تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مؤتمر الرياض.. المعارضة السورية بمواجهة آمال شعبها


eshrag
12-09-2015, 09:02 PM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/483432.jpg?830228 (http://sabq.org/YoOgde) محمود الحمد- سبق- الرياض: يبني المواطن السوري آمالاً عريضة على مؤتمر الرياض للمعارضة السورية المنعقد حالياً للخروج بنتائج إيجابية، تساهم في إنهاء الأزمة التي تمر بها بلاده؛ وبالتالي انتهاء معاناته بوقف آلة الحرب التي تدور رحاها منذ ما يقارب خمس سنوات، والتي خلفت كوارث لا حصر لها، ليس على الشعب السوري فقط وإنما على المنطقة بشكل عام.


تفاؤل
منذ اندلاعها شردت أكثر من نصف تعداد الشعب السوري خارج منازله، وقتلت أكثر من مليون مواطن، ودمرت نحو 70 % من البنى التحتية والمساكن في سوريا، وخلفت نحو نصف مليون بين غائب ومعتقل، ومثلهم من أصحاب العاهات الدائمة، غير الأرامل والأيتام الذين لا يمكن حصر تعدادهم بسبب الأوضاع الراهنة.

ويأتي تفاؤل المواطن السوري لأسباب كثيرة، لعل أبرزها أن المواطن السوري يضع ثقته الكاملة والتامة بالأيدي البيضاء لحكومة خادم الحرمين الشريفين على الشعب السوري منذ اندلاع الثورة السورية في 18 من آذار عام 2011، سواء من خلال دعم المعارضة المسلحة أو تقديم المساعدات، إنسانية وإغاثية، للمهجرين والمشردين، أو استقبالها على أراضيها ما يزيد على مليونَيْ زائر، إضافة إلى جهودها في توحيد جميع أطياف المعارضة السورية المعتدلة الخارجية والداخلية، وجمعها تحت سقف واحد في خطوة فريدة من نوعها؛ كونها المرة الأولى التي تجتمع فيها المعارضة والفصائل المقاتلة حول طاولة واحدة للبحث عن رؤية مشتركة، والخروج بوثيقة واحدة، تمثل خارطة الطريق لتشكيل وفد تفاوضي موحد، يمثل تطلعات الشعب لتوحيد الجهود قبيل الذهاب إلى مؤتمر نيويورك، والدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام في الأول من يناير القادم.

توحيد المعارضة إلغاء لذرائع الدول الكبرى
كان يعاب على المعارضة من قبل الجهات الدولية عدم وجود مظلة واحدة تجمع شرائح المعارضة المعتدلة بمختلف أطيافها العرقية والمذهبية والسياسية. ومن هنا فالاتفاق في مؤتمر الرياض سوف يزيل ذرائع بعض الدول والقوى العالمية حول تشرذم أطراف المعارضة بعدم وجود رؤية مشتركة حول مستقبل سوريا بعيداً عن نظام الأسد، ولقطع الطريق على المشروع الروسي - الإيراني بأن المعارضة السورية عاجزة وغير قادرة على أن تكون بديلة للحكم مكان الأسد في حال رحيله وقيادة البلاد إلى بر الأمان.

نتائج تاريخية ومفصلية في الثورة السورية
ويمثل مؤتمر الرياض، ضمن سلسلة مبادرات بلد كريم كالمملكة العربية السعودية، فرصة تاريخية ومفصلية في حياة الثورة السورية، وهو المنعطف مهم جداً في مسلسل الحل السلمي للأزمة السورية، والوقوف في وجه الاستعمار الروسي والمد الشيعي في المنطقة؛ فنجاح المؤتمر ستتمخض عنه نتائج مهمة ومصيرية، وربما عملية قابلة للتنفيذ المباشر بتسريع تطبيق مقررات مؤتمر فيينا، كدخول البلاد في مرحلة سياسية، تؤدي إلى إسكات صوت البارود بإسناد مهمة لها بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تقود البلاد خلال ستة أشهر، ومن ثم إجراء انتخابات خلال مدة عام ونصف العام، إضافة إلى أن اتفاق المعارضة سيعرض على القمة الخليجية التي يتزامن انعقادها في الرياض مع مؤتمر المعارضة؛ لإعطائه بُعداً ودعماً إقليمياً لازماً نحو المضي قدماً في حل الأزمة السورية وعودة الوئام إلى الشعب السوري الذي عاني ويلات الحرب.

ذريعة الدول الكبرى
أما إذا فشل المجتمعون فهذا سيعطي ذريعة للدول الكبرى أن تقرر مصير البلاد نيابة عن أبنائها؛ ما يعني إطالة أمد الأزمة، وإنهاء الثورة، وتقسيم سوريا، واستمرار الإرهاب.. وهو الذريعة التي ستبني عليها الدول الكبرى حجتها للإبقاء على نظام الأسد، وهم يعلمون جيداً أنه هو من خلق الإرهاب، ويرعاه ويشجعه بالتعاون مع حليفَيْه (الدب الروسي والنظام الإيراني).

فهل يغلب المجتمعون مصلحة شعب في مواجهة الفناء والدماء، ويغلق الطريق أمام مستفيدين، لا همَّ لهم سوى مصالحهم..؟


أكثر... (http://sabq.org/YoOgde)