المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شارع "سوق العرب" في منى.. هجره أبناؤه وسكنه ناطقو الأوردو


eshrag
10-06-2014, 08:00 AM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/339726.jpg?603840 (http://sabq.org/iRmgde) محمد حضاض –سبق- بعثة المشاعر المقدسة: في قلب منى الطاهر يمتد أحد أقدم الشوارع التاريخية في تاريخ الجزيرة العربية، والذي لا يزال اسمه صامداً رغم تغير ملامح زواره وانسلاخه من هويته القديمة.

فالشارع التاريخي "سوق العرب" يقطع مشعر منى من أقصاه الشرقي، ولا يتوقف إلا أمام الجمرات، ويمتد على طول كيلومترات عدة، وكان في زمن مضى مقرًّا لتجارة العرب، وسوقاً شهيراً خلال مواسم الحج، يتوافد إليه العرب رجالاً ونساء لشراء العديد من منتجاته، وقد خلده الشاعر الشهير المتنبي حين قال في قصيدة يصف جمال العربيات الموجودات في ذلك السوق "من الجاذر في زي الأعاريب ** حمر الحلي والمطايا والجلابيب".

هذا الشارع التاريخي لا يزال صخبه مستمراً خلال أيام الحج، لكن اللغة العربية التي سادت في زمن مضى باتت غائبة، وتحولت القصص التي تروى في جنباته وعلى أرصفته إلى اللغة الأوردية، وأصبح باعته يسوقون بضائعهم بلغة القاطنين الجدد، منذ أن أصبح مقرًّا لبعثات دول جنوب آسيا القادمة من الهند وباكستان وبنجلاديش، مع عدد قليل من مخيمات الدول العربية التي لا تقارن في ذلك الطريق بحجم أشقائهم من مسلمي جنوب آسيا.

وتحول الشارع في أغلب أجزائه إلى سوق للبضاعة الآسيوية والإفريقية في طرفه الشرقي، في حين هجره العرب الذين كانوا حتى وقت قريب يأتون إليه من البادية حاملين معهم كثيراً من الأرزاق والملابس لبيعها على الحجاج.

يقول عدنان سليمان قمر الدين، أحد مطوفي جنوب آسيا: أعمل في مهنة الطوافة منذ ما يقارب العشرين عاماً، وبعثتي تقع على الشارع نفسه، وقد اختفى العرب من هنا، وصار المكان يعج بالأشقاء الآسيويين بحكم أنهم يقطنون في هذا الجزء من مشعر منى، في حين تحولت بعثات العرب لشوارع أخرى.

ويضيف: رغم انتقال العرب إلا أن الاسم لم يتغير نظراً لما يتمتع به من شهرة كبيرة تتناقلها الأجيال، وقصص العرب الذين مروا من هذا الشارع ضاربة في القدم، ولا يزال العديد من كبار السن يروونها حتى الآن.

في الشارع كان واضحاً أن حجاج الهند يسكنون في الجانب الجنوبي منه، في حين يقطن الباكستانيون وأبناء البنغال في الجانب الشمالي، وينتشرون منذ الصباح خلال أيام الحج؛ ليتبادلوا الأحاديث فيما بينهم بلغة لا يفهما إلا هم.

العرب الذين تحول أغلبهم للسكن في منى على طريق آخر شمال سوق العرب تركوا وراءهم إرثاً تاريخياً قديماً منذ عهد أجدادهم الأوائل، ولم ينجحوا في نقل الشارع العتيق معهم، بل ظل صامداً في مكانه، مكتفياً بما حققه من تاريخ رسخه الشعراء، وتناقله الرواة بين البلدان.


أكثر... (http://sabq.org/iRmgde)