المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تقضي الأسرة أحلى صيف ؟


شفوق الحنين
07-16-2009, 07:10 PM
عندما ننتهي من الدراسة
عندما ننتهي من العمل
عندما ننتهي من مشروع
نمنح لأنفسنا فرصة اسمها الأجازة
ومن أجمل وأحلى الأجازات في كل عام ( أجازة الصيف )

أولاً : كيف نقضي أحلى صيف؟
حركاتنا وأعمالنا وأقوالنا وممارساتنا , تنطلق من المفهوم الذي يستقر في أذهاننا , وهذا المفهوم قد ينحرف أو يتبدل أو يتغير إن لم يكن على ثوابت , وهذه المفاهيم تتغير بالاختلاط بالمجتمع , والامتزاج بالثقافات , والتعرف على الأفكار , ولذلك لابد أن نقرر ونتفق ونقول بأن هناك مجتمعات غير مجتمعاتنا , وثقافات غير ثقافاتنا , وأفكاراً غير أفكارنا , وهذا هو سبب ميل بعض الناس منا إلى السير وفق مفاهيم خاطئة مع فصل الصيف .
فأحلى صيف : هل هو فيما أطلقنا عليه ( عطلة الصيف ) ؟ مع إن التعطل هو البقاء بلا عمل أي البطالة , فماذا لو قضينا أياما وشهوراً وسنين بلا عمل ؟ وكم تساوي ؟ على الأقل إنها تساوي ربع عمرنا ! فهل هذا مفهوم صحيح ؟ .
ويقولون : ( الإجازة الصيفية ) , وجاز وجزت الطريق أي انتهي من مرحلة إلى أخري , ومعني الدعاء : اللهم تجاوز عنا , أي انقلنا من حال المؤاخذة إلى الطاعة , والجائزة أي العطية في مقابل ما قطع من مرحلة , وسؤالنا ما هي مرحلة المسلم في الحياة ؟ إنها مرحلة واحدة تحوي كل أقوال وأفعال وتصرفات ومواقف الفرد في حياته , وهي العبودية , يقول تعالي : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) .

ثانياً : كيف نجعل الصيف فرصة للعمل؟
1 - معني الراحة :
نتفق أولاً على معني الراحة التي ينشدها كل أفراد الأسرة , فقد قيل لبعض العارفين إلى متي تتعب نفسك ؟ قال : راحتها أريد , ( أيراحتها في العمل والجد وفي الطاعة ) . إذن الراحة هي أي ترويح , في أي وقت , في أي مكان , مادام في إطار الشرع .
وفي الحديث : ( لكل نفس شرة وفترة ) , شره أي جد وعزم , وفترة أي فتور وضعف , وفي الحديث : ( فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدي ) , وهذا هو العلاج , ففي أحوال الضعف التي هي من طبيعة البشر , لا يخرج الفرد عن الطاعة والإيمان والسنة النبوية .
2 - الفراغ :
يقول تعالي : ( فإذا فرغت فانصب ) , إذا فرغت من شأن الدنيا فانصب للعبادة , فليس هناك فراغ أصلاً في حياة المسلم , فكل وقت , وكل لحظة , وكل ينبغي أن نشغلها بعمل وجد :
قد هيئوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهمل
3 - نعمتان :
يقول صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثيرمن الناس : الصحة والفراغ ) , سمي فراغاً لأنه فرصة للعمل والاكتساب , لكن القعود والتخلف , فوقته يمر , ولا يجني من ورائه منفعة , فالفراغ : ليس له وجود في حياة العقلاء , فكل لحظة ينبغي شغلها بعمل واجتهاد .
4 - منافسة :
يقول تعالي : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) , فلم يكن في حس المسلم أو قاموس الإسلام , قضاء الوقت فيما لا ينفع , أو في كسل وقعود وخمول , لقد قسم الإمام الشافعي ليله أثلاثاً : ثلث يكتب , وثلث يصلي , وثلث ينام , يقول الإمام الذهبي : صارت أفعاله الثلاثة عبادة .
5 - غنيمة :
يقول تعالي : ( وهو الذي جعل والنهار خلفه لمن أراد أنيذكر أو أراد شكوراً ) , خلفه : أي يخلف بعضه بعضاً , لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً أي يغتنم هذا الوقت .
وفي الحديث : ( أعذر الله إلى امرئ أخر الله عمره حتى بلغ الستين ) , أي مد الله في عمره , وانقطعت حجته , وفرط في عمره , وأضاع وقته , لا عذر له عند عقاب الله إياه .
6 - مرافقة :
يقول ابن عقيل : عصمني الله في شبابي بنوع من من العصمة , وقصر محبتي على العلم , وما خالطت لعاباً قط .
وكان أبو عبيد يفكر في المسألة فإذا فتح عليه قفز من شدة الفرح .
يقول أبو بكر محمد من سلالة كعب بن مالك : ما علمت أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب ساعة .
حتى في النزهة كان ابن عساكر يشتغل منذ أربعين عاماً بالجمع والتبويب والترتيب والتسميع , حتي في نزهته و خلواته .
ولذلك لابد من التخطيط لأحلى صيف , لكل أفراد الأسرة :
من الالتحاق بالمراكز الشبابية , أو الأعمال التطوعية , أو العمل والكسب , أو السفر مع الأهل والأصدقاء , أو تنمية المهارات , أو الاشتراك في الدورات التنموية .

ثالثاً : دروس وعبر الصيف
الصيف رحلة وآية :
سماه القرآن رحلة , في قوله تعالي : ( لإيلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف)
ثم تكون مع الرحلة التذكرة والموعظة , فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( اشتكت النار إلى ربها , فقالت يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف , فأشد ما تجدون من الحر سموم جهنم , وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) , وقد سماه لذلك النبي صلي الله عليه وسلم : آية الصيف , في قوله لأحد الصحابة : ( ألا تكفيك آية الصيف ) , وقوله : ( شدة الحر من فيح جهنم ( .
وكان الصيف فرصة الأسرة الصالحة , ففي وصية أبي الدر داء لأبنائه : صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور , وقد سئلت إحدى الصالحات : لماذا تصوم الصيف ؟ , فقالت : إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد .
وقد قيل : تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس , قبل الردى لم تخلقي عبثاً , الشمس تدنو من رءوس العباد , يوم القيامة ويزاد في حرها , ينبغي لمن عاني من شدة الحر , أن يتذكر حر الشمس في الموقف .
دعا ابن عمر أحد الرعاة ليأكل معهم في سفر فقال : إني صائم ,فقال ابن عمر : في مثل هذا الحر ؟ , فقال : أبادر أيامي هذه الخالية , فاختبره ابن عمر في أخذ شاة من بدون إذن صاحبها , فقال : أين الله ؟ .

مواليد الصيف أكثر حظاً
مسح شمل 40 ألف بريطاني : تبين أن الأشخاص المولودين في الصيف أوفر حظاً عن الشتاء , بالطبع ليس ذلك دائم فيهم ولكن المعني أنهم يحتاجون إلى بذل الجهد في تغيير نظرتهم إلى الحياة والتفاؤل , فقد توصل باحثون إلى أن المولودين في شهر مايو أكثر نجاحاً من المولودين في أكتوبر , وكل واحد منا يحاول أن يغير التشاؤم إلى تفاؤل بالجهد , ولكن فرص التغيير تكون أسهل للمولودين في الصيف , وهذا هو معني هذه الدراسات للأسباب الثلاثة التالية كما يقول الخبراء :
1 - التعرض لأشعة الشمس والحرارة
2 - الصيف يؤثر على أجهزة الجسم بيولوجياً
3 - طريقةالتعامل من الآباء تختلف في الصيف مع الأبناء
وقد وصل الباحثون فعلاً إلى أن 50 % من مواليد مايو يعتبرون أنفسهم سعداء , بينما 43 % لمواليد أكتوبر.

alfares
07-16-2009, 08:12 PM
وفقك الله اختي شفوووق
ونتمنى للجميع اجااازه سعيده


دمتي لاشراقك

ملك الرومانسيه
07-16-2009, 08:24 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ضجيج الصمت
07-18-2009, 05:44 AM
يعطيك العافية شفوق على الموضوع الرائع.

يقول تعالي : ( وهو الذي جعل والنهار خلفه لمن أراد أنيذكر أو أراد شكوراً )
(وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة.... <<للتصحيح فقط..

دمتِ بود.

الهمس الجميل
07-22-2009, 11:09 AM
والله الفراغ شي رهيب نشوفه عند بعض الناس

جزاكي الله خير أختي شفوق

طرحك مميز