المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سليمان بن أحمد الدويش وتركي السديري وأحلى مرمطــــــه...............!!!!


اشراق العالمrss
01-29-2009, 11:34 AM
قرأت ماكتبه تركي السديري ولم ارى افضل من مرمطة الكاتب _ سليمان بن أحمد الدويش حيث وضعه في حجمه الطبيعي اللائق به

أترككم مع المقال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد :





ففي يوم من الأيام تحدث معي أحد المحررين في صحفنا , وذلك عبر الماسينجر , ثم أكَّد هذا باتصال هاتفي , مبدياً رغبته إليَّ بأن أتوجه للكتابة عبر الصحف , لتوسيع دائرة القراء , ولزيادة حجم الفائدة كما يقول .







لم أرغب أن أصدمه برفض طلبه , كما لم أرغب أن يظنَّ بي ظنا آخر , فأبديت له الترحيب بالفكرة , وأظهرت له الامتنان لهذه البادرة الجميلة , لاسيما وأنا أعرف رغبته في الخير , وحرصه على معالجة مايقدر على معالجته من قضايا تناسب تخصصه , والتي لايتم عرضها إلا في أضيق نطاق , وأقصر حدٍّ .





بادرته بإرسال ملفين لموضوعين سبق وأن نشرتهما هنا في الساحات , وأظهرت له رغبتي في نشرهما في الصحافة , فتحمس لذلك , وشكر استجابتي السريعة لرغبته , ووعد بأن يقرأ مقاليَّ , وأن يردَّ عليَّ سريعا .





غُصْتُ في أعماق الشبكة العنكبوتية , ونسيت ماجرى من حديث بيننا , ولم أفق إلا على إشارة متكررة منه عبر الماسينجر , وكانت تحمل عبارة :





مستحيييييييييييييييل , مستحيييييييييييييييييل , مستحييييييييييييييييييييل , وهي عبارة تعبِّر بشكلها ومضمونها عن اليأس من إمكانية نشر مابعثته له .





ثم أردف ذلك بـ : هذا مستحيل ينشر , هذا ممكن يوديني في داهية , هذا كلام خطيييييييييييير , هذا , هذا , هذا .......





شعور لم أستغربه منه , وموقف قد توقعته من قبل , ولكني رأيت أن يتم تقريره من قبله وليس من قبلي .





سألني : ومالحل إذاً ؟





فأجبته : إن كان نشر هذا الكلام في الصحف مستحيلا , فإنني يستحيل أن أتحول ماسحا للجوخ , أو خويا عند رئيس التحرير , أو عضوا في رابطة المشجعين له .





أنا أكتب في فضاء طلق , وفي مساحة عريضة , فلماذا أخنق نفسي في نفق التملق , أو أضع في عنقي حبلا يشده رئيس التحرير متى شاء , ويرخيه متى ما أراد .







لماذا أضع حريتي بيد من لم يذق طعم الحرية بعد ؟ .









أيها الأفاضل :







هذا التمهيد المسترسل , أضعه بين يدي سؤال عريض , بعرض حدود المملكة البرية , أو بعرض أقفية رؤساء التحرير.

سؤال يتردد كل يوم , بل كل لحظة , لم أجد بدَّا من البوح به , وطلب الإجابة عنه , وبحثه بشكل أوسع , حتى نستجلي حقيقة هذه الغشاوة المحيطة بنا .





رؤساء التحرير : هذه العبارة الضخمة , نقصد بها - في الغالب - مجموعة من الذكور الذين يتربعون على هرم الصحف , فمنهم من قضى نحبه - عامله الله بعدله - , ومنهم من ينتظر - عجل الله بزواله - .





معظمهم شرذمة انتهجت السياسة الفرعونية ( ما أريكم إلا ما أرى ) في تعاملها مع الناس , أو في تعاملها مع من تحت نفوذها , وسياسة مسح الجوخ في تعاملها مع من ترتبط مصالحها به , أو من تتطلع إلى رضاه , ولو على حساب المبادىء والقيم .





شرذمة تخرجت من أكاديمية ( شد لي وأقطع لك للتدجين ) , وهي أكاديمية معترف بها من قبل محلات ( خذ وهات ) ( كل شيء بريالين ) ( اتصل نصل ) ( خدمة التوصيل السريع ) ( التلميع الساطع ) .





منذ أن بدأت أعقل - رغم أني قد جاوزت سن الرشد - وأنا أسمع ببعضهم رئيسا للتحرير , ولازال إلى يومنا هذا كذلك , وكأنه في منافسة مع الزعيم القائد العقيد قائد ثورة الفاتح السيد المناضل الرئيس ( معمر القذافي ) , أقول : كأنه في منافسة معه في التشبث بالمنصب , والجثوم على الكرسي !!! .





هل هذا المنصب وقف علي بعض هذه الشرذمة , والتي إخال الكراسي التي يتربعون عليها قد كرهتهم ومجَّتهم , وفي ظني أنها لو نطقت لقالت :






فياموت زر إن الحياة ذميمة *** ويانفس جدي إن دهرك هازل







أم إن وجودهم فيه تكريس لسياسة الفشل , التي تضلعنا منها , وشربنا من كأسها حتى الثمالة ؟.





أو هو تطبيق للقاعدة العامية : ( خلك على قردك لايجي أقرد منه ) , وبعضهم يرويها برواية أخرى : ( خلك على مجنونك لايجي أهبل منه ) ؟ .





وعلى كل حال , فعندي أن هذه القاعدة العامية بروايتيها ساقطة , لأني لا أتصور أنه سيأتي أسوأ من الموجود , والعلم عند الله .






أيها الأكارم :







مادمنا تكلمنا عن الفشل , والحديث يجر بعضه بعضا , فما هي إنجازات صحافتنا منذ مايربو على ثلاثة عقود ؟ .





ل و حسبنا عدد الصفحات المطبوعة خلال ثلاثين سنة , وحجم القيمة التي أفرزتها تلك الصحف , لوجدنا أننا على أنقاض زلزال مدمر وللأسف الشديد , وأمام طوفان تتبعه ريح عاصف .









قارن مثلا بين كتيِّب ( حصن المسلم ) والذي لايتجاوز بعدد ورقاته صفحة واحدة من صحفنا , وعظيم أثره على النفوس , ومسيس حاجة الناس إليه , لمافيه من النفائس , وبين صحف تخرج يوميا كالأسفار , تنوء بحملها الأفيال الهندية الضخمة , تحوي من زبد القول وغثِّه ما تشتكي منه الأقراص المدمجة , والحواسيب الضخمة , لتعلم أن هؤلاء المهرجين ( رؤساء التحرير ) كالضريع الذي لايسمن ولايغني من جوع.



قد يحتج بعض الأفاضل بأنه ينشر في الصحف شيء من فتاوى أهل العلم , وبعضُ شيءٍ من المقالات العلمية المفيدة , وهذا وإن كان حقا , فهو في مقابلة مخرجات تلك الصحف خلال ثلاثة عقود , كالقطرة في البحر , وكالقزعة في السماء , وكالخردلة في الفلاة .





نحن أمام أسفار ضخمة تحوي ملايين الكلمات , وأمام أعداد هائلة تطبع من هذه الأسفار , وأمام طاقم بشري هائل , يقوم بتوزيعها , وأمام ملايين تدفع هنا وهناك لشرائها , فماهو المردود الإيجابي الذي حققته ؟ وماهي المكتسبات التي أنجزتها ؟ .





هل تقدمنا في أخلاقنا ؟ .



هل تقدمنا في تعليمنا ؟



هل تقدمنا في أمننا ؟



هل حافظنا على ثوابت ديننا ؟.



هل بنينا حضارة تبهر من حولنا ؟ .



وأسئلة كثيرة وكثيرة .



كل ماهنالك :





* التشكيك في الثوابت .

* الاستخفاف بالدين وأهله .

* الترويج للرذيلة .

* الاحتفاء بالساقطين .

* الترسيخ للحداثة .

* الدعوة لللبرالية .

* التشجيع للجريمة .

* التصفية للحسابات .

* التدجين للشرفاء .

* إلهاء للمجتمعات .

* دعوة المرأة للتتمرد .

* تلميع ذوي العاهات .

* شراء الذمم .

* استجداء الأعداء .

* كشف عورات المسلمين .

* فضح الأسرار , وهتك الأستار .

* إشاعة الفاحشة .

* تفريق الكلمة .

وغير هذا كثير .



أيها الأعزاء :







نعود إلى السؤال العريض , ونعود إلى رؤساء التحرير , وقبل أن أطرح السؤال , أحببت أن أورد هذه الخاطرة الطريفة :

قرأت في موقع العربية نت - أجلكم الله - خبرا عن أحد جذور الصحافة , وكان هذا اللقاء في يوم الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1426هـ - 24 مايو2005م , أي قبل ثلاث سنوات تقريبا , وجاء في الخبر ما نصه : ( لم يشأ الصحافي السعودي البارز ( تركي السديري ) البوح بتاريخ محدد يستقيل فيه من رئاسة تحرير صحيفة الرياض السعودية رغم إعلانه منذ 6 سنوات أنه يعتزم الاستقالة، لكنه أشار "مازحا" إلى أنه في حال غادر عبد الرحمن الراشد إدارة قناة العربية فإنه سيأتي خلفا له ) .



كما جاء في آخره ما نصه : ( السديري يشغل إلى جانب رئاسة تحرير جريدة الرياض التي استمر فيها اكثر من 33 عاماً، منصب رئيس هيئة الصحافيين السعوديين، وانتخب اخيراً رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجي ) .





بمعنى أن له الآن 36 سنة رئيسا للتحرير , وله تسع سنوات وهو ينوي تقديم استقالته !! .





حقيقة كم تمنيت أن أجد حشوة أسنان تستطيع أن تبقى هذه المدة , أوأن تقاوم مثل هذه المقاومة , أو نوعا من الأصباغ المنزلية يستطيع أن يثبت هذا الثبات .





* من كرامة الله لي أن عصم عيني عن مشاهدة أحد هذه الكائنات , وخاصة عميد الصحافيين , إلا ماكان في معرض الكتاب حين رأيته - ولله الحمد - كعصفور بلله القطر , وحين نظرت إليه تذكرت المثل ( تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ) , رأيته أحقر ما رأيت وأذلّه , وأصغر ما علمت وأقلَّه , رغم ما أحاط به نفسه من الحرس الشديد والشهب , من شلة الخويا , ومتسولي الأعمدة , ولجنة ( عليهم , عليهم ) .





ومرة أخرى رأيت فيها سيء الذكر غير الراشد , في قصة سبق أن ذكرتها , ولازلت أعيش حلاوتها , وأتذوق رحيق تفاصيلها إلى هذا اليوم , فلله الحمد على ذلك كثيرا .





أيها الأحبة :







جُلُّنا قد سمع عن موسوعة غينيس للأرقام القياسية , فمن ياترى سيحطم الرقم القياسي في أطول رئيس ( رئاسة ) , وأفشل رئيس تحرير , وأجهل رئيس تحرير , وأسخف رئيس تحرير , وأكثر رؤساء التحرير نفاقا , وأعظمهم تقلبا وتلوُّنا ؟ .





لا شك أن المنافسة بينهم في ماسبق ذكره تجري على قدم وساق , وهم إلى تحقيق السبق في ذلك أقرب , وبه أجدر وأولى , لكن يبقى من سيكون في الصدارة , ومن سيكون في العجز .







أيها الفضلاء :







أعرف أنني قد استطردت كثيرا , وأعرف أن خير الكلام ما قلَّ ودلَّ , ولهذا فإني سأضع السؤال , وسأضع معه قلمي مكتفيا بما سطرته أعلاه :





ماهي مؤهلات رؤساء التحرير , وماهي معايير اختيار فلان رئيساً للتحرير , وماهي الشروط الواجب توفرها في من يختار لهذا العمل .





ثم : هل هناك ضوابط لاختيار رئيس هيئة الصحافيين , وهل هناك صحافيين - بمعنى الكلمة - حتى يكون لهم هيئة ؟ .





بانتظار إجابتكم , وبانتظار إفادتي بمؤهلات رؤساء التحرير .





كما آمل منكم انتظار المزيد عن بعض هذه الكائنات في القريب العاجل بحول الله تعالى .







اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .

اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا

اللهم أصلح الراعي والرعية

هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش