الهمس الجميل
07-20-2009, 12:11 PM
أخي القارئ إن كان الموضوع لا يهمك فأخبر به من يهمه وكن مشارك لأهل العلم في الأجر
الرحلة في طلب العلم هي خير ما تُستغل به العطلة الصيفية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ))
وقال عليه الصلاة والسلام (( من يُرِد الله به خيراً يُفقّهّه في الدين ))
قال ابن القيم - رحمه الله - مُعلّقاً عليه : وهذا يدل على أن من لم يفقه في دينه لم يُرد به خيراً .
وقال صلى الله عليه وسلم (( من غدا لعلمٍ يتعلمه فتح الله له به طريقاً إلى الجنة وفرشت له الملائكة أكنافها , وصلّت عليه ملائكة السماء وحيتان البحر , وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , والعلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يُورثوا ديناراً ولا درهماً , إنما ورّثوا العلم , فمن أخذ بالعلم أخذ بحظٍّ وافر ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالماً ومُتعلّماً ))وقال عليه الصلاة والسلام (( طلب العلم فريضة على كل مسلم ))
وعن صفوان بن عسال - رضي الله عنه - قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد مُتّكئٌ على بُردٍ له أحمر , فقلت له : يا رسول الله إني جئت أطلب العلم . فقال : (( مرحباً بطالب العلم , إن طالب العلم تحفُّه الملائكة بأجنحتها , ثم يركب بعضهم بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلُب ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( من غَدَا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يُعلّمه , كان له كأجر حاجٍّ تاماً حجُّه ))
وكانت الرحلة في طلب العلم جادةٌ سلكها العلماء , فما من عالم إلا وقد رحل في طلبه ولُقيا أهله .
فقد رحل الصحابي الجليل جابر ابن عبدالله مسيرة شهر إلى عبدالله بن أنيس في حديثٍ واحد .
وقيل للإمام أحمد بن حنبل : رجلٌ يطلب العلم يلزم رجلاً عنده علمٌ كثير أو يرحل ؟ قال : يرحل , يكتب عن علماء الأمصار , فيُشامُّ الناس ويتعلّم منهم .
وقال ابن الجوزي : طاف الإمام أحمد بن حنبل الدنيا مرّتين حتى جمع المسند .
وقيل للشعبي : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال بنفي الاعتماد , والسير في البلاد , وصبرٍ كصبر الجماد , وبكورٍ كبكور الغراب .
قال المؤرّخ ابن خلدون في مقدمته : " إن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم , والسبب في ذلك أن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما يتحلّون به من المذاهب والفضائل تارةً علماً وتعليماً ولقاءً وتارةً محاكاةً وتلقيناً بالمباشرة . إلا أن حصول الملكات عن المباشرة والتلقين أشد استحكاماً وأقوى رسوخاً , فعلى قدر كثْرة الشيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها .... فالرحلة لا بد منها في طلب العلم , لاكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال .
ولقد كانت الرحلة في طلب العلم تكلِّفهم المشقة والعناء وتأخذ الكثير من أعمارهم , فبعضهم يرحل السنة والسنتين وبعضهم الخمس والعشر , بل وبعضهم يرحل الثلاثين سنة كلها طوافاً في الأرض يطلب العلم والحديث .
وكانوا يقطعون البراري والقفار ويمتطون المخاطر والبحار ويلقون الشدائد والأهوال ويصبرون على الفقر والجوع ويسهرون الليالي الطوال , ويهجرون الأهل والأولاد ويغتربون عن البلاد السنين العِداد .
أما نحن اليوم فقد يسر الله عز وجل ما كان عسيراً , وفتح لنا أبواب الخير , ورزقنا أسباب العلم وجعلها من أيسر ما يسلكه الطالب .
مع رغد العيش وتوفر المعيشة ووسائل الراحة وأدوات العلم وقصر المدة وسرعة تحقيق المراد ولله الحمد والمنة :
ومع استقبالنا للعطلة الصيفية فإنها اليوم أصبحت موسماً مهماً لطلاب العلم حيث انتشرت الدورات والدروس العلمية في المساجد ولله الحمد وتفرغ الكثير من أهل العلم في هذه العطل لإقامة هذه الدروس والجلوس مع طلاب العلم والتفرُّغ من الشواغل من أجلهم , بل إن بعض العلماء في هذا الزمان أصبح هو الذي يرحل إلى طلاب العلم !! فهل سنُعذر أمام الله ؟
فيا طلبة العلم اتقوا الله في هذه النعم وارعوها واشكروا الله عليها باستغلالها وتداركوا الأعمار فإنها زائلة لا محالة والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
فمن كان عازماً على الرحلة والطلب فليخلص النية
ومن كانت نيته إلى الحرمين الشريفين فليجعل معها نية طلب العلم للحضور في مجالس العلم والدروس التي تُعقد في الحرمين الشريفين حتى ينال الأجرين العظيمين .
وهذا اقتراح أرفعه إلى من يهمه الأمر في شؤون الحرمين أن يعتنوا بإقامة الدورات العلمية في العطل الصيفية في الحرمين الشريفين وأن يستقطبوا لها أهل العلم الراسخين والمعلمين الناصحين , لأن المكانين مناسبة ومهيأةٌ , وتستقبل أفواجاً لا حصر لها من طلبة العلم من كل مكان .
وحسب علمي فإن أعضاء هيئة كبار العلماء أثناء إقامتهم في الطائف أنهم يتناوبون على إلقاء الدروس في الحرم المكي كل يوم بعد صلاة المغرب , فجزاهم الله خيراً .
( الناصح المشفق ) جزاه الله خيراً
الرحلة في طلب العلم هي خير ما تُستغل به العطلة الصيفية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ))
وقال عليه الصلاة والسلام (( من يُرِد الله به خيراً يُفقّهّه في الدين ))
قال ابن القيم - رحمه الله - مُعلّقاً عليه : وهذا يدل على أن من لم يفقه في دينه لم يُرد به خيراً .
وقال صلى الله عليه وسلم (( من غدا لعلمٍ يتعلمه فتح الله له به طريقاً إلى الجنة وفرشت له الملائكة أكنافها , وصلّت عليه ملائكة السماء وحيتان البحر , وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , والعلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يُورثوا ديناراً ولا درهماً , إنما ورّثوا العلم , فمن أخذ بالعلم أخذ بحظٍّ وافر ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالماً ومُتعلّماً ))وقال عليه الصلاة والسلام (( طلب العلم فريضة على كل مسلم ))
وعن صفوان بن عسال - رضي الله عنه - قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد مُتّكئٌ على بُردٍ له أحمر , فقلت له : يا رسول الله إني جئت أطلب العلم . فقال : (( مرحباً بطالب العلم , إن طالب العلم تحفُّه الملائكة بأجنحتها , ثم يركب بعضهم بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلُب ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( من غَدَا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يُعلّمه , كان له كأجر حاجٍّ تاماً حجُّه ))
وكانت الرحلة في طلب العلم جادةٌ سلكها العلماء , فما من عالم إلا وقد رحل في طلبه ولُقيا أهله .
فقد رحل الصحابي الجليل جابر ابن عبدالله مسيرة شهر إلى عبدالله بن أنيس في حديثٍ واحد .
وقيل للإمام أحمد بن حنبل : رجلٌ يطلب العلم يلزم رجلاً عنده علمٌ كثير أو يرحل ؟ قال : يرحل , يكتب عن علماء الأمصار , فيُشامُّ الناس ويتعلّم منهم .
وقال ابن الجوزي : طاف الإمام أحمد بن حنبل الدنيا مرّتين حتى جمع المسند .
وقيل للشعبي : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال بنفي الاعتماد , والسير في البلاد , وصبرٍ كصبر الجماد , وبكورٍ كبكور الغراب .
قال المؤرّخ ابن خلدون في مقدمته : " إن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم , والسبب في ذلك أن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما يتحلّون به من المذاهب والفضائل تارةً علماً وتعليماً ولقاءً وتارةً محاكاةً وتلقيناً بالمباشرة . إلا أن حصول الملكات عن المباشرة والتلقين أشد استحكاماً وأقوى رسوخاً , فعلى قدر كثْرة الشيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها .... فالرحلة لا بد منها في طلب العلم , لاكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال .
ولقد كانت الرحلة في طلب العلم تكلِّفهم المشقة والعناء وتأخذ الكثير من أعمارهم , فبعضهم يرحل السنة والسنتين وبعضهم الخمس والعشر , بل وبعضهم يرحل الثلاثين سنة كلها طوافاً في الأرض يطلب العلم والحديث .
وكانوا يقطعون البراري والقفار ويمتطون المخاطر والبحار ويلقون الشدائد والأهوال ويصبرون على الفقر والجوع ويسهرون الليالي الطوال , ويهجرون الأهل والأولاد ويغتربون عن البلاد السنين العِداد .
أما نحن اليوم فقد يسر الله عز وجل ما كان عسيراً , وفتح لنا أبواب الخير , ورزقنا أسباب العلم وجعلها من أيسر ما يسلكه الطالب .
مع رغد العيش وتوفر المعيشة ووسائل الراحة وأدوات العلم وقصر المدة وسرعة تحقيق المراد ولله الحمد والمنة :
ومع استقبالنا للعطلة الصيفية فإنها اليوم أصبحت موسماً مهماً لطلاب العلم حيث انتشرت الدورات والدروس العلمية في المساجد ولله الحمد وتفرغ الكثير من أهل العلم في هذه العطل لإقامة هذه الدروس والجلوس مع طلاب العلم والتفرُّغ من الشواغل من أجلهم , بل إن بعض العلماء في هذا الزمان أصبح هو الذي يرحل إلى طلاب العلم !! فهل سنُعذر أمام الله ؟
فيا طلبة العلم اتقوا الله في هذه النعم وارعوها واشكروا الله عليها باستغلالها وتداركوا الأعمار فإنها زائلة لا محالة والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
فمن كان عازماً على الرحلة والطلب فليخلص النية
ومن كانت نيته إلى الحرمين الشريفين فليجعل معها نية طلب العلم للحضور في مجالس العلم والدروس التي تُعقد في الحرمين الشريفين حتى ينال الأجرين العظيمين .
وهذا اقتراح أرفعه إلى من يهمه الأمر في شؤون الحرمين أن يعتنوا بإقامة الدورات العلمية في العطل الصيفية في الحرمين الشريفين وأن يستقطبوا لها أهل العلم الراسخين والمعلمين الناصحين , لأن المكانين مناسبة ومهيأةٌ , وتستقبل أفواجاً لا حصر لها من طلبة العلم من كل مكان .
وحسب علمي فإن أعضاء هيئة كبار العلماء أثناء إقامتهم في الطائف أنهم يتناوبون على إلقاء الدروس في الحرم المكي كل يوم بعد صلاة المغرب , فجزاهم الله خيراً .
( الناصح المشفق ) جزاه الله خيراً