المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلك الايام الخاليه


الســــاطي
12-17-2016, 03:18 PM
تلك الأيام الخالية

يظل الانسان مشدود الفكر
والخيال للمكان الذي ولد
ونشأ فيه ويظل يستنشق
عبقآ يذكرّه به كلما طال فراقه
وبعد سفره ......
وكم في الذكريات من شجن ووجد

والحنين دوما للمنزل الذي
نشأ فيه والأرض التي
ترعرع عليها والأماكن التي
دار حولها في صغره
وريعان الصبا بين أهله
ووسط مجتمعه ومع أقرانه
حنيناً مدراراً يعجز المرء أن
يوقف تدفقه وحبس هيجانه

ومهما بعدنا وطال بنا البعد
أو بلغنا من الكبر عتياً
يظل ذلك الحنين دوماً
متوهجاً وجياشاً .....

كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأولِ منزلٍ

وهي علاقة وجدانية وعاطفية امتزجت بذكريات عبقه لفترة
رائعة من مراحل العمر الجميل وارتبطت بالأرض التي خطى عليها أول خطواته واكتنفته
أطرافها وأوساطها وتغلغلت نسائم أهوائها إلى أعماقه
وأبصر شمسها وسماءها
وطاف على سهولها ومنخفضاتها
وعلا على جبالها وبين وديانها ولعب بأحجارها وترابها
فكانت نقش في جدار الذاكره
لا يبلى

تلك الأماكن تظل صور
نفيسة ولامعة وبراقة في
زوايا الذاكره تشع في
أرجاء النفس فرحاً وبهجة
كلّما لاحت ذكراها بل روضة خضراء ننزع فيها همومنا وأحزاننا ونستنشق من
خلالها آثار عبق وجمال
تلك الأيام الخالية

ولاشك أن كثر ممن ترعرع وربى
في القرية ورحل بعيداً عنها
تراوده تلك المشاعر الفياضه
دوما ويجرفه حنينا فياض للوقوف على بقايا تلك الأطلال
العبقة بشوق ولهفة وتذكر
حياة الآباء والأجداد وكيف
جعلوا عسير أيامهم يسر
بصبرهم وسعة بالهم
بتعاونهم وتعاضدهم
بجمال نفوسهم وصدق
نواياهم الحسنه

و هاهي باتت أثر بعد عين وغلبت عليها واكتسحتها الحياة المدنية
الباهته

تلك الأيام الخالية والشامخة
بين حنايا الذاكرة تشعل في
نفوسنا دوما وهج حنينا فياض يجرفنا نحو أطلال كان آبائنا وأجدادنا زينتها وعطرها وشموخها

رحم الله آباءنا وأجْدادنا.

طبتم وطابت ايامكم