تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ربيعة بن مكدم الكناني


مراسل المنتدى
12-29-2016, 05:22 PM
ربيعة بن مكدم الكناني

ربيعة بن مكدم الكناني[عدل]


ربيعة بن مكدم الكناني وفاةالكديدعملفارس جاهلي زوج ريطة بنت جذل الطعان الكنانية
ربيعة بن مكدم الفراسي الكناني فارس عربي من قبيلة كنانة وأحد فرسان العرب المعدودين في الجاهلية وصاحب الفرس: اللطيم . اشتهر بلقب حامي الظعائن حيا وميتا وضربت به العرب المثل في الشجاعة والنجدة فقالوا: أشجع من ربيعة بن مكدم وأحمى من مجير الظعن. [1]وكان يعقر على قبره في الجاهلية ولم يعقر على قبر أحد في الجاهلية غيره. [2]


1 نسبه
2 رده غزو قبيلة غامد لقومه
3 مبارزته عمرو بن معد يكرب الزبيدي
4 لقاؤه دريد بن الصمة وفرسان بني جشم
5 مقتله ورثاء العرب له
6 الحروب بين بني فراس وسليم بعد مقتله
7 مراجع
نسبه[عدل]

هو: ربيعة بن مكدم بن عامر بن خويلد وقيل حرثان وقيل حدبان بن جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [3]
وكان قومه بنو فراس من كنانة أحد أشجع وأنجد أحياء العرب حتى قيل إن الرجل منهم يعدل عشرة من غيرهم. [4] وكان جده جذل الطعان الكناني علقمة بن فراس من أشهر فرسان العرب و كان ذا شعر و فخر. وقال علي بن أبي طالب لجيشه من أهل الكوفة في وقعة صفين كناية عن شجاعة بني فراس و بلائهم و ثباتهم الشديد في الحروب: [1]

« وددت والله أن لي بجميعكم وأنتم مائة ألف، ثلثمائة من بني فراس بن غنم، صرف الدينار بالدرهم! »



-غزا جمع من قبيلة غامدالأزديةبني فراس من قبيلة كنانة ، [5] فقالوا حين شارفوا الحي: « كم ترون يلقانا ونحن مئتا رجل؟ » فلقيهم ربيعة بن مكدم فهزمهم ورد جمعهم ، فقالت امرأة غامدية: [6]
ألا هل أتاها على نأيها***بما فضحت قومها غامد
تمنيتم مئتي فارس*** فردكم فارس واحـد
فليت لنا بارتباط الخيول** ضأنا لها حالب قاعد

مبارزته عمرو بن معد يكرب الزبيدي[عدل]

جاء الفارس العربي المشهور عمرو بن معد يكرب الزبيدي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فسأله عمر عن أفرس العرب وقال له: [7] [8] «أخبرني عن أشجع من رأيت» فقال عمرو بن معد يكرب: [9] يا أمير المؤمنين، قد كنت أكره الكذب في الجاهلية وأنا مشرك فكيف إذ هداني الله للإسلام؟ لقد قلت ذات يوم لخيل من بني ذهل: هل لكم في الغارة؟ قالوا: على من؟ قلت: على بني البكاء، قالوا: مغار بعيد على شدة كلب وقلة سلب، قلت: فعلى من؟ قالوا: على هذا الحي من كنانة فإنه بلغنا أن رجالهم خلوف. فخرجت في خيل حتى انتهيت إلى واد من أوديتهم فدفعت إلى قوم سراة؛ قال له عمر: « وما أدراك أنهم سراة؟» قال: انتهيت إلى قباب عظيمة من أدم، وقدور متأقة وإبل وغنم، فقال عمر: « هذا لعمري علامة السرور»، قال عمرو: فانتهينا إلى أعظمها قبة فأكشفها عن جارية مثل المهاة، فلما رأتني ضربت يدها على صدرها وبكت، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: ما أبكي على نفسي ولا على المال، فقلت: على أي شيء تبكين؟ قالت: على جوار أتراب لي قد ألفتهن وهن في هذا الوادي، قال: فهبطت الوادي على فرسي فإذا أنا بامرئ لم أر قط أحسن من وجهه، وهو غلام يخصف نعله، عليه ذؤابة يسحبها، وإلى جانبه سيف موضوع، فلما رأيته علمت أن الجارية قد خدعتني وما كرتني، فلما رآني الرجل قام غير مكترث، ثم ركض فسبقني إلى البيوت، فوجدهن قد ارتعن، فقال:

مهلا نسياتي لا تروعنإن يمنع اليوم نساء تمنعنأرخين أذيال المروط وارتعن
ثم علا رابية، فلما نظر إلى قباب قومه مطروحة حمل علي وهو يقول:


قد علمت إذ منحتني فاهاولحفتني بكرة رداهاأني سأحمي اليوم من حماهايا ليت شعري ما الذي دهاها
فقلت مجيبا له:


عمرو على طول السرى دهاهابالخيل يزجيها على وجاهاحتى إذا جل بها احتواها
ثم حملت عليه وأنا أقول:


أنا ابن عبد الله محمود الشيممؤتمن الغيب وفي بالذمممن خير من يمشي بساق وقدم
قال: فحمل علي وهو يقول:


أنا ابن ذي الاقيال أقيال ألبهممن يلقني يُود كما أُودت إرمأتركه لحما على ظهر وضم
قال: واختلفنا ضربتين، فأضربه أحذر من العقعق، ويضربني أثقف من الهر، فوقع سيفه في قربوس سرجي فقطعه، وعض كاثبة الفرس، فلما دنوت منه قال: أتطردني أو أطردك ؟ قلت: بل أطردك، وركضت في أثره، حتى إذا مكنت السنان من كتفيه أتكأت عليه فاذا هو لبب فرسه، ثم استوى في سرجه، فقلت: أقلني ! قال: اطرد، فطردته، حتى ظننت أن السنان في ماضغيه فاعتمدت عليه فاذا هو قائم في الأرض والسنان ماض، واستوى على فرسه، فقلت: أقلني ! قال: قد أقلتك فاطرد، فطردته، حتى إذا أمكنت السنان من متنه اتكيت عليه وأنا أظن أن قد فرغ منه جال في سرحه حتى نظرت إلى يده في الأرض، ومضى السنان زالجا، ثم استوى، وقال: أبعد ثلاث تريد ماذا ؟ ! اطردني ثكلتك أمك ! فوليت وأنا مرعوب منه، فلما غشيني التفت فاذا هو يطردني بالرمح بلاسنان، فكف عني واستنزلني، فنزلت ونزل، فجز ناصيتي ثم قال: انطلق فإني أنفس بك عن القتل ! فكان ذلك عندي - والله يا أمير المؤمنين - أشد من القتل، فوثبت على رجلي قائما وقلت: يا هذا ما كان يلقاني من العرب إلا ثلاثة: الحارث بن ظالم لسنه والتجربة، وعامر بن الطفيل للشرف والنجدة، وربيعة بن مكدم للحياء والبأس، فمن أنت ثكلتك أمك؟ قال: بل من أنت ثكلتك أمك؟ قلت: أنا عمرو بن معدي كرب الزبيدي، قال: وأنا ربيعة بن مكدم، قلت: اختر مني إحدى ثلاث خصال: إما أن نتضارب بسيفينا حتى يموت الأعجز؛ وإما أن نصطرع فأينا صرع صاحبه قتله، وإما المسالمة، قال: ذاك إليك فاختر، قلت: إن بقومك إليك حاجة وبقومي إلي حاجة، والمسالمة أولى وخير للجميع. ثم أخذت بيده فأتيت به أصحابي وقلت لهم: خلوا ما بأيديكم قالوا: يا أبا ثور غنيمة باردة بأيدينا تأمرنا أن نتركها؟ فقلت لهم: لو رأيتم ما رأيت لخليتم وزدتم، خلوا وسلوني عن فرسي ما فعل؛ قال: فتركنا ما بأيدينا وانصرفنا راجعين.

لقاؤه دريد بن الصمة وفرسان بني جشم[عدل]

كانت بين قبيلة كنانة وقبائل قيس عيلان في الجاهلية غارات أثناء وبعد حرب الفجار بينهم وذات يوم خرج دريد بن الصمة الجشمي الهوازني على رأس جمع من جشم من قبيلة هوازن القيسية يريدون الغارة على بني فراس من قبيلة كنانة حتى إذا كانوا في واد لبني كنانة رأوا رجلا في ناحية الوادي معه ظعينة فلما نظر إليه دريد بن الصمة قال لفارس من أصحابه: صح به: خل عن الظعينة وانج بنفسك، وهم لا يعرفونه فلما انتهى الفارس إلى ربيعة صاح به وألح عليه أن يترك الظعينة فلما أبى ربيعة ألقى زمام الناقة وقال: [10]

سيرى على رسلك سير الآمنسير رداح ذات جأش ساكنإن انثنائي دون قرني شائنيأبلى بلائي وأخبري وعايني
ثم حمل عليه فصرعه وأخذ فرسه فأعطاه للظعينة. فبعث دريد فارسا آخر لينظر ما صنع صاحبه. فلما انتهى إليه ورأى ما صنع صاح به. فتصامم عنه كأن لم يسمع. فظن أنه لم يسمع فغشيه. فألقى ربيعة زمام الراحلة إلى الظعينة، ثم خرج وهو يقول:


خل سبيل الحرة المنيعةإنك لاق دونها ربيعةفي كفه خطية مطيعةأولا فخدها طعنة سريعهوالطعن مني في الوغى شريعة
ثم حمل عليه فصرعه. فلما أبطأ على دريد بعث فارسا لينظر ما صنع الفارسان. فلما انتهى إليهما رآهما صريعين، ونظر إليه يقود ظعينته ويجر رمحه. فقال له الفارس: خل عن الظعينة. فقال ربيعة للظعينة: أقصدي قصد البيوت، ثم أقبل عليه فقال:


ماذا تريد من شتيم عابسألم تر الفارس بعد الفارسأرداهما عامل رمح يابس
ثم حمل عليه فصرعه وانكسر رمحه. وارتاب دريد فظن أنهم قد أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل. فلحق دريد ربيعة، وقد دنا من الحي، ووجد أصحابه قد قتلوا، فقال: "أيها الفارس، إن مثلك لا يُقتل، ولا أرى معك رمحك والخيل ثائرة بأصحابها، فدونك هذا الرمح فإني منصرف إلى أصحابي ومثبطهم عنك:. وانصرف دريد إلى أصحابه، وقال لهم: "إن فارس الظعينة قد حماها وقتل أصحابكم وانتزع رمحي، ولا مطمع لكم فيه". فانصرف القوم. فقال دريد في ربيعة: [11]


ما إن رأيت ولا سمعت بمثلهحامي الظعينة فارسا لم يقتلأردى فوارس لم يكونوا نهزةثم استمر كأنه لم يفعلمتهللا تبدو أسرة وجههمثل الحسام جلته كف الصيقليزجي ظعينته ويسحب رمحهمتوجها يمناه نحو المنزلوترى الفوارس من مهابة رمحهمثل البغاث خشين وقع الأجدليا ليت شعري من أبوه وأمهيا صاح من يك مثله لا يجهل
فرد عليه ربيعة بن مكدم قائلا:


إن كان ينفعك اليقين فسائليعني الظعينة يوم وادي الأخرمإذ هي لأول من أتاها نهبةلولا طعان ربيعة بن مكدمإذ قال لي أدنى الفوارس منهمخل الظعينة طائعا لا تندمفصرفت راحلة الظعينة نحوهعمدا ليعلم بعض ما لم يعلموهتكت بالرمح الطويل إهابهفهوى صريعا لليدين وللفمومنحت آخر بعده جياشةنجلاء فاغرة كشدق الأضجمولقد شفعتهما بآخر ثالثوأبى الفرار عن العداة تكرمي
ثم بعد مقتل ربيعة بن مكدم لم تلبث بنو فراس من كنانة أن أغارت على بني جشم من هوازن فقتلوا منهم وأسروا دريد بن الصمة الهوازني أسره المخارق الكناني، فأخفى دريد نفسه؛ فبينا هو عندهم محبوس إذ جاءه نسوةٌ يتهادين إليه، فصرخت ريطة بنت جذل الطعان الكنانية زوجة ربيعة بن مكدم فقالت: "هلكتم وأهلكتم! ماذا جرّ علينا قومنا! هذا والله لذي أعطى ربيعة رمحه يوم الظعينة!"، ثم ألقت عليه ثوبها وقالت: "يا آل فراسٍ، أنا جارةٌ له منكم، هذا صاحبنا يوم الوادي"، فسألوه: "من هو؟" فقال: أنا دريد بن الصمة، فمن صاحبي؟ قالوا: "ربيعة بن مكدم"، قال: "فما فعل؟" قالوا: "قتله بنو سليم"، قال؛ "فما فعلت الظعينة؟" قالت المرأة: "أنا هيه وأنا امرأته"، فحبسه القوم وآمروا أنفسهم، فقال بعضهم: "لا ينبغي لدريد أن نكفر نعمته على صاحبنا". وقال آخرون: "والله لا يخرج من أيدينا إلا برضا المخارق الكناني الذي أسره، فانبعثت المرأة في الليل وهي ريطة بنت جذل الطّعان تقول: [11]


سنجزي دريداً عن ربيعة نعمةًوكلّ امرئ يجزى بما كان قدّمافإن كان خيراً كان خيراً جزاؤهوإن كان شرّاً كان شرّاً مذمماسنجزيه نعمى لم تكن بصغيرةبإعطائه الرّمح الطويل المقوّمافقد أدركت كفاه فينا جزاءهوأهلٌ بأن يجزي الذي كان أنعمافلا تكفروه حقّ نعماه فيكمولا تركبوا تلك التي تملأ الفمافلو كان حياً لم يضق بثوابهذراعاً غنياً كان أو كان معدماففكّوا دريداً من إسار مخارقٍولا تجعلوا البؤسى إلى الشر سلّما
فلما أصبحوا أطلقوه، فكسته وجهّزته ولحق بقومه، فلم يزل كافاً عن غزو بني فراس حتى مات.

مقتله ورثاء العرب له[عدل]

وقع بين قبيلة بني سليم القيسية وبين بني فراس من قبيلة كنانة تدارؤ، فقتلت بنو فراس رجلين من قبيلة سليم، ثم ودوهما، فلما كان بعد حين خرج نبيشة بن حبيب السلمي في ركب من قومه، فلما كانوا بالكديد بصر بهم نفر من بني فراس فيهم عبد الله بن جذل الطعان الكناني، والحارث بن مكدم الكناني، وأبو الفارعة الكناني، وربيعة بن مكدم الكناني فلما رآهم الحارث بن مكدم قال: "هؤلاء بنو سليم يطلبون دماءهم"، فرد عليه ربيعة: "أنا أذهب حتى أعلم علم القوم فآتيكم بخبرهم" وتوجه نحوهم، فلما ذهب صاحت بعض ظعن كنانة : "أن هرب ربيعة"، فعطف وقد سمع قولهن قائلا:

لقد علمن أنني غير فرقلأطعننّ طعنةً وأعتنقوأصبحنّهم حين تحمرّ الحدقعضباً حساماً وسناناً يأتلق
ثم انطلق يعدو به فرسه فحمل عليه بعض القوم فاستطرد له ثم قتله ربيعة. ثم رمى نبيشة بن حبيب السلمي ربيعة بسهم فلحق ربيعة بمن كان معهم من الظعن يستدمي حتى انتهى لأمه فقال: "اجعلي على يدي عصابة" وهو يرتجز:


شدي على عصب أم سيارفـقد رزيت فارساً كالديناريطعن بالرمح أمام الأدبار
فقالت أمه:


إنا بنو ثعلبة بن مالكمرزأ أخيارنا كذلكمن بين مقتول وبين هالكولا يكون الرزء إلا ذلك
وشدت عليه عصابة، فاستسقاها ماءاً فقالت له : "إن شربت الماء مت"، فكر راجعاً يشتد على القوم، وظل ينزف دمه حتى أثخن ورموه بالنبل ولم يجرؤ أحد منهم أن يقترب منه فقال للظعينة: "أوضعن ركابكن حتى تنتهين إلى البيوت فاني ميت من هذا السهم وسوف أبقى لكم دونهم على العقبة وأعتمد على رمحي فلن يقدموا عليكن ما أفمت مكاني"، وقال أبو عبيدة عمرو بن العلاء في ذلك: [12]


« ولا نعلم قتيلا ولا ميتا حمى ظعائن غيره قال وإنه يومئذ لغلام له ذؤابة قال فاعتمد على رمحه وهو واقف لهن على متن فرسه حتى بلغن مأمنهن وما تقدم القوم عليه فقال نبيشة بن حبيب إنه لمائل العنق وما أظنه إلا قد مات فأمر رجلا من خزاعة كان معه أن يرمي فرسه فرماها فقمصت وزالت فمال عنها ميتا قال ويقال بل الذي رمى فرسه نبيشة فانصرفوا عنه وقد فاتهم الظعن»


ثم ألقوا على ربيعة أحجارا، ومر ذات يوم حسان بن ثابت شاعر النبي محمد وقيل ضرار بن الخطاب الفهري القرشي على قبر ربيعة بن مكدم بثنية كعب وقيل بثنية غزال، فنفرت ناقته من تلك الأحجار، فقال يرثيه ويعتذر ألا يكون عقر على قبره، ويدعو بني علي وهم بنو عبد مناة بن كنانة أن يثأروا له:

نفرت قلوصي من حجارة حرةبنيت على طلق اليدين وهوبلا تنفري يا ناق منه فإنهشريب خمر مسعر لحروبلولا السفار وبعد خرق مهمهلتركتها تحبو على العرقوبفر الفوارس عن ربيعة بعدمانجاهم من غمة المكروبيدعوا عليا حين أسلم ظهرهفلقد دعوت هناك غير مجيبلله در بني علي إن هملم يحمشوا غزوا كولغ الذيبنعم الفتى أدى نبيشة بزهيوم الكديد نبيشة بن حبيبلا يبعدن ربيعة بن مكدموسقى الغوادي قبره بذنوب
فبلغ شعره بني كنانة ، فقالوا : "والله لو عقرها لسقنا إليه ألف ناقة سود الحدق". [13] ورثاه أيضا عبد الله بن جذل الطعان الكناني بعدة قصائد منها: [14]


خلى علي ربيعة بن مكدمحزنا يكاد له الفؤاد يزولفإذا ذكرت ربيعة بن مكدمظلت لذكراه الدموع تسيلنعم الفتى حسبا وفارس بهمةيردي بشكته أقب ذؤولسبقت به يوم الكديد منيةوالناس إما ميت وقتيلفإذا لقيت ربيعة بن مكدمفعلى ربيعة من نداه قبولكيف العزاء ولا تزال خريدةتبكي ربيعة غادة عطبوليأبى لِي اللَّه المذلة إنمايعطى المذلة عاجز تنبيل
وقال عبد الله بن جذل الطعان أيضا:


لأطلبن بربيعة بن مكدمحتى أنال عصية بن معيصبقياد كل طمرة ممحوصةومقلص عبل الشوى ممحوص
وقال أيضا:


ألا لله در بني فراسلقد أورثتم حزنا وجيعاغداة ثوى ربيعة في مكرتمج عروقه علقا نجيعافلن أنسى ربيعة إذ تعالىبكاء الظعن تدعو يا ربيعا
وقال أيضا:


نادى الظعائن يَا ربيعة بعدمالم يبق غير حشاشة وفواقفأجابها والرمح فِي حيزومهأنفا بطعن كالشعيب دفاقيَا ريط إن ربيعة بْن مكدموربيع قومك آذنا بفراقولئن هلكت لرب فارس بهمةفرجت كربته وضيق خناق
وقال أيضا:


ولست لحاضر إن لم أزركمكتائب من كنانة كالصريمعَلَى قب الأياطل مضمراتأضر بنيها علك الشكيم
وقالت أم عمرو بنت مكدم الكنانية أخت ربيعة ترثيه: [15]


ما بال عينك منها الدمع مهراقسحا فلا عازب عنها ولا راقيأبكي على هالك أودى فأورثنيبعد التفرق حزنا حره باقيلو كان يرجع ميتا وجد ذي رحمأبقى أخي سالما وجدي واشفاقيأو كان يفدى لكان الأهل كلهموما أثمر من مال له واقيلكن سهام المنايا من نصبن لهلم ينجه طب ذي طب ولا راقيفاذهب فلا يبعدنك الله من رجللاقى التي كل حي مثلها لاقيفسوف أبكيك ما ناحت مطوقةوما سريت مع الساري على ساقيأبكي لذكرته عبرى مفجعةما إن يجف لها من ذكره ماقي
وقال حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري شاعر الرسول يرثي ربيعة ويحض على من قتله ويعاتب بني بكر بن عبد مناة بن كنانة "بني علي" على عدم نصرتهم لبني عمهم من بني مالك بن كنانة ويحثهم على أخذ الثأر: [16]


ولأصرفن سوى حذيفة مدحتيلفتى الشتاء وفارس الأجرافمأوى الضريك إذا الرياح تناوحتضخم الدسيعة مخلف متلافمن لا يزال يكب كل ثقيلةكوماء غير مسائل منزافرحب المباءة والجناب موطأمأوى لكل معتق بسواففسقى الغوادي قبرك ابن مكدممن صوب كل مجلجل وكافأبلغ بني بكر وخص فوارسالحقوا الملامة دون كل لحافأسلمتم جذل الطعان أخاكمبين الكديد وقلة الأعرافحتى هوى متزايلا أوصالهللحد بين جنادل وقفافلله در بني علي إن هملم يثأروا عوفا وحي خفاف
وقال الشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني يرثي ربيعة بن مكدم: [15]

بان الشباب وكل إلف بائنظعن الشباب مع الخليط الظاعنقالت أميمة ما لجسمك شاحباوأراك ذا بث ولست بدائنغضي ملامك إن بي من لومكمداء أظن مماطلي أو فاتنيأبلغ كنانة غثها وسمينهاالباذلين رباعها بالقاطنأن المذلة أن تطل دماؤكمودماء عوف تقتضى بضغائنأموالكم عوض لهم بدمائهمودماؤكم كلف لهم بظعائنطلبوا فأدرك وترهم مولاهموأبت محاملكم إباء الحارنشدوا المآزر فاثأروا بأخيكمإن الحفائظ نعم ربح الثامنكيف الحياة ربيعة بن مكدميغدى عليك بمزهر أو قائنوهو التريكة بالعراء وحارثفقع القراقر بالمكان الواتنكم غادروا لك من أرامل عياجزر الضباع ومن ضريك واكنالحروب بين بني فراس وسليم بعد مقتله[عدل]

و بعد مقتل ربيعة بن مكدم أغارت بنو سليم على بني فراس مجددا في برزة فدعا عبد الله بن جذل الطعان الكناني إلى المبارزة فخرج له هند بن خالد بن صخر بن الشريد السلمي فقال له عبد الله بن جذل الطعان: "أخوك أسن منك"، فرجع هند إلى مالك فأخبره وكان مالك بن خالد بن صخر بن الشريد السلمي يسمى ذا التاج إذ أن بني سليم توجوه عليهم ملكا فارتجز عبد الله قائلا: [17]

ادن بني قرف القمعإني إذا الموت كنعلا أستغيث بالجزع
فشد عبد الله على مالك فقتله فبرز له كرز بن خالد بن الشريد السلمي فبارزه عبد الله فقتله وهو يقول:


قد علم الندمان إذ أساقيهوعلم القرن إذا ألاقيهأني لكل راهن أكافيه
فخرج أخوهما عمرو بن خالد بن الشريد السلمي ليبارز عبد الله بن جذل الطعان وهو يقول:


هذا مقامي وأمرت أمريفبشروا بالثكل أم عمرو
فتخالسا طعنتين وجرح كل منهما صاحبه وتحاجزا، وفي ذلك اليوم يقول عبد الله بن جذل الطعان الكناني: [17]


تجنبت هندا رغبة عن قتالهإلى مالك أعشو إلى ضوء مالكفأيقنت أني ثائر ابن مكدمغداتئذ أو هالك في الهوالكفأنفذته بالرمح حين طعنتهمعانقة ليست بطعنة باتكوأثنى لكرز في الغبار بطعنةعلت جلده منها بأحمر عاتكقتلنا سليما غثها وسمينهافصبرا سليما قد صبرنا لذلكدهمناهم بالخيل تشتد بالضحىبغابات أثل مشرفات الحواركفدى لهم نفسي وأمي فدى لهمببرزة إذ يخبطنهم بالسنابكفإن تك نسواني بكين فقد بكتكما قد بكت أم لكرز ومالك
و قال أيضا:


قتلنا مالكا فبكوا عليهوهل يغني من الجزع البكاء؟وكرزا قد تركناه صريعاتسيل على ترائبه الدماءفإن تجزع لذاك بنو سليمفقدو أبيهم غلب العزاءفصبرا يا سليم كما صبرناوما فيكم لواحدنا كفاءفلا تبعد ربيعة من نديمأخو الهلاك إن ذم الشتاءوكم من غارة ورعيل خيلتداركها وقد حمس اللقاء
فلما علمت العرب بذلك قال يزيد بن عمرو بن خويلد بن الصعق الكلابي الهوازني يرثي مالكا، ويحض عباس الأصم الرعلي السلمي على بني فراس:


لعمري وما عمري على بهينلقد خبر الركب اليماني فأوجعانعوا مالكا فقلت ليس بمالكولم أستطع عن مالك ثم مدفعافأبلغ سليما أن مقتل مالكأذل سهول الأرض والحزن أجمعافلله عينا من رأى مثل مالكقتيلا بحزن أو قتيلا بأجرعافلا تشربن خمرا ولا تأت حاصناأبا أنس حتى يروك مقنعافلو مالك يبغي الترات لقد رأوارأوانواصي خيل تنفض السم منقعاأنازلة غدوا فراس بفخرهاعكاظ ولم نجزئ لها الصاع مترعا
فأجابه عبد الله بن جذل الطعان الكناني قائلا:


لعمري لقد سحت دموعك ضلةتبكي على قتلى سليم وأشجعافهلا شتيرا أو مصاد بن خالدبكيت ولم تترك لها الدهر مجزعاتبكي على قتلى سليم سفاهةوتترك من أمسى مقيما بضلفعاكمرضعة أولاد أخرى وضيعتبنيها فلم ترقع لذلك مرقعالقد تركت أفناء خندف كلهالعينيك مبكى إن بكيت ومدمعاتحرض عباسا علينا وعندهبلاء طعان صادق يوم نصرعافإنا بهذا الجزع قد تعلمونهوإن على الجفرين دهما ممنعا
فلما بلغ بني سليم قول يزيد بن عمرو الكلابي الهوازني، قالت بنو الشريد من سليم: وما لرجل من بني رعل يطلب ثأرنا، يقصدون عباس الأصم الرعلي السلمي فحرموا النساء والدهن وشرب الخمر على أنفسهم أو يدركوا ثأرهم من بني فراس من كنانة. فغزا عمرو بن خالد بن صخر بن الشريد السلمي بقومه في ألف فارس وألف رام بني فراس من كنانة وذلك في الفيفاء، فاقتتلوا قتالا شديدا، تناصفوا فيه، وعلى بني فراس عبد الله بن جذل الطعان الفراسي الكناني، فقتلوا منهم وسبوا سبيا فيهم أم عمرو بنت مكدم، فقال العباس بن مرداس السلمي أحد سادة بني سليم:


ألا أبلغا عني ابن جذل ورهطهفكيف طلبناكم بكرز ومالكغداة فجعناكم بسعر وبابنهوبابن المعلى عاصم والمعاركثمانية منكم ثأرناكم بهاجميعا وما كانوا بواء بمالكقتلناكم ما بين مثنى وموحدتكبكم أرماحنا في المعاركنذيقكم والموت يبني سرادقاعليكم بنا حد السيوف البواتكتلوح بأيدينا كما لاح بارقتلألأ في داج من الليل حالكفطورا نلاقيكم وطورا نعلكمبخطية فيها سمام النيازكصبحناكم العوج العناجيج بالضحىتمر بنا مر الرياح السواهكإذا خرجت من هبوة بعد هبوةسمت نحو ملتف من الموت شابكموكلة بالسير نحو عدوناوبالركض منا الملحق المتدارك
وقالت هند بنت صخر بن الشريد السلمية :


قتلت بمالك عمرا وحصناوجليت القتام عن الخدودوكرزا قد أبأت به شريحاعلى إثر الفوارس بالكديدجزيناهم بما انتهكوا وزدناعليهم مثل ذاك من المزيدجلبنا من جنوب الفرد جرداكطير الماء غلس المورودعليها كل أروع أريحيكضوء البدر من آل الشريدصبحنا الحي حي بني فراسململمة توقد في الحديد
فلما رأت أم عمرو بنت مكدم الكنانية نساء بني سليم يبكين مالكا وكرزا ذكرت أخاها ربيعة بن مكدم فقالت ترثيه: [18]


هلا على الفياض عمرو بن مالكتبكين إذ تبكين وابن مكدمفتى هو خير من أخيكن مالكإذا احمر أطراف الرماح من الدموشبت حروب بينكم وتقصفتعوال بأيدي شجعة غير لوم
ولم تزل الحروب والمغاورات بين بني فراس وقبيلة سليم، وقتل في حروبهم تلك نبيشة بن حبيب السلمي قاتل ربيعة بن مكدم. [19] ولم تدرك بنو سليم البواء بمن قتلت بنو فراس منها، حتى جاء الإسلام وكان يوم فتح مكة، سرية خالد بن الوليد (بني جذيمة)|فوجه رسول الله، خالد بن الوليد إلى أهل الغميصاء وهم بنو جذيمة من كنانة، وأرسل مع خالد بني سليم، وكانت بنو كنانة قتلت عم خالد بن الوليد واسمه الفاكه بن المغيرة في الجاهلية، وكانت بنو سليم تطلب كنانة بما أصابوا منهم من القتلى، فأكثروا القتل في أسرى سرية خالد بن الوليد من بني جذيمة من كنانة للثأر القديم والترة التي كان خالد يطلبهم بها بدم عمه، فوداهم رسول الله وقال: « اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ! » فقالت سلمى بنت خالد الكنانية من بني جذيمة الكنانيين في ذلك: [20]

ولولا مقال القوم للقوم أسلمواللاقت سليم يوم ذلك ناطحالماصعهم بشر وأصحاب جحدمومرة حتى يتركوا الأمر صابحافكائن ترى يوم الغميصاء من فتىأصيب ولم يشمل له الرأس واضحاومن سيد كهل عليه مهابةأصيب ولم يجرح وقد كان جارحاألظت بخُطاب الأيامى وطلقتغداتئذ منهن من كان ناكحامراجع[عدل]

^ تعدى إلى الأعلى ل: أب العقد الفريد ابن عبد ربه ص 276
^ العقد الفريد ابن عبد ربه ص 32
^ البرصان والعرجان والعميان والحولان الجاحظ ص 377
^ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام جواد علي ج10 ص 36
^ القرط على الكامل ابن سعد الخير ص 72
^ الكامل في اللغة والأدب المبرد ص7
^ لباب الآداب أسامة بن منقذ ص 63
^ التذكرة الحمدونية ابن حمدون ص 267
^ الجلس الصالح والأنيس الناصح المعافى بن زكريا ص 312
^ الأمالي أبو علي القالي ص258
^ تعدى إلى الأعلى ل: أب زهر الأكم في الأمثال و الحكم اليوسي ص 43
^ الأغاني الأصفهاني ج16 ص66
^ الأغاني الأصفهاني ج16 ص 72
^ الأنوار ومحاسن الأشعار الشمشاطي ص 18
^ تعدى إلى الأعلى ل: أب الأغاني الأصفهاني ج16 ص 70
^ الأغاني الأصفهاني ج16 ص 68
^ تعدى إلى الأعلى ل: أب الأنوار ومحاسن الأشعار الشمشاطي ص19
^ الأنوار ومحاسن الأشعار الشمشاطي ص21
^ الأنوار ومحاسن الأشعار الشمشاطي ص21
^ المنمق من أخبار قريش محمد بن حبيب البغدادي ص 212