المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باحثة سعودية: "المناصحة" بحاجة لتطوير واسألوا هؤلاء عن الإساءة للوطن


eshrag
08-05-2015, 08:59 PM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/442186.jpg?765556 (http://sabq.org/I5Dgde) محمد عطيف- سبق: حذرت باحثة متخصصة في مجال مكافحة الإرهاب من تنامي وسائل التغرير بصغار السن من قبل أرباب الفكر الضال، مؤكدة على ضرورة تطوير أدوات "المناصحة" لتتواكب مع مرحلة أكثر خطورة.

وقالت الأكاديمية المتخصصة د. فاطمة السلمي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود: "تجربة المناصحة وإن كانت رائدة إلا أنها بحاجة لتطوير أدواتها أكثر. وأن تفعّل كما خطط لها خاصة أنها تجربة انفردت بها المملكة العربية السعودية وتم استنساخها لدى العديد من الدول، خصوصا في ظل الإحصائية الأخيرة التي تشير إلى أن 40 % ممن أفرج عنهم بعد خضوعهم للمناصحة عادوا لينخرطوا في الفكر الضال".

وطالبت بألا ينحصر دورها في "مناصحة الموقوف وتنويره داخل السجن أو المراكز المتخصصة، وإنما بأن يمتد إلى ما بعد ذلك بالتوجيه والرعاية والرقابة لفترة تضمن بعد خروجه حياة سوية في المجتمع".

دور الأسرة
وأكدت "فاطمة السلمي": "يجب أن يمتد دور المناصحة ليشمل الأسرة خصوصا أن العديد من الحالات يساهم الوضع الأسري فيها بطريقة مباشرة وغير مباشرة. دور الأسرة هام جداً، ولو كانت البيئة سليمة 100% لما سهل اصطياد الصغير من قبل المغررين".

وأضافت: "من المهم جداً وفي هذه المرحلة تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية. وإذا كان استقطاب الصغار عن طريق مواقع التواصل فلا بد من إنشاء مواقع تستقطب الصغار من خلالها عن طريق الاحتواء والتوجيه والنصح لتكون هذه المواقع درعا حصينا لهم".

وربطت "فاطمة السلمي"، بين تنامي الجريمة الصادمة وبين ما يعرف بالإرهابيين الصغار وقتل الأقارب قائلة: "تطالعنا كل يوم والثاني صدمات انضمام صغار السن من الذكور الإناث إلى تنظيم داعش مثلا.. وشاهدنا قتل الأقارب لبعضهم ولأفراد من أسرهم بل وأيضا قتل الوالدين وأمور كثيرة كفانا الله شرها".

من المسؤول؟
وتساءلت وأجابت في الوقت نفسه: "من المسؤول؟ المسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا بالطبع، فمن نحن؟ نحن الأسرة.. نحن التربويين في المدارس والجامعات.. نحن الإعلاميين.. نحن أئمة المساجد وخطبائها.. نحن جميع المؤسسات المجتمعية فسؤالي هو ماذا قدمنا لأبنائنا؟ ماذا قدمنا للوطن؟.. كم منا عمل على غرس الولاء والانتماء للوطن في أبنائه منذ طفولتهم؟!

وتابعت: كم منا عمل على تعزيز القيم الوطنية لدى طلابه؟ من منا جعل ابنه أو ابنته تشارك فعليا وإعلاميا في اليوم الوطني من خلال الإذاعة المدرسية أو أنشطة الجامعات أو المقابلات الصحفية؟؟ هل أحد منا شجع أبنائه على ذلك؟؟ نحن صنعنا الإرهاب بأيدينا من خلال ما نبثه لأبنائنا بقصد أو بدون قصد من خلال ذكر محاسن جميع الدول وذكر مساوئ بلادنا!! وإن كانت في الحقيقة محاسن ولكن حاولنا إخفاءها وتشويهها لتظهر لأبنائنا (أنها) مساوئ فقط!.

لماذا الإساءة للوطن؟
وتنتقد د. فاطمة السلمي: جانبا آخر: "ومما يؤلم حقا ما يفعله بعض أبناءنا من تشويه لصورة بلادنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم مما نتمتع به بفضل الله من أمن وأمان ورخاء نحسد عليه من قبل جميع الدول المضطهدة إلا أنهم يتصيدون المحاسن ويشوهونها".

وعن أسباب ذلك تقول: "السبب في ذلك تنشئتنا الاجتماعية السلبية في أغلبها لأبنائنا فغرسنا فيهم كأن الخير عند الغير ونحن ليس لدينا شيء، في حين نحن نمتلك الكثير مما تفتقده تلك الدول.. وتكفينا المشاعر المقدسة أعظم ثروة نمتلكها الآن منها تعلمنا وعرفنا أمور ديننا مما لا يعرفه غيرنا".

من يبلّغ عن هؤلاء؟
ودعت د. فاطمة السلمي "جميع المؤسسات المجتمعية": " إلى إعادة تنشئة وتربية أبناءها ولنجعلهم يمشون ويهتفون باسم الوطن ولا يسمحون لأي كان بالإساءة له"، وعلى وجه الخصوص "التعليم": " فيما يخصها وأبرزها المقررات حيث نتمنى إعادة النظر في تأليف المقررات التي اكتشفنا في فترة سابقة العشوائية في اختيار المؤلفين للمقررات. ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حين كان وزيرا للتربية والتعليم دورا كبيرا في علاج ذلك.

وبيَّنت: "والآن في ظل التغييرات الوزارية الجديدة نأمل الدقة في تقديم مقررات آمنة وأيضا أن يقوم على تدريس أبناءنا أساتذة وسطيين، وفي حال اكتشاف أي تربوي ممن يشتبه في أدنى خلل في سلامة فكره يجب التبليغ عنه فورا ويحاسب من يتستر عليه وهذا الحال يطبق على الجامعات والكليات أيضا من خلال إيجاد خط ساخن للتبليغ. الوضع خطير والصمت يهدد أمن الوطن".

لا فرصة ثانية
وترى د. فاطمة السلمي أن العقوبات الرادعة موجودة وفي الشرع ما يكفي وفي "عقوبة المفسدين في الأرض علاج ناجع، ومن يعطى فرصة أولى لا يعطى فرصة ثانية ليكون عبرة وعظة".

وانتقدت حرص بعض المسؤولين على التمسك بالمنصب دون القيام بالجهد الكافي، ومؤكدة على غياب "الدور المجتمعي غائب وكلنا في دائرة المسؤولية. على كل مسؤول أن ينزل للميدان ويرى حال إدارته وجهازه الذي قد تتسبب بعض أساليبه في تسهيل جوانب التغرير وفي ذات الوقت العلاج موجود بالتكاتف والتلاحم".

إعلام.. مقصر أم محرض؟
وفيما يخص الإعلام تصفه د. فاطمة السلمي بأنه: "مقصر مقصر مقصر بل (سلبي) أحيانا. دوره في كشف وسائل التغرير الأخيرة مهم ومن أبرزها مؤخرا ظاهرة التسلل إلى أطفالنا عبر الألعاب الإلكترونية. وهنا أطالب بتخصيص جهات مسؤولة لمتابعة ذلك وفضح الأساليب وخصوصا عبر قنوات التواصل وفرض وسائل الرقابة اللازمة في هذه المجالات".


أكثر... (http://sabq.org/I5Dgde)