المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا،


alfares
08-20-2009, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فعل المعاصي لا يسوغ الاستهانة بها: فإذا ابتلي العبد بمعصية من المعاصي لم يسغ له أن يستهين بها، ولو كانت صغيرة في نظره؛ فلا يليق به أن ينظر إلى صغر المعصية، ولكن ينظر إلى عظم من عصاه؛ فالاستهانة بالذنوب والمعاصي دليل الجهل، وقلة وقار الله في القلب.
أخرج البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، قال أبو شهاب - بيده فوق أنفه - " .
قال ابن حجر - رحمه الله - في قوله: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ": " قال ابن أبي جمرة: السبب في ذلك أن قلب المؤمن مُنَوَّر؛ فإذا رأى من نفسه ما يخالف ما ينور به قلبه عظم الأمر عليه.
والحكمة من التمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل التسبب إلى النجاة منه، بخلاف الجبل إذا سقط على الشخص لا ينجو منه عادة.
وحاصله أن المؤمن يغلب عليه الخوف؛ لقوة ما عنده من الإيمان؛ فلا يأمن العقوبة بسببها، وهذا شأن المسلم أنه دائم الخوف والمراقبة، يستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغير عمله السيىء " .
وقال ابن حجر في قوله: " وإن الفاجر، يرى ذنوبه كذباب.. ": " أي ذنبه سهل عنده، لا يعتقد أنه يحصل له بسببه كبير ضرر، كما أن ضرر الذباب عنده سهل، وكذا دفعه عنه " .
وقال في قوله: " فقال به هكذا ": " أي نحَّاه بيده أو دفعه: هو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ " .
وقال في قوله: " بيده على أنفه ": " هو تفسير منه لقوله " فقال به " .
قال المحب الطبري: إنما كانت هذه صفة المؤمن؛ لشدة خوفه من الله ومن عقوبته؛ لأنه على يقين من الذنب، وليس على يقين من المغفرة.
وقال ابن أبي جمرة: السبب في ذلك أن قلب الفاجر مظلم؛ فوقوع الذنب خفيف عنده، ولهذا تجد من يقع في المعصية إذا وعظ يقول: هذا سهل.
قال: ويستفاد من الحديث أن قلة خوف المؤمن ذنوبه، وخفته عليه يدل على فجوره.
قال: والحكمة في تشبيه ذنوب الفاجر بالذباب كون الذباب أخف الطير، وأحقره، وهو مما يعاين ويدفع بأقل الأشياء.
قال: وفي ذكر الأنف مبالغة في اعتقاده خفة الذنب عنده؛ لأن الذباب قلما ينزل على الأنف، وإنما يقصد غالباً العين.
قال: وفي إشارته بيده تأكيد للخفة - أيضاً - لأنه بهذا القدر اليسير يدفع ضرره " .
قال ابن حجر: " قال ابن بطال: يؤخذ منه أنه ينبغي أن يكون المؤمن عظيم الخوف من الله - تعالى - من كل ذنب صغيراً كان أو كبيراً؛ لأن الله - تعالى - قد يعذب على القليل؛ فإنه لا يُسأل عما يفعل - سبحانه وتعالى - " .
والحاصل أنه لا يجوز للمؤمن أن يستهين بذنب مهما صغُر؛ فإن امرأة دخلت النار في هرة.

التفاحه
08-20-2009, 04:15 PM
الله يعطيك الف عافيه يالفارس

ومشكور على الموضوع