المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في مناظرة مثيرة.. "السعيدي" يفجّر مزاعم الليبرالية صوب المؤسسة الدينية


eshrag
01-03-2015, 11:28 AM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/369992.jpg?651667 (http://sabq.org/sJugde) · الفكر الديني السعودي حرَّر المجتمع من الخرافة والبدعة وقاده للسُّنَّة الصحيحة.
· لسنا ضدّ عمل المرأة، ولا يوجد مسوغٌ شرعي لعملها كاشيرة بـ 1800 ريال.
· أكبر الجاليات المقاتلة مع "داعش" من المغرب العربي ومن تربوا بأحضان النصارى.
· "السلفية" ليست تياراً بل منهج تكونت عليه الأمة.. والآخرون هم التيار.
· انظر لـ"ابن باز"، و"ابن عثيمين"، والشيخ "الألباني" سترى خلافاً بلا إقصاء.
· بنات الشيخ محمد بن عبدالوهاب كُن يعلمن النساء الكتابة.. وهنّ قدوة.
· "الغامدي": الصحوة سبب التطرُّف والإشكالية ليست مع التوجّه الديني والعلماء.
· "الباهلي": كلما كان هناك جدلٌ في المجتمع وحراك كان هناك تقدُّم!
· "التويجري": الرموز الدينية أسَّسوا للتنمية في المملكة والعائق هو الفساد.

سبق- الرياض: فنَّد الأستاذ الأكاديمي في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي، الشبهات التي يُثيرها الليبراليون السعوديون، والزعم بأن التيار الديني، والمؤسسة الدينية، والفقه المطبّق في السعودية، تعوق تقدُّم الدولة وتقف ضدّ التنمية وانخراطنا في عالم المعاصرة، وقال: "الطرح العلماني والليبرالي السعودي هو الذي يفجّر التطرُّف ويدفع الشباب للتطرُّف الذي يتوهّم بأن كل ما يطرحه هؤلاء الليبراليون من تجديفٍ بحق الدين والعلماء في الصحف هو بإيعازٍ من الدولة.

وردَّ "السعيدي"، أثناء استضافته في برنامج "حراك" أمس الجمعة، على الإعلامي قينان الغامدي الذي تداخل في البرنامج، وجزم بأن الفقه السائد والتيار الديني معوِّقان للتنمية، وقال: إن الصحوة هي سبب التطرُّف؛ والإشكالية ليست مع التوجّه الديني والعلماء.

جاء ذلك في الحلقة المُثيرة من برنامج "حراك"، الذي يقدّمه الإعلامي المعروف عبدالعزيز قاسم، في قناة "فور شباب"، الذي تداخل فيه؛ بجانب "السعيدي" و"الغامدي"، كلٌّ من: عقل الباهلي الناشط السعودي المعروف، ود. أحمد التويجري الأديب والكاتب السعودي.


"السلفية" منهج
وقال "السعيدي"، في بداية الحلقة، إنه يقف ضدّ كلمة "تيار ديني"، ويرفض استخدام كلمة "التيار" للتعبير عن المنهج السلفي في السعودية، قائلاً: أنت عندما تتحدّث عن المسلمين في المملكة العربية السعودية، فأنت تتكلَّم عن المنهج الذي تكوَّنت عليه هذه الأمة وارتضت به، لكن الآخرين هم التيار، ونقصد بهم الطرف المقابل، وهم يستخدمون هذا الوصف ويصفون الأمة بمنهجها بأنهم "تيارٌ"؛ تقزيماً لهذه الأمة؛ لأنهم تعوَّدوا أن يقزِّموا أممهم.

خلاف لا إقصاء
وساق الإعلامي عبدالعزيز قاسم، لضيفه الاتهام الأول، الذي يلاحق التيار الديني؛ بأنه أحادي وإقصائي ولا يقبل إلا الرأي الأوحد، فقال السعيدي: "القول إن السلفية إقصائية ولا تقبل الآخر هو قولٌ لمَن لا يعرف السلفية أو يتعامى عنها، فالسلفية تأخذ بجميع الآراء التي تتطابق مع الدليل، ولذلك لا يمكن القول إن السلفية منهجٌ إقصائي، والدليل على ذلك أنه إذا نظرت إلى كِبار علماء السلفية، مثل "ابن باز"، و"ابن عثيمين"، والشيخ "الألباني"، سترى كم بينهم من خلافٍ في المسائل الدينية، لكن لا يُوجد بينهم إقصاء، إنما الذي نُقصيه فعلاً هو الرأي الذي يريد تحطيمنا وإشعال الفتنة فينا، وهو ما نفعله مع الآراء التي تريد تشتيت هذه الأمة وتمزيقها فنأخذ محافر الطين ونلقيها على هذه الآراء؛ لأننا نعتقد أن تذبذب الفكر في بلدٍ ما هو بداية انحلال جبهته الداخلية وبداية استعماره فكرياً".

الأصل.. الحِلّ
وجزم الإعلامي قينان الغامدي، بأن التيار الديني عائقٌ أمام التنمية، وكذلك الفقه الذي يطبقه في المجتمع، وأن الصحوة الإسلامية هي سبب تطرُّف الشباب، مضيفاً: "الإسلام دينٌ عظيمٌ، وهو لا شك خاتم الرسالات وأعظم الرسالات بما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، والمشكلة ليست في الإسلام؛ والأصل في الإسلام هو الحِلّ وليس الحرام".

مزاعم الانخراط في الحياة
وقال "الغامدي": "الفقه السائد في السعودية عائقٌ في انخراطنا في الحياة المعاصرة، ولعل أقرب دليل على هذا، هذه المعارك المحتدمة حول كشف وجه المرأة، وحول قيادة المرأة للسيارة، والجدل حول الإجازة الأسبوعية، وحول دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن بعض المناسبات التي يحتفل بها مثل عيد الميلاد، فالإخوة أصحاب الباع في الفقه يضخمون مثل هذه القضايا وهذه الأمور التي ليس لها أيُّ قيمةٍ ولا تؤثر في عقيدة المسلم، وما يزعمون أنه منكرات تصل إلى حد التكفير".

التكفير و"داعش"!
وطلب قينان الغامدي، من المقدّم عبدالعزيز قاسم، سؤال ضيفه السعيدي، عن موقفه من الابتعاث وموقف العلماء، وتوجّه بعد ذلك إلى وزارة الشؤون الاسلامية، قائلاً: "هل الأولى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تهتم بشؤون المساجد وتطويرها، بدلاً من تعيين عشرات آلاف الدعاة الذين يجوبون المساجد ولا نعرف لماذا يدعون وهم يتناوبون على الميكروفونات بعد كل صلاة ويقولون كلاماً ينطوي على تكفير؟ وفي النهاية نقدم للعالم "داعش" و"القاعدة" وهم من أبنائنا مع الأسف الشديد".

الخرافة وعمل المرأة
وبعد نهاية مداخلته ردّ "السعيدي" بقوله: "لا صحة لوقوف العلماء ضدّ تعليم المرأة، وقال إن بنات الشيخ محمد بن عبدالوهاب يعلمن النساء الكتابة من ذلك العصر، وإنما الذين وقف هم الغلاة من "إخوان مَن أطاع الله"، وإن الفكر الديني بالسعودية هو الذي حرَّر المجتمع من الخرافة والبدعة وقاده للسُّنَّة الصحيحة. وقال "السعيدي" إننا لسنا ضدّ عمل المرأة، ولكن لا يوجد مسوغٌ شرعي أن تعمل المرأة كاشيرة بـ 1800 ريال، ما يكشف عن قصورٍ في قوانين حمايتها في بلد له موارده الكبيرة، وقال إن أكبر جاليات تقاتل مع (داعش) هي من تونس والمغرب العربي، وهم مَن تربوا في أحضان النصارى، وهناك من أبناء أمريكا وأوروبا معهم.

محاسبة المتجاوزين
وطالب "السعيدي" بمحاسبة الإعلامين المتجاوزين وهم معروفون بأسمائهم، وقال إن الإعلام السعودي يشهد على نفسه، أنه لم يقدم شيئاً مفيداً للدولة عبر تقريرٍ قدّمته وزارة الإعلام لمجلس الشورى عام 1426 هـ، مختتماً بقوله: "بلادنا هذه إسلامية سلفية، ولا يمكن أن تبقى إن لم تكن سلفية إسلامية".

الجدل مهم!
أما الناشط عقل الباهلي، فقد قال في مداخلته بالأمس: إن التيار الديني لا يستطيع أن يعوق تطور المجتمع أو التنمية؛ لأن القرار ليس بيده؛ بل بيد الدولة، فلا التيار الإسلامي ولا غيره يستطيع ذلك، وأضاف أن الجدل من حيث المبدأ مهمٌ جداً للمجتمع السعودي، وكلما كان هناك جدلٌ في المجتمع وحراك كان هناك تقدُّم.

الفساد والتنمية
ونفى الكاتب والأديب الدكتور أحمد التويجري، أن التنمية قد أُعيقت في السعودية، أو أن التيار الديني أعاقها؛ بل العكس، فرموز التيار الديني هم الذين أسَّسوا للتنمية في المملكة من جامعاتٍ ومستشفياتٍ ومعاهد، قائلاً إن العائق هو غياب الرؤية الشاملة والمحسوبيات والفساد الذي استشرى والنفاق والتزلف والذي حال بين المسؤول ورؤية الواقع، ومع الأسف مارس هذا كثير من أدعياء الليبرالية.

تفريغ القضايا
وقال "التويجري" إنه يشعر بالحزن العميق عندما يرى قطاعاً كبيراً من المثقفين يتناقشون بهذه الطريقة حول قضايا ليست من الأولويات أو تسطيحها، مثل قضية المرأة، وتفريغ مثل هذه القضايا من مضمونها، فاختصار قضية المرأة في عملها بوظيفة كاشير أو مناقشة قيادتها للسيارة؛ هذه ليست قضية المرأة الحقيقية، بل قضية المرأة هي أن تستعيد شخصيتها الإنسانية وتمكينها في المجتمع، وتكون وزيرةً ومديرةً في شركة وفاعلة في المجتمع.

وختم "التويجري" بقوله: "التوجّه العالمي في التنمية هو أن تنطلق التنمية من المكوّن الأساسي من ثقافة المجتمع وليس بمخالفة أو معارضة هذه الثقافة، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي للفقيه حمل الناس على مذهبٍ بعينه أو رؤيةٍ واحدة فقط".

لمتابعة الحلقة (http://www.youtube.com/watch?v=frG_h0UkWmc&feature=youtu.be)


أكثر... (http://sabq.org/sJugde)