تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شاهد .. مُعلِّماً يكسر احتفالات المدارس التقليدية بالفولكلور الشعبي


eshrag
12-29-2014, 08:28 AM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/368288.jpg?648973 (http://sabq.org/Orugde) محمد حضاض- سبق- جدة: كسر مُعلِّم سعودي تقليدية احتفالات المدارس، ونجح في تنظيم حفل نهاية الفصل الدراسي باستخدام معظم فنون الفولكلور الشعبي بالمملكة.

ونجح في تنفيذ الفكرة المُعلِّم يوسف فرحان القرني، رائد النشاط في متوسطة هارون الرشيد النموذجية بجدة، حيث تعاني حفلات التكريم، الروتين المُمل سواء بتكرار طرح مشاهد تمثيلية أو مسابقات مكرّرة أو فقرة إنشادية.

وقال المُعلِّم القرني: احتوى الحفل على فقرات عدة لأنواع من الفولكلور الشعبي للمملكة (ينبعاوي, مزمار, خطوة) ودون موسيقى أو أيِّ إيقاعٍ، وذلك خروجاً من أيِّ محذورٍ شرعي, وتخلل هذه الفقرات الفنية تكريم للمُميزين، وذلك بقصد إعطاء الفرقة حيزاً من الوقت لتبديل ملابسهم، وحرصاً على ألا تكون فقرة التكريم مطولة، وبالتالي يتسرّب الملل إلى الحضور.

وأضاف: هذه الفنون كانت تسمّى قديما (لعب) ولم يكن يُطلق عليها (رقص)، وهذا التغيير في المسمّى جعل الكثير يحجم عن تعلُّم وممارسة هذه الفنون, ومن الملاحظ قديماً أن هذه الفنون كان يمارسها الرجال والنساء دون أن تكون منقصةً في حق أحدهم.

واستنكر القرني، على بعض مُمارسي الفن الشعبي الذين يعملون على تغيير ملامحه من الجدية إلى الميوعة في بعض الأحيان؛ سواء بقصدٍ أو بغير قصد، وهو الأمر الذي شوَّه الوجه الحقيقي للفنون الشعبية للمملكة، بحسب قوله.

وأشار القرني إلى أن المدرسة التي يعمل بها نسبة عالية من الطلاب غير السعوديين, ومن هنا فكّر في توسيع دائرة الولاء لهذا البلد ليضم السعوديين وغيرهم؛ كون الخطر والانحراف لا يفرق بين جنسيةٍ وأخرى، فقام بإدخالهم في الفرقة التي تقدّم هذه الفنون، كما حرص على تسريب فكرة الحفل بين الطلاب والمعلمين لمعرفة مدى رضاهم عن الفكرة ومدى نظاميتها، ووجد تأييداً للفكرة وتلهفاً وشغفاً من الطلاب لمشاهدة الحفل اتضح ذلك من خلال حرصهم على مشاهدة البروفات، وكذلك في تدني نسبة الغياب يوم الحفل.

كما لفت القرني، إلى أنه وجد تشجيعاً من زملائه رواد النشاط على هذه الفكرة التي وصفوها بالجريئة والمُميزة والهادفة والتي أدخلت الفرح والسرور على نفوس الطلاب بعد عناء فصلٍ دراسي كامل وقبل الدخول إلى الامتحانات.

وبرّر القرني هذه الخطوة، بأن الفنون الشعبية الوطنية باتت مندثرةً لدى الجيل الجديد، خصوصاً مع وجود الزخم الإعلامي الذي يحيط بهم بدءاً من الجوالات التي بين أيديهم ومروراً بالقنوات الفضائية وانتهاءً بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تسهم هذه المحطات في حياة الشاب بالكثير من المواد الإعلامية التي غالباً ما تخاطب نزواته وغرائزه وتسطّح أفكاره وتبعده عن أصل وثقافة مجتمعه ووطنه, ومن هنا بدأت الفكرة، كما يقول القرني.

وبيّن أن الملاحظ في الفنون الشعبية للمملكة احتواؤها على أمور تربوية ونفسية عدة تُسهم في جعل المجتمع خالياً من الأمراض النفسية والانحرافات السلوكية, "فهي فنون ذات أهدافٍ ليست لمجرد المتعة اللحظية, فمثلاً نجدها تعتمد على السلوك الجماعي للفرقة؛ بحيث أن أيَّ خطأ لأي فردٍ منها يتم تقويمه بسرعة دون أن يشعر الآخرون بذلك؛ لضمان جمالية المشهد أمام المشاهدين ودفع الإحراج عن صاحبهم، وهو الشيء المطلوب شرعاً في تقويم المخطئ؛ بحيث تتم مناصحته وتقويم سلوكه دون إشعاره بأيّ نوعٍ من الحرج".

وأردف: الأمر الآخر أن طبيعة الفن الشعبي في المملكة يعتمد على أن يكون جميع أعضاء الفرقة في حالةٍ من البشاشة والفرح؛ حيث إن هذه المشاعر الإيجابية لدى الفرقة تسري إلى قلوب الحضور والمشاهدين للحفل؛ ما يشعرهم بنوعٍ من السعادة والإشباع الذاتي والعاطفي الماتع، وتكمن أهمية هذا الشعور في أنه يكون حصناً للشاب من البحث عمّا يشبع رغباته ونزواته وغرائزه من طرقٍ تكون محرّمة أو مخالفة لأنظمة الدولة؛ ما يضمن لنا جيلاً يصعب اختراقه بأيٍّ من الحيل العصرية؛ كونه متشبعاً بالعاطفة والمتعة الحلال, كما أن الفنون الشعبية في المملكة تسهم في تربية وتنشئة هذا الجيل على الانتماء لوطنه وربطه بهذه الأرض؛ بحيث يجري ولاؤه لها ولحكامها في دمه، وهو الأمر الذي يحميه - بعون الله - من أي منزلقٍ قد تكون فيه أذية لنفسه ومجتمعه ووطنه.

وواصل: كل صاحب سلوكٍ مخالفٍ لو توافرت لديه هذه الأمور السابقة، فسيكون - بإذن الله - في مأمنٍ من أيِّ انحرافٍ ديني فكري أو سلوكي وعلى رأس هذه الانحرافات الفكر الضال الذي يولّد الإرهاب.

وتمنّى القرني، من وزارة التربية والتعليم ممثلة في وزيرها الأمير خالد الفيصل، أن تدرج مثل هذه الفنون الشعبية الوطنية في التعليم والأنشطة الثقافية للطلاب والطالبات؛ لكي تحقّق مثل هذه الأهداف المذكورة آنفاً، خصوصاً أن الولاء لهذا البلد ولحكامه والبُعد عن الانحرافات من الأهداف الأساسية للتعليم.


أكثر... (http://sabq.org/Orugde)