المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزمار الغواية: الخواجي «العازف على بوابات الفجر»


eshrag
12-21-2016, 09:14 AM
http://www.alriyadh.com/media/cache/1b/8d/1b8d81d88aa4a682fd59fda1a4c85855.jpgنزهة باذخة في عوالم مئة أغنية غربية خالدة، تلك التي يصحبنا إليها الناقد السعودي طارق الخواجي من خلال كتابه الجديد "العازف على بوابات الفجر" والصادر حديثا عن دار أثر بالدمام؛ الكتاب الذي يقع في "288" صفحة، يمكن اعتباره بمثابة تجربة اقتحام أخرى لقلاع أهم الأغاني الأميركية والأوروبية الشاهقة، الأمر الذي يؤكد شغف الخواجي لخوض مغامرة الكتابة حول مناطق فنية وإبداعية تكاد تكون مجهولة تماما بالنسبة للقارىء العربي، كما فعل في كتابه الأول "قلعة الأنمي: تجربة اقتحام" وهو يقدم للمكتبة العربية أول كتاب عن الرسوم المتحركة اليابانية التي تعد من اهتمامات الناقد الخواجي، إلى جوار اهتماماته الجمالية والنقدية في فضاءات: السينما والأدب وبلا شك الأغنية الغربية وهو ما يتضح جليا من قراءة مقالات كتاب "العازف على بوابات الفجر"، حيث نلاحظ دخول طارق الخواجي بكامل عتاده النقدي وثقافته الموسوعية إلى كل أغنية، ليعيد تحليلها ويحيلها إلى السياقات الثقافية والوقتية التي ولدت أو أذيعت أو بثت منها، إن كان فيلما سينما أو أسطوانة كلاسيكية أو في تلك الأعمال التلفزيونية وحتى ألعاب الفيديو كما في مقالته البارعة حول أغنية فرقة رولينغ ستونز، الذائعة الصيت "امنحني ملجأً" (1969) والتي ظهرت أيضا في ثلاث أعمال سينمائية للمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي. غير أن الشق الثقافي والتاريخي والمعلوماتي عن هذه الأغاني ليس كل شيء، ففي مقالات الكتاب اشتغال بارز على الجانب الموسيقي واللحني للأغنيات. ثمة التفاتات نبيهة لاختيار الآلات الموسيقية هنا أو لمدى سرعة الإيقاع وتدفق اللحن هناك، في العديد من المقالات التي توقفت ليس فقط عند الفرق الأميركية والإنجليزية بل أيضا تطرقت لفرق أوروبية غنت بالإنجليزية، من ألمانيا وغيرها. ولا يمكن أن ننسى الإشارة إلى مقدمة الكتاب والتي فاضت بروح الصداقة الحميمة وما تتركه من نتاج مبدع وخلّاق. ففي توطئة الكتاب يسرد صاحب "قلعة الأنمي"، كيف ولدت فكرة الكتابة عن هذه الأغاني، مشيرا إلى مقترح الزميل رجا ساير المطيري بأن يكتب الخواجي مقالا أسبوعيا في ركن بصفحة الفن بجريدة "الرياض" ويكون عنوانه: "أغاني خالدة". بعد أسبوع نشر طارق أول مقالة عن أغنية "الوقت" لفرقة بينك فلويد، لتكون باكورة هذه السلسلة التي استمرت منذ بدايات العام 2007 وحتى ولادة هذا العمل الجديد الذي اختار له الخواجي عنوانا مخلصا جدا لعالمه، استلهمه اقتباساً من أغنية تحمل عنوان أول ألبومات فرقة بينك فلويد القريبة جدا من مزاج الخواجي، محاولا تلبس شيء من أسطورة زمار هاملين للشاعر الإنجليزي روبرت براونينج، والتي تروي حكاية عازف أغوى بلحنه الأطفال إلى خارج البلدة ثم لم يعودوا، وهو ما يريده الخواجي بقرّاء كتابه، بأن يتورطوا أكثر في غوايات الأغاني الخالدة، باتباع تلك الألحان المتصاعدة من كتاب "العازف على أبواب الفجر".



أكثر... (http://www.alriyadh.com/1555510)