المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "ناومي" البلجيكية قادها شقيقها للإسلام فأسست مدرسة لتعليمه بقلب بروكسل


eshrag
07-27-2014, 10:52 PM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/317788.jpg?569841 (http://sabq.org/sjhgde) عمر السبيعي, محمد حضاض ـ سبق ـ بروكسل: على الرغم من الشتات الفكري والذهني الذي كانت تعيشه السيدة "ناومي" البلجيكية على إثر انفصال والدها مُنذ أن كانت ابنة 7 أعوام, وصلابتهم في التصدّي للوجود الإسلامي, ومُعارضتهم ذلك في بادئ الأمر, ونشاطهم الواسع في المُجتمع البلجيكي., إلا أن الإسلام أوصلها إلى نقلة نوعية لم تكن تخطر بفكرها حيث أسّست مدرسة إسلامية تضم 226 طفلاً وطفلة, يتعلّمون مبادئ الشريعة في بيئة خالية من خليط الديانات الأخرى, مُنذ ثلاثة أعوام.

رفض الديانات
تربت "ناومي" "31 عاماً", مُنذ طفولتها وبرفقتها شقيقها على قيم نبيلة كاحترام الآخرين والدفاع عن حقوق الجميع, من أمٍ يهودية بريطانية بلجيكية, ولكنها لا تؤمن بأي ديانة, وتعمل مندوبة لإحدى النقابات بعد تخرّجها من دراسة علم النفس, ومن أبٍ مُلحِد يعود لأصول لوكسمبورغية, ويحمل مؤهلاً فيزيائياً ويُعد عضواً نشيطاً في الحزب الشيوعي البلجيكي.

استأذنت والدها عندما بلغت 12 من عمرها, على أن يسمح لها بحضور دروس الدين الكاثوليكي, لتُحدد دينها ومُستقبلها, إلا أنه رفض وأبى, طالباً تأجيل ذلك حتى سن الرشد والبلوغ, ورضخت لتعليماته وأكملت عامين وهي تعيش من أجل الدنيا وبلا أهداف.

قُنبلة شقيقها
أحدث شقيق "ناومي" وهو من يكبرها بعامين, قُنبلة عائلية بعدما أعلن عن اقتناعه بما جاء في الشريعة الإسلامية وإيمانه بصواب هذه الديانة وارتباطها بالواقع وبعلم الفلك وتدبير الكون, ولاقى مُعارضات كُثر حاولت منعه, ولكن بعزيمته وصبره وارتباطه مع المسلمين رفض التنازل عن ذلك, بعدما ذاق حلاوة الإيمان وتلذّذ بحياة آمنة مُستقرة يُصدّقها العقل ويؤمن بها القلب.

استغلت "ناومي" قُربها من شقيقها لتبدأ بكل فضول أن تُلقي عليه الأسئلة المُحيّرة بالنسبة لها, وكان من ضمن ما يُحيّرها: "لو كان هناك رب حقاً لهذا الكون, والإسلام هو دينه الحق, فلِم جعل ذلك الرب له ديانات أخرى؟".

فكان الرد من شقيقها بعقلانية أزالت الغموض لديها, بعدما قال إنه لم يكن إلا دين واحد, وأن جميع الأنبياء كانوا مستسلمين لله, بينما الناس هم أنفسهم من حرّفوا رسالاتهم فأحدثوا أدياناً شتى.

زواجها من مسلم
وجدت "ناومي" أنها بدأت تستوعب الحياة, وتتأكّد من سلامة موقفها عندما كانت تؤمن بوجود خالق لهذا الكون مُنذ الصغر, وتدعوه في نفسها وقبل النوم وعند الخوف, بعدما ترفع عينيها للسماء, في تيقّن منها بأن الرب في العلو يُراقب تصرّفات خلقه, وهو من بيده قضاء حاجاتهم وتلبية طموحاتهم, ولكن البيئة التي تعيشها أخفت عنها تلك الحقيقة التي لا غُبار عليها.

أخيراً عزمت "ناومي" على أن تشترك مع شقيقها في الديانة لتُعلن اعتناقها للإسلام وهي ما زالت على مقاعد الدراسة وتبلغ 20 عاماً, وتبدأ على مواظبة تعلّم الدروس الدينية في المراكز الإسلامية والسعادة والفرحة تغمرها, لتُرزق بعد ذلك بزوج مُسلم, لتُرزق منه بطفل ترعرع في بيئة مُسلمة، مُعترفة بأن زوجها ساعدها أكثر على تطبيق الشعائر والعبادات بكل يُسرٍ وسهولة.

مدرسة إسلامية
أنجزت ناومي الدراسة الجامعية لتتحقّق لها أمنية طالما حلِمت بها, بعدما صدر قرار بتعيينها مُعلّمة في إحدى المدارس الابتدائية الحكومية بالبلاد, وعمِلت بها عِدة أعوام, إلا أنه مع بلوغ ابنها سن الدراسة القانونية, شعرت "ناومي" بعظم المسؤولية تجاه تربيته وتعليمه في بيئة خالية من المُغالطات ولا تُعين على الخير والطاعة, فقرّرت تأسيس مدرسة إسلامية, بعدما وجدت من أشاد بفكرها وعزم على دعمها وتحقيق أهدافها.

في عام 2012 تحقّق ما تُريد وأشرقت شمس الخير والعلم الإسلامي في "بلجيكا" وأسست مدرسة سُميّت بـ"القلم" وضمّت جنباتها 226 طالباً وطالبة, وتنتظر في العام القادم انضمام 270 طالباً لصفوف الدراسة الإسلامية, في أجواء تُعين على الانسجام مع مبادئ الإسلام, وتهدف إلى تربية ونشأة شُبان بلجيكيين قادرين على التفكير والعمل الجاد, ويعلوهم الإدراك حول كل ما هو حلالٌ وحرام, وابتسامة الإسلام والفخر به تعلوهم, ليتحقّق حلماً آخر بصدور قرار بتعيينها مُديرة للمدرسة التي أصبحت رسمية وتتلقى دعماً ونفقةً من الحكومة البلجيكية.

اعترافات دينية
وأكملت "ناومي" سرد قصة إسلامها لـ"سبق": "يظهر لي الآن بأن قلبي أدرك سريعاً بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أستطيع تصديقه, ولكنّني احتجت إلى وقتٍ لألتزم بأحكامه، جاء ذلك تدريجياً". مُعترفة بأن هناك مسألتين كانتا السبب في اهتمامها بهذا الدين, هي: "أسئلتي حول أصل العالم والإنسان, جسمه وروحه, وأن الخليقة لم تكن نتيجة مصادفة, والعدل في العقيدة وفي الشريعة الإسلامية, بالنظر إلى العلاقة مع الله عز وجل وضرورة العمل بأوامره في المجتمع". مُشيرة إلى أن هذا العدل الذكي الذي لا تناقض فيه والذي يذكّرنا كل مبدأ من مبادئه واجباتنا ومهمّتنا وأولوياتنا, له علاقة كبيرة جداً في اعتناقي هذا الدين الجميل.

واعترفت "ناومي" بأنها فقدت علاقاتها وصداقاتها بعدما تحوّلت لفتاة مُسلمة, سِوى أنها ما زالت على تواصل مع مُعلّماتها غير المُسلمات, مُعربة عن أمانيها بأن تتحقّق أمنيتها وأن تكون سبباً في إسلامهن, وفي المقابل كسبت صداقات أخرى أضعاف تلك الصداقات القديمة, ومن فتيات قلوبهن مليئة بالخير والمحبة والألفة التي فقدتها كثيراً في السابق.

صِدام الوالدين
وأكّدت "ناومي" أن مرحلة دخولها الإسلام لم تكن صعبة عليها, بعدما أسلم شقيقها قبلها, وواجه صِدام الوالدين قبلها, إلا أنهما تفهما ذلك جيّداً, واعتبراه من الحرية, إذ واعداهما على أن يكون لكل شخص فرصة اختيار نهج حياته عندما يبلغان سني البلوغ, وهو ما تحقّق حقاً, مُشيرةً إلى أنها وبرفقتها شقيقها غيّرا من الصورة السيئة التي خلدت في ذهن والدهم عن الإسلام بفعل وسائل الإعلام المُختلفة, ليعرف فيما بعد أن الإسلام دين خالٍ مما يُقال عنه ومُعتنقوه قادرون على التفكير السليم بكل نزاهة وسلامة, وبذكائها أقنعته بأن الحجاب هو العفاف للفتاة وليس هو التحرّر والحرية التي تدّعيها بنات الغرب.

سورة الحجرات ونظرتها للإسلام
"ناومي" التي تُفضّل وتعشق قراءة سورة الحُجرات, حمِدت الله الذي أرشدها واختارها لتُصبح واحدة من مُعتنقي هذا الإسلام في بلجيكا, وأتاح لها فُرصة خدمة الدين في البلاد, وتؤكد أن ما أثارها إعجابها كل يوم, هو أن القرآن الكريم والسنة النبوية اللّذين قد أوحيا قبل عدة قرون يُذكرأن صفات ومواقف لأناس ما زالت لها صدى إلى يومنا, مما يدلّ على أن طبيعة الإنسان لم تتغيّر البتة, ويعطينا الإسلام المفاتيح الأساسية لفهم هذه الطبيعة الإنسانية وكيف نتعامل معها.



أكثر... (http://sabq.org/sjhgde)