بمجهوداتنا وصلنا لهذا التميز ، وعند التقصير يفضل الاختفاء وإرسال خطاب ورقي يحمل الموظف الخطأ ويعد بتغييره ،
اجلس في مجلس لأسمع عن انجاز او خبر يسر الصديق فإذا بشخص بجانبي يدق جواله ، يخرجه بسرعة فإذا بنظرات عبوسة على وجهه يرد بصوت عالي : خير وش تبين مو قلنا انا طالع ابي استانس ويغلق الجوال ، انظر لعينيه التي توحي إلى انفجار قوي في قلبه ، لا اتحدث اصمت ، فيدق الجوال مرة اخرى اضع يدي على قلبي واقول ، اتمنى ان لايفعل او يتلفظ بلفض يندم عليه ، فيخرج الجوال بسرعة فيبتسم وشفايفه يتراقصن فرح وسعادة ، اتعجب منه ، فيرد بصوت خافت : هلا وغلا باللي لاضاقت علي الدنيا ارتجيله
معقوله لا اتذكر انه في يوم من الايام شاعر او انه يعرف يتكلم كلام مثل هذا ، فأفرح له لأنه صديقي واتمنى له حياة زوجية سعيدة ، ولكن ما ان قال كلمة إلا فجعت منها ،
قال : عندي بالبيت دبه مسببه لي ازمة نفسية ، ومالقيت الحنان إلا معك .
هنا ايقنت الحقيقة ، فحملت عقالي ووضعت شماغي على كتفي وخرجت لغرفتي فهي مصدر سعادتي ،
والصومعة لازالت مستمرة في المجتمع كل مازاد انفتاح .

بقلمي .

الحقوق محفوظة لمنتديات مقهى نت