المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساهر الأمريكي


eshrag
12-11-2016, 02:14 AM
فؤاد مصطفى عزب


في فوضى المتعة الصباحية يبدو أنني تجاوزت السرعة المحددة قليلاً.. بعد برهة لمحت سيارة بوليس تختفي خلف إحدى الأشجار حاولت كبح جماح العربة.. انطلق خلفي كهدير الموج العاتي.. كشيطان به مس.. انطلق خلفي كثور هائج.. رصدني الماكر الراصد في عربته ملأ الفضاء بضجيج المنبه وأنوار تضيء الكون توقفت على قارعة الطريق وتوقف خلفي فتح باب عربته كجناحي عقاب وأطل بقامته الطويلة الفارعة كنخلة مقوسة كان بهي الطلة نظيفاً أنيقاً ذا شعر أشقر وعضلات متكورة، قوس ظهره وهو يحدثني عبر النافذة مرر يده اليمنى على شاربه الكثيف ثم ألقى علي تحية الصباح بطريقة جافة رددت التحية.. ثم بدأ يفترسني باحترام ذلك الثعبان قال لي بصوت خافض هل تريد أن تنتحر هذا الصباح! قالها بسخرية لا بد أن تحافظ على حياتك وحياة الآخرين، نفذ كلامه كسكاكين في لحمي طلب مني رخصة القيادة وتسجيل العربة والتأمين عليها استلمها مني وتفحصها حدق في، ثم مضى كالنسمة إلى عربته أخذت أتسلل النظر إليه في مرآة العربة غاص في مقعده كان يدير أصابعه ويضغط بها على جهاز الحاسوب الآلي.. في لمح البصر عاد لي وضحكة بطيئة على ثغره داعبني بقسوة قائلاً لا أصدق أن ستينيا لم يُسجل في سجله أي نوع من المخالفات، قالها باستغراب، أجبته في ذل لم أفعلها من قبل! ارتسمت على شفتيه ابتسامة حية وحرك لسانه بسرور مط عنقه الفارع كحبل يابس قائلاً لن أسجل في ملفي سابقة أن أكون أول من يشوه سجلك النظيف، سأكتفي بإنذارك شفهياً رافقتك السلامة! كنت أتبعه يعود إلى عربته فرحاً كطفل حصل على لعبة جديدة، قلت لنفسي وأنا أعيد الرخصة لمحفظتي أشهد أن لا حظ في الدنيا يفوق حظي اليوم.. لحظات وإذا بهاتفي يضيء برسالة من مركز الشرطة المركزي «تم تحذيرك شفهياً من الشرطي مارك فستغل لتجاوزك السرعة بطريق ممر الغزلان بالمنطقة كذا يوم كذا الساعة كذا الدقيقة كذا نرجو لك حياة آمنة»، قرصة أذن حسب ما فهمت.. عبأت صدري بالهواء وأنا أغلق النافذة.. زفرت زفرة طويلة قلت بوجع يبدو أننا استوردنا من أمريكا أجهزة ساهر ناقصة، ليتنا استوردنا كامل النظام!.