المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كبار الأغنية السعودية .. يُدمرونها


eshrag
12-21-2016, 09:14 AM
http://www.alriyadh.com/media/cache/8d/6a/8d6abdb49b00aea7961da1ce5a2521f8.jpgاستقبلت الساحة الغنائية خلال اليومين الماضيين كُليبين غنائيين يقف خلف إنتاجهما نجمان كبيران من نجوم الأغنية السعودية، أولهما كليب أغنية "لو كان بخاطري" للفنان راشد الماجد والفنانة المصرية آمال ماهر، والثاني كليب أغنية "وحدة بوحدة" من إنتاج وألحان الموسيقار السعودي "طلال" وغناء النجم الجزائري الشاب خالد في إعادة للأغنية التي قدمها الفنان محمد عبده بذات العنوان قبل ثلاث سنوات.

للأسف أن الأغنيتين تجسدان حالة التيه التي تعيشها الأغنية السعودية في السنوات الأخيرة، والتي تسبب فيها النجوم الكبار بالذات، بأدائهم الباهت الذي لا يرقى لمكانتهم ولا يحفظ لهم وقارهم، ففي الأغنية الأولى "لو كان بخاطري" يغني راشد الماجد لحناً راقصاً باللهجة المصرية، في مشهد مبتذل لا يلائم مكانته في فضاء الأغنية السعودية، وبالتأكيد ليس هو العمل المنتظر من فنان بحجمه، خاصة وأنه من القلة القليلة التي تمكنت خلال سنوات انحطاط الأغنية من الحفاظ على شيءٍ من القيمة والجودة، شكلاً ومضموناً، لكن يبدو أن ضغط السوق وروح الاستهلاك التي طالت كل شيء ولم ينج منها حتى فنان العرب محمد عبده، قد شملت الماجد أيضاً وأصبح مثل غيره يقبل بالتافه من الكلمات والألحان دون اعتبار لتاريخه ولا لذوق الجمهور وتطلعاته.

منذ أن انطلق راشد الماجد في "سماء" الأغنية وهو يحلق عالياً بأغانٍ مثل "مسافر في سما النسيان" و"يا مليح" و"ابشر من عيوني الثنتين" و"الله كريم" إلى "المسافر" محققاً نجاحات متواصلة جعلته من نجوم الصف الأول ومن المؤثرين في المشهد الغنائي الخليجي. وعندما انهارت الأغنية السعودية حافظ على وقاره وتماسكه بشكل يدعو للإعجاب، وكانت أغنياته جيدة في مجملها وترجم من خلالها خبرته وتاريخه وقيمته، وأكد بها الدور الذي ينبغي أن يقوم به الفنان النجم أو الرائد في سبيل الحفاظ على الذوق الفني من الانهيار.

لكن هذه القيمة العالية التي عرفها راشد الماجد طيلة مشواره الممتد لثلاثين سنة، يبدو أنها إلى زوال بعد الأعمال المنفردة التي قدمها في العام الجاري خاصة أغنية "لو كان بخاطري" التي كانت هشة في كلماتها وهزيلة في لحنها، وبشكل يدعو للتساؤل عن الدور السلبي الذي يلعبه نجوم الأغنية السعودية الكبار في الفترة الأخيرة؟. ولماذا لا يظهر نتاج خبرتهم بشكل ناضج يحمي الذوق ويوجه الناشئة نحو فضاءات فنية راقية؟. إن دور الرواد مهم جداً لكن النجوم الكبار لا يقومون به.. بل يؤدون عكسه تماماً ويساهمون في هدم ما بنوه من مجد للأغنية السعودية.

أما أغنية "وحدة بوحدة" التي طرح كليبها أول أمس، فليست سوى تأكيد على ضياع البوصلة الغنائية السعودية، إذ إن هذه الأغنية تحديداً تعرضت إلى نقد شديد عندما طرحت بصوت الفنان محمد عبده قبل سنوات، واعتبرت سقطة في تاريخ فنان العرب، ومع ذلك فقد تمت إعادتها من جديد بصوت الشاب خالد، وبإيقاع سريع، وبكليب راقص، بلا تفسير واضح لسبب الإعادة: هل هو بسبب عدم الرضا عن النسخة التي قدمها محمد عبده؟. أم رغبة في تكرار التجربة بصوت آخر؟. أم الرغبة في تجاوز تلك التجربة الأولى وتقديم مزاج مختلف في الثانية؟.

لا أحد ينكر القيمة العالية التي يحتلها الموسيقار "طلال" في تاريخ الأغنية السعودية، فهو أحد روادها، ومهندس نجاحاتها في الأربعة عقود الماضية، وسجله يحمل ألحاناً رائعة لأغنيات ناجحة، كما أنه يقوم في السنوات الأخيرة بدور فعال في الحفاظ على هوية الأغنية السعودية بألحانه الجميلة التي يطرحها عبر أصوات كبار النجوم، لكن إعادة أغنية "وحدة بوحدة" بالذات لم يكن قراراً موفقاً، خاصة أنها ظهرت عبر كُليبين اثنين لم يراع فيهما المخرج الكويتي يعقوب المهنا قيمة الفنانين محمد عبده والشاب خالد وقبلهما الموسيقار المبدع "طلال".

إن قيمة النجوم الكبار تزداد في سنوات الانحطاط، فهم الذين يحملون مشعل التنوير في قلب الظلام ويقودون الشباب نحو مفاهيم الفن الراقي، ويحافظون على القيمة والمعنى والجدوى، ويجعلون للفن مكانة مقدرة، وإذا لم يستفيدوا من خبراتهم ومواهبهم بعد هذه المسيرة الحافلة، وفعلوا العكس، فإن الذوق الفني مهدد بالانهيار.

http://www.eshrag.org/media/upload/6619ad0e437ddec7ef279ff6c79e4ccf_14820056168116954 00.jpg

الشاب خالد في نسخة جديدة من الأغنية السعودية «وحدة بوحدة»



أكثر... (http://www.alriyadh.com/1556111)