المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "السعيدي": اتهام دعاة بالتحريض على ذهاب الشباب لسوريا مجازفة


eshrag
01-22-2014, 07:40 AM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/248468.png?461676 (http://sabq.org/ohPfde) عبد الحكيم شار- سبق- متابعة: اعتبر الأستاذ بجامعة "أم القرى" في مكة المكرّمة الدكتور محمد السعيدي، أن قيام بعض الإعلاميين باتهام دعاة بأعيانهم بأنهم يحرّضون الشباب السعودية على الذهاب إلى سوريا "مجازفة"، وهذا الاتهام عادةً ليس مما يمر بهدوء.

وتساءل في تغريداتٍ عدة أطلقها بحسابه الشخصي علي موقع "تويتر": "هل من التحريض الوقوف بجانب الإخوة السوريين والتعبير عن الألم لمعاناتهم والدعوة للوقوف معهم وإقامة الحملات الإعلامية لتأييدهم وفضح أعدائهم؟".

وتابع: "وهل من التحريض المشاركة في إغاثتهم في الداخل والخارج وحثّ الأمة حكاماً وشعوباً ومؤسسات على القيام بكامل واجبها نحوهم؛ كل بحسبه؟".

وزاد: "وهل من التحريض المشاركة في المؤتمرات التي تُشعر المقاتلين داخل سوريا بوقوف الأمة معهم فيشتد أزرهم وتقوى عزائمهم ويعظم صبرهم؟".

وتابع متسائلاً: "هل من التحريض الدعاء للإخوة بالتمكين وللمجاهدين بالنصر والتكلم بلسانهم ورفع شكواهم إلى الله ثم إلى مَن بيده الأمر من عباده".

ورأى "السعيدي" أن "كل ذلك ليس من تحريض الشباب على الخروج إلى سوريا، ومن كان هذا دأبه فلن يأبه بما يُقال عنه ولن يعتذر منه وسوف يمضي في طريقه الخيرة".

وأوضح أن "التحريض هو دفع الشباب للخروج إلى المعارك وتزيين الأمر لهم بالفتوى بجواز ذلك أو وجوبه والتقليل من شأن المنع الصادر من الدولة أو إنكاره، وتسخيف ما يذكره أهل الرأي والسياسة من سوء مآلات خروج الشباب والاستهتار بما يقوله قيادات السوريين من عدم الحاجة إلى الرجال".

وأضاف متسائلاً: "هل الخير أن نشغل أنفسنا والمجتمع بتوجيه التهمة إلى فلان وفلان بتحريض الشباب على الذهاب لسوريا أم الخير أن يقتنع الشباب بعدم الذهاب؟".

وقال: "إذا كان الخير هو إقناع الشباب بعدم الذهاب إلى سوريا فتوجيه التهم ليس هو الذي يقنعهم ولا ينفع المجتمع، أما إن كان الغرض هو الإسقاط فقط، فإن توجيه الاتهام قبل معالجة الفكرة بجدارة سيؤدي إلى مزيد من الشقاق الفكري وبالتالي رفع مَن أُريد إسقاطه".

وتابع مستفهماً: "ألم يعقِل الإعلاميون في بلادنا أن أقلامهم وألسنتهم كلما تسلطت لإسقاط رمز ارتفع قدره وكلما عملت لترميز مغمور زادت في الناس شناءته؟".

وتساءل: "لماذا يعمل بعض إعلاميينا على إحداث الشقاق بين أبناء الوطن وحقه أن يكون حجراً في جسر التواصل والتآلف وجمع الكلمة، أليس هذا ما نريد؟".

ورأى أن "حفر الخنادق داخل وطننا لا يقوم به بعض الإعلاميين وحسب؛ بل هناك كتَّاب ودعاة من مختلف الاتجاهات ومسؤولون يفعلون الشيء نفسه".

وطالب "السعيدي" أن تتوقف حملات التراشق والتشهير والتخوين، وقال: "إنها تمزقنا، وفي نقد الأفكار والاتجاهات لمَن له أهلية النقد مندوحة من ذلك".

وأكّد أن الذي سيحول بين الشباب والخروج إلى سوريا معالجة الفكرة بجدارة بجميع جوانبها الشرعية، ما يتعلق منها بالدليل وما يتعلق بالمصلحة أو العاقبة.

وأفاد "السعيدي" أن "الحق بضاعة إن أحسنت عرضها راجت وإن أسأت عرضها كسدت، ومن يعرض زلاته بإتقان لن يصرف الناسَ عنها انشغالُك في هجائه".

ورأى أن "محاولة إسقاط الرمز تؤدي إلى كثرة مؤيديه فإن كنت ترى الحق معك دونه فتفوق في عرض ما لديك فَرَدُ الخطأ لا يقوم بهجاء أهله".

وتابع يقول: "حين تعتقد أن الشباب لم يذهبوا إلى سوريا إلا لأن فلاناً وفلاناً حرضاهم على ذلك فأنت لم تفهم القضية السورية أو لم تفهم الشباب".

واعتبر أن "تَصَوُّر أن ذهاب الشباب إلى سوريا لم يكن إلا بسبب التحريض تصور قاصر ومحاولة معالجته بالتشهير بفلان وفلان دون بينة أشد قصوراً".

وقارن بين ما حدث في أفغانستان وما يحدث اليوم بسوريا: "قبل 33 عاماً لم يكن الإعلام كاليوم ولم تك أفغانستان كسوريا فظاعة الحدث وقرب الحادث، ومع ذلك طارت قلوب الشباب إليها قبل أجسادهم دون تحريض".

وعن طرق حماية الشباب من الوقوع في براثن الدعوات المضللة، قال: "الطريقة الأولى أن تعزلهم عن العالم حتى لا يعرفوا مما يجري فيه شيئاً، وهذا أمرٌ محال؛ بل إن مجرد تصوره مثيرٌ للسخرية".
وتابع: "أما الطريقة الثانية: أن ترفع مستوى وسائل إعلامك لتكون مؤهلة لخطابهم وتحفظ مقام علمائك ودعاتك ليكونوا مرجعاً لهم وهذه ممكنة لكنها ضعيفة".

وأضاف: "يجب أن يُخَاطَب الشبابُ بطريقة أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالمصالح والمفاسد والمآلات، الحديث المجمل لم يعد كافياً حتى لو كان من كِبار العلماء".

وتابع: "بعد ما وصل إليه الحال اليوم من مصير موحش لشبابنا يجب اتخاذ موقف واضح صريح لا لبس فيه من خروج الشباب إلى هناك، فبعد أن سَكَنَتْ لوثةُ التكفير أجد لها عودة ينبغي أن تُبذل الجهود الطيبة في احتوائها من الأسر والمعلمين والإعلاميين والدعاة والمسؤولين".

وقال: "ينبغي أن نتذكر أن عمر بن عبد العزيز حين رفع الظلم سكنت الخوارج، فعلى كل مسؤولٍ بحسبه أن يرفع ما يجده منه تلقاء وجهه طاعةً لله وحمايةً للأمة".


أكثر... (http://sabq.org/ohPfde)