المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شركات خدمة المواطن


اشراق العالمrss
02-06-2017, 05:19 PM
كتبت قبل أيام مقالا بعنوان (ما الذي يمنع تحولنا إلى بلد تـديره الشركات)..

تساءلت فيه ما الذي يمنع تحولنا إلى بلد تـديره الشركات بدل الوزارات.. لماذا تأخرنا في إنشاء شركات متخصصة بتقديم الخدمات الحكومية العامة.. لماذا لا نلغي بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية (التي فاتها الزمن) ونحول ماتبقى لشركات ربحية (ترفد خزينة الدولة بدل استنزافها)؟

البعض اعتبر تحويل وزاراتنا إلى شركات انتقاصاً من سيادة الدولة، في حين انتقدها البعض الآخر بحجة أن "الشركات" سيكون همها الوحيد سحق المواطن واستنزاف مدخراته البسيطة..

غير أن إنشاء الدولة لشركة أرامكو وسابك ومعادن (أو تحويل وزارة البرق والبريد والهاتف إلى شركة اتصالات ناجحة) لم ينتقص من سيادتها بل أثبت بعد نظرها.. أما مسألة استنزاف مدخرات المواطن، فهذه بدورها غير صحيحة لأن الدعم الحكومي للخدمات لا يمكنه الاستمرار طويلا ــ وفي حال استمراره سيعجز عن منافسة القطاع الخاص في جودة الخدمة وانخفاض سعر التكلفة...!

... الحقيقة هي أن الفرق بين "الوزارة" و"الشركة" هـو الفرق ذاته بين القطاع الخاص والعام ..

فكر معي بأي شركة ناجحة تحقق أرباحا هائلة، ثم قارنها بأي وزارة أو مؤسسة حكومية تقدم خدماتها للمواطنين ..

ضع الاسمين في رأسك ثم لاحظ معي أن المؤسسات الحكومية:

· لا تحقق أرباحا بذاتها (رغم أن بعضها يفرض رسوما على المواطنين).

· وتعاني من قلة الكفاءة الفردية، والإدارة الاحترافية، وضعف المنتجات النهائية...

· وهـي عـالة على الدولة في مصاريفها ورواتب موظفيها (بل وتقاعدهم لاحقا).

· ولا تتضمن حوافز مادية أو معنوية مهمة (وهو مايفسر تهاون وكسل موظفيها).

· وتتميز ببيروقراطية ترهق المواطن وروتين يؤخر الانجاز...

· كما تتميز بمقاومتها للتجديد وتبني الخدمات الإلكترونية السريعة..

· ولا تملك القدرة على المشاركة في الخدمات التطوعية للمجتمع (ففاقد الشيء لا يعطيه).

· وتعاني دائما من التضخم والبطالة المقنعة وعـدم رضا المواطنين عنه...

وقارن كل ذلك بالشركات الناجحة، التي:

· تحقق أرباحا بالملايين.

· لا تشكل عـبئا على الحكومة (بل وتخلصها من مسؤولي توظيف العاملين فيها).

· وتتميز بإدارة ناجحة وكفاءة عالية (فبدون ذلك لا يمكنها النجاح والاستمرار).

· ينال موظفوها حوافز مادية ولا تملك عقبات تمنع ترقيتهم أو زيادة دخلهم.

· وبعد تقاعدهم تتكفل مؤسسة التأمينات الاجتماعية برعايتهم وصرف رواتبهم..

· كما لا تعرف شيئا يدعى بيروقراطية أو تأخيراً (كون ذلك يصب في مصلحة المنافسين).

· ولهذا تحرص على رضا العميل (المواطن) وتوصيل خدماتها إليه بأي طريقة...

· وبدل التضخم والبطالة المقنعة تتميز بارتفاع نسبة السعودة فيها (كما نلاحظ في البنوك والخطوط السعودية وشركة الاتصالات)...

· أما مساهمتها في خدمة المجتمع فتتمثل في تبرعاتها الأمر الذي تعجز عن فعله المؤسسات الحكومية (التي يعاني موظفوها من نقص دائم في الأقلام والدبابيس)!

... هذه المقارنة تؤكد أهمية تحويل المؤسسات الحكومية الى شركات مستقلة تحقق نجاحات مماثلة.. فـبهذه الطريقة فقط، يمكنها النجاح والازدهار وتـموين نفسها بنفسها ..

وفي النهاية، سيكون المواطن هو المستفيد كون الاستقلالية تعني التنافسية، والتنافسية تستوجب خفض سعر التكلفة ورفع مستوى الخدمة ...



أكثر... (http://www.alriyadh.com/1567115)