المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخويف الأطفال وسلبياته على عقلية الطفل


مراسل المنتدى
02-24-2017, 02:47 PM
تخويف الأطفال وسلبياته على عقلية الطفل

http://eshrag.org/upload/viewimages/e44b8ad8b0.jpg (http://eshrag.org/upload/download/e44b8ad8b0.html)

يخطئ الآباء في إنتهاجهم طرقاً تربوية تعزز الخوف السلبي، كأن يلجؤون إلى العقاب بالحبس أو الإبقاء في غرفة مظلمة، أو تهديده برميه في الشارع، أو تخويفه بالحرامي الذي سيأتي ليأخذه من غرفته، فعندما يسمع الطفل هذا الكلام يرسم صوراً كثيرة بخياله الجامح وعندما تتضخم هذه الصور في رأسه، تصبح مخيفة جداً، فيسقطها على كل موقف، وتتهيأ له خيالات سوداوية يرتعب منها، ويشك بكل من حوله، وتتحول قوته التي كان يستمدها من أهله، وأمانه الذي كان يستمده من المنزل، إلى خوف وقلق وعدم أمان، ويتحول الظلام الذي يملأ الغرفة قبل النوم إلى مسرح للخيالات والأفكار، يتخيل فيه العفاريت والكلاب والشياطين واللصوص، وما أن ينام الطفل حتى تظهر في أحلامه نتيجة بقائها في اللاوعي.




دور الآباء هنا مهم ويبتدئ بالحديث الودي الهادئ، ومناقشة الطفل في أسباب خوفه، ومحاولة الإصغاء الطويل إلى ما يقوله للتخفيف عنه أولاً، ولإشعاره بأن من حوله يعرفون ما هي مخاوفه، ولزيادة ثقته بنفسه ورفع روحه المعنوية ثانيا، ثم يأتي ثالثاً وهو دور التقليل من شأن تلك المخاوف، ومحاولة تحجيمها، بإظهار قوة الأبوين وقدرتهما على المحافظة عليه وحمايته، ليستمد من قوتهما قوة، ومن ثقتهما في نفسيهما ثقة..



لا تخوّف طفلك من «الحرامي» و«عافية الله»..!
http://eshrag.org/upload/viewimages/8237b5843d.jpg (http://eshrag.org/upload/download/8237b5843d.html)


يُخطئ العديد من الآباء والأمهات كثيراً عندما يستخدمون أسلوب التخويف من المجهول بحق أطفالهم مثل «جاك الحرامي»، أو «عافية الله» -شخصية وهمية في أسفل القليب أو طائر ينزل من السماء-، وذلك اعتقاداً منهم أنَّ هذا الأسلوب هو الطريقة المثلى لحمايتهم وجعلهم أكثر حذراً من الوقوع في بعض الأخطاء في الحاضر والمُستقبل، وغالباً ما يعمد الوالدان هنا إلى تخويف الطفل من الأماكن العالية أو المباني المهجورة أو الجلوس وحيداً في الظلام عبر سرد العديد من القصص الخياليَّة التي ليس لها وجود على أرض الواقع، ومع أنَّ الخوف يُعدُّ إحدى الغرائز التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- في نفس كل بشر لتحميه وتقيه من الأخطار، إلاَّ أنَّه يبقى سلاحاً ذا حدين، فهو عندما يظل في معدله وصورته الطبيعية سيؤدِّي إلى حفظ الفرد وحمايته من العديد من المخاطر، أمَّا إذا زاد عن حده وتحول إلى «خوف مرضي» فإنَّه سيتحول إلى عقبة ومانع يُعيق حرية الفرد، مِمَّا يؤدي لنقص قدراته على مواجهة الحياة مستقبلاً.


.

خالد نجم
11-09-2023, 09:09 AM
مقال متميز ورائع