اشراقة عالمي
08-03-2009, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.....
تستخدم كلمة مكان في الفيزياء لتشير إلى موضع جسم ما وتحديده, أما المكان بالتعريف فهو كلمة موازية لكلمة فضاء لتعبر عن مجمل المكان التي تشغله المادة و بالتالي المكان هو الفضاء المحيط بنا بأكمله والمملوء بالمادة وفق تصور نيوتن...... وحسب هذا التعريف فإن المكان يشكل مسرح تتواجد فيه الأجسام بأحجامها المختلفة والكواكب والنجوم وهو فضاء ثابت غير متحرك..
بعد هذا التعريف العلمي
دعونا نتبحر في عبقرية المكان
في التجمعات الكبري ومع تقادم الزمن تزداد أهمية المكان, حيث أن المكان يصبح الشاهد الأهم، الذي ظل صامتاً أو صامداً، فيما تغيرت الناس أو تقلبت أو زالت، فحين نذكر الأشخاص أو نشرح صورهم أو نقوم بالتعليق عليها نذكر دائماً اسم المكان.. وكم شهدت الروايات من مواقف صار المكان فيها بطلاً والأشخاص كومبارس, ومن أبرزها رواية زقاق المدق لنجيب محفوط علي سبيل المثال.. والعديد من الشعراء والمبدعين كثيراً ما تناولوا أماكن كالبحر أو الصحراء أو الأماكن المقدسة كالأقصي مثلاً في أشعارهم....
وتكمن عبقرية المكان هنا في مدي تأثيره علي أصحاب المكان حيث أنه قد يفرض أنماط من الحياة تصبح فيما بعد عادات وتقاليد ومن ثم ثقافة خاصة به نابعة من كون المكان له خاصية معينة وأي شخص يتواجد في المكان تدريجيا تكون ثقافته وكل ما تأثر به نابع من كونه عاش في هذا المكان وتأثر به..
وتكمن عبقرية المكان أيضاً في أنه قد يؤثر في مختلف النشاطات مثل الأكل والشرب واللبس وشكل البيوت والتعليم والثقافة وعلى جميع الفنون مثل الرسم والشعر وغيرها, وأبرز مثال علي ذلك أن أغلب الشعراء القدامي تناولوا البيئة الصحراوية بكل ما تحتويه في أشعارهم وقصائدهم تأثراً بحياتهم في شبه الجزيرة العربية..
تأثير المكان قد يمتد ليشمل طرق التعامل سواء التجارية أو الاجتماعية أو حتي السياسية وغيرها فمثلا إذا كان المكان جميل أو به ثروات طبيعية أو مقدس، فيصبح هذا المكان مهدد باستمرار ويفرض على أصحابه الحرص الدائم والتعامل الحذر مع الآخرين للحفاظ على المكان وتصبح سياسة أصحاب المكان معقدة حيث يتوخون الحذر في التعامل مع كل ما هو جديد أو دخيل علي المكان..
حتي في التوجهات الدينية, المكان له تأثير على آداء المشتغلين على تأويل النص الديني الإسلامي، سواء من فئة الفقهاء أو من فئة قادة الفرق والجماعات الدينية..
وأخيراً وليس أخراً
المكان قد يبعثرك في كل الجهات
ولا يجعل لك وجهة محددة
فتتشتت,
ليس لك نجمة تهديك إلي حيث الدروب الآمنة
فتضيع
باحثاً عن مكان
هل صادف أحدكم مكان بهذه العبقرية؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.....
تستخدم كلمة مكان في الفيزياء لتشير إلى موضع جسم ما وتحديده, أما المكان بالتعريف فهو كلمة موازية لكلمة فضاء لتعبر عن مجمل المكان التي تشغله المادة و بالتالي المكان هو الفضاء المحيط بنا بأكمله والمملوء بالمادة وفق تصور نيوتن...... وحسب هذا التعريف فإن المكان يشكل مسرح تتواجد فيه الأجسام بأحجامها المختلفة والكواكب والنجوم وهو فضاء ثابت غير متحرك..
بعد هذا التعريف العلمي
دعونا نتبحر في عبقرية المكان
في التجمعات الكبري ومع تقادم الزمن تزداد أهمية المكان, حيث أن المكان يصبح الشاهد الأهم، الذي ظل صامتاً أو صامداً، فيما تغيرت الناس أو تقلبت أو زالت، فحين نذكر الأشخاص أو نشرح صورهم أو نقوم بالتعليق عليها نذكر دائماً اسم المكان.. وكم شهدت الروايات من مواقف صار المكان فيها بطلاً والأشخاص كومبارس, ومن أبرزها رواية زقاق المدق لنجيب محفوط علي سبيل المثال.. والعديد من الشعراء والمبدعين كثيراً ما تناولوا أماكن كالبحر أو الصحراء أو الأماكن المقدسة كالأقصي مثلاً في أشعارهم....
وتكمن عبقرية المكان هنا في مدي تأثيره علي أصحاب المكان حيث أنه قد يفرض أنماط من الحياة تصبح فيما بعد عادات وتقاليد ومن ثم ثقافة خاصة به نابعة من كون المكان له خاصية معينة وأي شخص يتواجد في المكان تدريجيا تكون ثقافته وكل ما تأثر به نابع من كونه عاش في هذا المكان وتأثر به..
وتكمن عبقرية المكان أيضاً في أنه قد يؤثر في مختلف النشاطات مثل الأكل والشرب واللبس وشكل البيوت والتعليم والثقافة وعلى جميع الفنون مثل الرسم والشعر وغيرها, وأبرز مثال علي ذلك أن أغلب الشعراء القدامي تناولوا البيئة الصحراوية بكل ما تحتويه في أشعارهم وقصائدهم تأثراً بحياتهم في شبه الجزيرة العربية..
تأثير المكان قد يمتد ليشمل طرق التعامل سواء التجارية أو الاجتماعية أو حتي السياسية وغيرها فمثلا إذا كان المكان جميل أو به ثروات طبيعية أو مقدس، فيصبح هذا المكان مهدد باستمرار ويفرض على أصحابه الحرص الدائم والتعامل الحذر مع الآخرين للحفاظ على المكان وتصبح سياسة أصحاب المكان معقدة حيث يتوخون الحذر في التعامل مع كل ما هو جديد أو دخيل علي المكان..
حتي في التوجهات الدينية, المكان له تأثير على آداء المشتغلين على تأويل النص الديني الإسلامي، سواء من فئة الفقهاء أو من فئة قادة الفرق والجماعات الدينية..
وأخيراً وليس أخراً
المكان قد يبعثرك في كل الجهات
ولا يجعل لك وجهة محددة
فتتشتت,
ليس لك نجمة تهديك إلي حيث الدروب الآمنة
فتضيع
باحثاً عن مكان
هل صادف أحدكم مكان بهذه العبقرية؟