عسووولة
08-09-2009, 09:45 AM
القواعد الذهبية في الصداقة
الأبدية
أنشد مخارق عند المأمون
قول أبي العتاهية :
وإني لمحتاج إلى ظل صاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه
فقال المأمون :
أعد ما قلت .
فأعاده سبع مرات ,
فقال المأمون :
يامخارق خذ مني الخلافة ,
وأعطني هذا الصاحب !!
وقال أبو تمام :
من لي بإنسـان إذا أغضـــــــــبته وجهلت
كان الحلم رد جوابـــه
وإذا صبوت إلى المُدام شربت من أخــــلاقه وسكـرت من آدابه
وتــراه يصغي للحــديث بطـــرفه وبقلـــبه ولعلـــه أدرى بــــه
الصداقة ملح الحياة ,
وزهرة الدنيا ,
لايمل منها عاقل ,
ولا ينكر جمالها منصف .
ما أكثر ماقيل في الصداقة ,
وما أجمل ما كتبه الشعراء عنها ,
إنها نعمة من نعم الله ,
وجمال من جماليات الكون .
لكنني لن أتكلم في السطور القادمة عن أهمية الصداقة , ومحاسنها , وطرق اكتسابها , فقد أسهب الكتاب في الكتابة عنها ,
وأرفف المكتبات خير شاهد على ذلك .
لكنني سأتكلم عن الحلقة الأهم في موضوع الصداقة وهي :
كيف تحافظ على صداقتك ؟؟
إن تباعد الإخوان بعد طول صحبة ...
وتفرق الأصحاب بعد حسن عشرة , لهو أمر جلل ,
واجب على كل ذي عقل حصيف ,
أن ينأى بنفسه عن كل ما قد يكون سبباً لذلك .
أخذت في التفكير في ماقد يسبب ذلك ,
فكانت النتيجة 7 قواعد , أسميتها :
(( القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية )) ...
القاعدة الأولى :
( ماكان لله يبقى )
جاء رجل إلى الإمام مالك - رحمه الله - فقال : يا إمام , ألفت الموطأ (كتاب في الحديث) , فألف الإمام (فلان) موطأ له ... فرد عليه الإمام مالك برد كُتب في صفحات التاريخ .. وقال:
ما كان لله يبقى ...
فهل سمعتم بموطأ غير مالك !!
إذا كانت صداقتك مبنية على غير هذا الأساس , فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تنقشع , وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .
إذا كنت اتخذت فلاناً صديقاً لك لمصلحة ترجوا تحقيقها , أو لأي غرض في نفسك , فتدارك الأمر قبل أن تنقلب الصداقة إلى عداوة .
وهذه القاعدة ليست خاصة في موضوع الصداقة , بل في حياتك كلها .
القاعدة الثانية : ( لا تحسده )
إذا رأيت صديقاً لك , وفقه الله , فأبدع في مجال من المجالات , فأحسست بضيق في صدرك , وألم يتحرك في جنباتك , فاعلم علم اليقين , أنك لست صديقاً صادقاً محباً للخير , واعلم أنك تسير بسرعة كبيرة , إلى إنهاء سنوات جميلة , من العشرة والصداقة ...
مرن نفسك على أن يحفزك إبداع صديقك , على صنع إبداعك الخاص بك , واترك الحسد , فإنه قاتلك ...
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتلـــه
يقول عباس العقاد :
(وليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك , بأن يرقى إليك , بل هو الذي يريد أن تساويه ,بأن تنزل إليه).
صدق العقاد ...
فإن الصديق الحقيقي ,
صاحب الأخلاق الرفيعة ,
هو الذي يحفزه نجاح إخوانه على الإبداع ,
وليس التفرغ للحسد , والاعتراض على ما قسمه الله من الرزق بين العباد .
القاعدة
الثالثة :
( لا تفشي أسراره )
إذا ائتمنك صديقك على سره , فأفشيته ... فما لبث أن تركك , وأنهى علاقته بك , فلا تلمه على ذلك , حتى تضع نفسك في مكانه , وستعلم حينها هل هو محق فيما فعل أم لا ؟؟
صديقك وثق فيك , وجعلك مستودعاً أميناً لأسراره , ظن فيك أن تكون قبراً يدفن فيه حديث نفسه , لكنك مالبثت أن بددت كل ظنونه الحسنة , بتصرف جانب الصواب منك .
قد تكون أمضيت سنوات من عمرك في بناء صداقاتك , فاحذر أن تهدمها في لمح البصر !!
القاعدة الرابعة :
( ضع خطوط حمراء )
في رأيي أن الإنسان الذي يكسب احترام الناس وتقديرهم , هو ذلك الذي احترم نفسه في المقام الأول ..
ووضْع خطوط حمراء لتعامل الشخص مع المحيطين به , وتعاملهم معه , دليل قوي على احترامه لنفسه .
الإنسان الذي ليس له خطوط حمراء , تجده مستحقراً من الناس , مسلوب الحق , ليس له قيمة .
أما صاحب الخطوط الحمراء , فهو كالوردة الحمراء ,
التي أحاطت نفسها بالشوك , كي تبقى في جمالها .
الخطوط الحمراء بمعنى أوضح : (الحدود التي لا تسمح لغيرك أن يتجاوزها) .
زميلك في العمل , جارك , صديقك , لهم خطوط حمراء , وكلما زاد قرب الشخص منك , قلّت الخطوط الحمراء... حتى والداك , لهم خطوط حمراء!!
كيف ذلك؟؟
مثلاً الشخص المتزوج , يرفض (بأدب طبعاً) تدخل والديه في حياته الزوجية ,
والمشاكل التي قد تحصل بينه وبين زوجته , وهذا حق له , ليس لأحد حق التدخل به , وليس لهذا علاقة من قريب ولا من بعيد بالبر والإحسان لهما.
ولأجل دوام الصداقة , و جب على كل صديق , أن يحرص على معرفة تلك الخطوط الخاصة بصديقه ,
ووجب عليه أن يكون واضحاً في كشفها لصديقه إن احتاج لذلك .
القاعدة الخامسة :
( طول التعاشر فيه القلى )
وأعني بذلك أن طول الالتقاء , ودوام الاتصال ,
فيه الملل والنفرة ,
وكما قيل :
( زُر غباً , تزدد حباً ) .
الإنسان العاقل يجب أن يختار الأوقات المناسبة المفصولة بفاصل زمني مناسب ,
بلا إفراط ولا تفريط .
القاعدة السادسة :
( شعرة معاوية )
قال معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حين تولى أمر المسلمين :
( إن بيني وبين الناس شعرة , إن شدوها أرخيت , وإن أرخوها شددت )
هذه قاعدة جميلة , لو تفكرنا فيها قليلاً , وطبقناها تطبيقاً واقعياً في حياتنا .
لن أعلق على هذه القاعدة !! وسأترك لكم مساحة التفكير بها
القاعدة السابعة : (التغـــافل)
يقول الشاعر :
ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
التغافل عن بعض الأخطاء في حقك الشخصي يديم الألفة , قال تعالى : ((عرّف بعضه وأعرض عن بعض )) ..
وقال الإمام أحمد : (تسع أعشار العافية في التغافل).
فما أجمل هذا الخلق , لقريب أوصديق ...
في النهاية ,
أتمنى لكم صداقة جميلة , وحياة أجمل ...
الأبدية
أنشد مخارق عند المأمون
قول أبي العتاهية :
وإني لمحتاج إلى ظل صاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه
فقال المأمون :
أعد ما قلت .
فأعاده سبع مرات ,
فقال المأمون :
يامخارق خذ مني الخلافة ,
وأعطني هذا الصاحب !!
وقال أبو تمام :
من لي بإنسـان إذا أغضـــــــــبته وجهلت
كان الحلم رد جوابـــه
وإذا صبوت إلى المُدام شربت من أخــــلاقه وسكـرت من آدابه
وتــراه يصغي للحــديث بطـــرفه وبقلـــبه ولعلـــه أدرى بــــه
الصداقة ملح الحياة ,
وزهرة الدنيا ,
لايمل منها عاقل ,
ولا ينكر جمالها منصف .
ما أكثر ماقيل في الصداقة ,
وما أجمل ما كتبه الشعراء عنها ,
إنها نعمة من نعم الله ,
وجمال من جماليات الكون .
لكنني لن أتكلم في السطور القادمة عن أهمية الصداقة , ومحاسنها , وطرق اكتسابها , فقد أسهب الكتاب في الكتابة عنها ,
وأرفف المكتبات خير شاهد على ذلك .
لكنني سأتكلم عن الحلقة الأهم في موضوع الصداقة وهي :
كيف تحافظ على صداقتك ؟؟
إن تباعد الإخوان بعد طول صحبة ...
وتفرق الأصحاب بعد حسن عشرة , لهو أمر جلل ,
واجب على كل ذي عقل حصيف ,
أن ينأى بنفسه عن كل ما قد يكون سبباً لذلك .
أخذت في التفكير في ماقد يسبب ذلك ,
فكانت النتيجة 7 قواعد , أسميتها :
(( القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية )) ...
القاعدة الأولى :
( ماكان لله يبقى )
جاء رجل إلى الإمام مالك - رحمه الله - فقال : يا إمام , ألفت الموطأ (كتاب في الحديث) , فألف الإمام (فلان) موطأ له ... فرد عليه الإمام مالك برد كُتب في صفحات التاريخ .. وقال:
ما كان لله يبقى ...
فهل سمعتم بموطأ غير مالك !!
إذا كانت صداقتك مبنية على غير هذا الأساس , فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تنقشع , وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .
إذا كنت اتخذت فلاناً صديقاً لك لمصلحة ترجوا تحقيقها , أو لأي غرض في نفسك , فتدارك الأمر قبل أن تنقلب الصداقة إلى عداوة .
وهذه القاعدة ليست خاصة في موضوع الصداقة , بل في حياتك كلها .
القاعدة الثانية : ( لا تحسده )
إذا رأيت صديقاً لك , وفقه الله , فأبدع في مجال من المجالات , فأحسست بضيق في صدرك , وألم يتحرك في جنباتك , فاعلم علم اليقين , أنك لست صديقاً صادقاً محباً للخير , واعلم أنك تسير بسرعة كبيرة , إلى إنهاء سنوات جميلة , من العشرة والصداقة ...
مرن نفسك على أن يحفزك إبداع صديقك , على صنع إبداعك الخاص بك , واترك الحسد , فإنه قاتلك ...
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتلـــه
يقول عباس العقاد :
(وليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك , بأن يرقى إليك , بل هو الذي يريد أن تساويه ,بأن تنزل إليه).
صدق العقاد ...
فإن الصديق الحقيقي ,
صاحب الأخلاق الرفيعة ,
هو الذي يحفزه نجاح إخوانه على الإبداع ,
وليس التفرغ للحسد , والاعتراض على ما قسمه الله من الرزق بين العباد .
القاعدة
الثالثة :
( لا تفشي أسراره )
إذا ائتمنك صديقك على سره , فأفشيته ... فما لبث أن تركك , وأنهى علاقته بك , فلا تلمه على ذلك , حتى تضع نفسك في مكانه , وستعلم حينها هل هو محق فيما فعل أم لا ؟؟
صديقك وثق فيك , وجعلك مستودعاً أميناً لأسراره , ظن فيك أن تكون قبراً يدفن فيه حديث نفسه , لكنك مالبثت أن بددت كل ظنونه الحسنة , بتصرف جانب الصواب منك .
قد تكون أمضيت سنوات من عمرك في بناء صداقاتك , فاحذر أن تهدمها في لمح البصر !!
القاعدة الرابعة :
( ضع خطوط حمراء )
في رأيي أن الإنسان الذي يكسب احترام الناس وتقديرهم , هو ذلك الذي احترم نفسه في المقام الأول ..
ووضْع خطوط حمراء لتعامل الشخص مع المحيطين به , وتعاملهم معه , دليل قوي على احترامه لنفسه .
الإنسان الذي ليس له خطوط حمراء , تجده مستحقراً من الناس , مسلوب الحق , ليس له قيمة .
أما صاحب الخطوط الحمراء , فهو كالوردة الحمراء ,
التي أحاطت نفسها بالشوك , كي تبقى في جمالها .
الخطوط الحمراء بمعنى أوضح : (الحدود التي لا تسمح لغيرك أن يتجاوزها) .
زميلك في العمل , جارك , صديقك , لهم خطوط حمراء , وكلما زاد قرب الشخص منك , قلّت الخطوط الحمراء... حتى والداك , لهم خطوط حمراء!!
كيف ذلك؟؟
مثلاً الشخص المتزوج , يرفض (بأدب طبعاً) تدخل والديه في حياته الزوجية ,
والمشاكل التي قد تحصل بينه وبين زوجته , وهذا حق له , ليس لأحد حق التدخل به , وليس لهذا علاقة من قريب ولا من بعيد بالبر والإحسان لهما.
ولأجل دوام الصداقة , و جب على كل صديق , أن يحرص على معرفة تلك الخطوط الخاصة بصديقه ,
ووجب عليه أن يكون واضحاً في كشفها لصديقه إن احتاج لذلك .
القاعدة الخامسة :
( طول التعاشر فيه القلى )
وأعني بذلك أن طول الالتقاء , ودوام الاتصال ,
فيه الملل والنفرة ,
وكما قيل :
( زُر غباً , تزدد حباً ) .
الإنسان العاقل يجب أن يختار الأوقات المناسبة المفصولة بفاصل زمني مناسب ,
بلا إفراط ولا تفريط .
القاعدة السادسة :
( شعرة معاوية )
قال معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حين تولى أمر المسلمين :
( إن بيني وبين الناس شعرة , إن شدوها أرخيت , وإن أرخوها شددت )
هذه قاعدة جميلة , لو تفكرنا فيها قليلاً , وطبقناها تطبيقاً واقعياً في حياتنا .
لن أعلق على هذه القاعدة !! وسأترك لكم مساحة التفكير بها
القاعدة السابعة : (التغـــافل)
يقول الشاعر :
ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
التغافل عن بعض الأخطاء في حقك الشخصي يديم الألفة , قال تعالى : ((عرّف بعضه وأعرض عن بعض )) ..
وقال الإمام أحمد : (تسع أعشار العافية في التغافل).
فما أجمل هذا الخلق , لقريب أوصديق ...
في النهاية ,
أتمنى لكم صداقة جميلة , وحياة أجمل ...