المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انسحاب اردوغان التركي! هل هي بداية زعزعة مع اسرائيل؟


اشراق العالمrss
01-30-2009, 03:15 PM
بكل صراحة بين الفينة والاخرى يطل علينا زعيم جديد بكلام مشرف سبقة شافيز وغيرة والان هو رجب طيب اردوغان التركي
اردوغان لبيريز : أنتم قتلة!
اردوغان لبيريز: سيد بيريز أنت أكبر مني سنا، أنا أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ وأتذكر قول رئيسي وزراءكم إنهما يشعران بالرضا عن نفسيهما عندما يهاجمان الفلسطينيين بالدبابات


http://www.bokra.net/images/news2008/11302009083829.jpg

احتشد الآلاف من الأتراك في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة احتفاء برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي انسحب غاضبا مساء أمس الخميس من المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس بعد سجال ساخن مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.

وحمل المحتشدون الأتراك الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس" و"أهلا وسهلا بزعيم العالم"، ورددوا شعارات مناوئة لإسرائيل في الوقت الذي وصل فيه رئيس الوزراء إلى مطار أتاتورك الساعة الثانية والنصف من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي (0030 بتوقيت غرينيتش).

وكان أردوغان انسحب من منصة إحدى ندوات منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا احتجاجا على منعه من التعليق على مداخلة مطولة للرئيس بيريز بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وترك أردوغان مقعده غاضبا وغادر المنصة بعدما احتج على منعه من الكلام.
أردوغان لبيريز
وكان أردوغان قد خاطب قبل ذلك بيريز ردا على بعض ما جاء في مداخلته بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة قائلا "سيد بيريز أنت أكبر مني سنا، أشعر أنك ربما تشعر بالذنب قليلا لذلك ربما كنت عنيفا، أنا أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ وأتذكر قول رئيسي وزراء من بلدكم إنهما يشعران بالرضا عن نفسيهما عندما يهاجمان الفلسطينيين بالدبابات".

وأضاف "أشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما تقوله لأن عددا كبيرا من الناس قد قتلوا، وأعتقد أنه من الخطأ وغير الإنساني أن نصفق لعملية أسفرت عن مثل هذه النتائج".

ولم يترك مدير الجلسة أردوغان يتم رده على بيريز، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة قائلا "شكرا لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب".

وقال أردوغان إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى كما تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدوره 12 دقيقة، غير أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة.
"
أردوغان لبيريز: أشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما تقوله لأن عددا كبيرا من الناس قد قتلوا، وأعتقد أنه من الخطأ وغير الإنساني أن نصفق لعملية أسفرت عن مثل هذه النتائج
"
بيريز يعتذر
وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن بيريز اتصل هاتفيا بأردوغان للاعتذار له بعد السجال الذي وقع في إحدى جلسات منتدى دافوس، وذلك عندما احتج أردوغان على منعه من التعليق على مداخلة مطولة لبيريز عن الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقده عقب الجلسة إن مغادرته القاعة جاءت احتجاجا على منعه من الرد على بيريز.

وأضاف أن بيريز "تحدث مدة 25 دقيقة، وكان أثناء حديثه يلتفت إلي ويحدثني مباشرة بطريقة تتنافي وروح المناقشات التي تدور في منتدى دافوس".

وقال أردوغان إن بيريز رفع صوته عدة مرات، مشيرا إلى أن احترامه لبيريز ولسنه منعه من رفع صوته بالمثل رغم قدرته على ذلك. وقال إن ما ذكره بيريز لم يكن صحيحا وإن التاريخ والوقائع تفند ذلك.

واعترض أردوغان على مدير الجلسة الذي قال إنه كان ينبغي عليه أن يدير الحوار وفق ما تقتضيه القواعد المرعية، لكنه بحسب أردوغان أراد أن ينهي الجلسة دون أن يعطي المشاركين وقتا للرد




انسحاب اردوغان درس للعرب
هذه ليست المرة الاولى التي يظهر فيها رئيس وزراء تركيا فروسيته ومعدنه الاسلامي الاصيل، فقد وقف كالجبل في مواجهة الحملات الاسرائيلية التي تعرض لها لانه انتصر لضحايا مجازر غزة

http://www.bokra.net/images/news2008/11302009124038.jpg

لم نفاجأ بانسحاب السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا من ندوة عقدت في اطار فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي بسبب عدم السماح له بالرد على مغالطات شمعون بيريس رئيس الدولة العبرية، حول عدوانها الأخير على قطاع غزة، ولكننا فوجئنا ببقاء السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية على المنصة نفسها التي يجلس عليها بيريس، ودون ان يبادر بالتصدي له وفضح اكاذيبه.

السيد اردوغان لم يتحمل مرور سموم بيريس دون رد مفحم، خاصة انه دافع عن عدوان ادى الى استشهاد اكثر من الف وثلاثمائة وخمسين شخصا، ثلثاهم من الاطفال والنساء، وادعى ان اسرائيل حريصة على السلام، وحمّل حركة 'حماس' وفصائل المقاومة الاخرى مسؤولية ما حدث، ولكن المشرف على ادارة الندوة رفض اعطاءه الكلمة تحت ذريعة انتهاء الوقت، مما يكشف عن مدى تستر مثل هذه الملتقيات على المجازر الاسرائيلية، والانحياز بالكامل للذين يرتكبونها.

وهذه ليست المرة الاولى التي يظهر فيها رئيس وزراء تركيا فروسيته ومعدنه الاسلامي الاصيل، فقد وقف كالجبل في مواجهة الحملات الاسرائيلية التي تعرض لها لانه انتصر لضحايا المجازر في قطاع غزة، وادان اسرائيل بأقوى الكلمات.

بيريس معروف بالكذب، وتزوير الحقائق، فقد ادعى اكثر من مرة ان اسرائيل لم تقتل الاطفال في القطاع، وقال انها تقدم على عدوانها من اجل حماية اطفال اسرائيل، وعندما ووجه بالصور الموثقة لاطفال مزقت اجسادهم الصواريخ الاسرائيلية ادعى ان هؤلاء قتلوا بطريق الخطأ.

لا نعرف كيف استشهد هؤلاء بطريق الخطأ، فسماء غزة ليست مثل سماء لندن ملبدة بالغيوم، والطائرات الاسرائيلية كانت تحلق بحرية مطلقة، ورؤية واضحة، دون اي مضايقات ارضية، فالمقاومة الفلسطينية لا تملك، وللأسف الشديد، مضادات ارضية ولا صواريخ للتصدي للطائرات، اي ان احتمالات الخطأ معدومة كليا.

بيريس ركز في كلمته في دافوس على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، ولكنه تجاهل حقيقة ناصعة وهي ان المسألة ليست في حق اسرائيل في الدفاع عن النفس مثل اي شخص آخر، وانما في ما اذا كانت تملك الحق في فعل ذلك بالاستخدام المفرط للقوة مثلما شاهدنا في قطاع غزة مؤخرا.

وما يحز في النفس ان هذه الأكذوبة التي تبرر قتل الاطفال والنساء صدقها وكررها الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما، وكأنه لا توجد بدائل اخرى مثل البدائل السلمية، التي لم يتحدث احد عن ضرورة اللجوء اليها لتجنب المجازر والتدمير الكامل لحياة مليون ونصف المليون فلسطيني من ابناء القطاع، وتشريد خمسين الفا منهم على الاقل، يعيشون حاليا في العراء بسبب الجدل العقيم حول الجهة التي يجب ان تشرف على اعادة الاعمار.

السيد اردوغان قال ما لم يقله الزعماء والمسؤولون العرب المشاركون بصفة دائمة في هذا المنتدى، لاظهار اعتدالهم وحضاريتهم في اجراء حوارات مع المسؤولين الاسرائيليين، والجلوس معهم في لقاءات جانبية، ومجاملتهم في المناسبات الاجتماعية وحفلات الاستقبال والعشاء، وكأن هؤلاء اصدقاء يمثلون دولة شقيقة.

لا نعرف كم مسؤولا عربيا من المشاركين في منتدى دافوس صافح بيريس والوفد المرافق له، ولا نستغرب ان يكون السيد موسى الذي كان جالسا الى جانبه في الندوة نفسها قد فعل ذلك، وهو يدرك تماما، اي السيد موسى، ان الدماء الطاهرة لاطفال غزة التي سفكها جيش بيريس وطائراته ما زالت طرية لم تجف بعد.

مشكلتنا ان النظام الرسمي العربي ليس متواطئا فقط، لا بل هو مشارك ايضا في العدوان الاسرائيلي، ويتضح ذلك بجلاء من خلال سلوك مندوبيه وممثليه في المحافل الدولية، واستقبالاتهم الحارة للمبعوثين الأمريكيين، مثل جورج ميتشيل، دون أن يقدموا على الاحتجاج على تصريحاته وتصريحات رئيسه ورئيسته المنحازة بالكامل إلى المجازر الاسرائيلية.

فالسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية دشنت مهمة السناتور ميتشيل قبل يومين بالتأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، في أول مؤتمر صحافي تعقده، وقالت ان الصواريخ الفلسطينية على أرضها (أي اسرائيل)، لا يمكن ان تمر دون رد. أما رئيسها أوباما فقد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قال بالحرف الواحد 'إذا سقطت الصواريخ على مكان تنام فيه طفلتاي، فإنني سأفعل كل شيء من أجل ايقافها'، وكان يشير بذلك إلى أطفال اسرائيل، وليس إلى أطفال قطاع غزة الذين يذبحون بالصواريخ والقنابل الفسفورية الاسرائيلية التي تلقيها طائرات (اف 16) الأمريكية الصنع على مدارسهم التي احتموا بها ظناً ان علم الأمم المتحدة سيحميهم منها.

أوباما لم يقل كلمة واحدة عن المستوطنات وسرقة اسرائيل للأراضي والمياه الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو صمت لا يتماشى مع تصريحاته النارية حول التزامه بقيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام واستقرار.

أردوغان وليس القادة العرب، الذي بات يملك الشجاعة، وهو الحليف الأقوى لواشنطن، ويتصدى للتزويرين الأمريكي والاسرائيلي في كل المحافل الدولية دون استثناء، رغم ان هذه المواقف الشجاعة قد تكلفه وبلاده الشيء الكثير، مثل اغلاق الباب نهائياً امام مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي. فالرجل يتماهى مع شعبه ومشاعره، هذا الشعب الذي تظاهر بالملايين في شوارع أنقرة واستانبول، ويستند إلى تراث اسلامي عريق لا يخجل منه بل يتباهى به، وانعكس في قوله انه واحد من أحفاد الامبراطورية العثمانية.
شكراً للسيد أردوغان، نقولها للمرة الألف، ومن قلب مفعم بالمرارة والاحباط من قيادات تدعي انها عربية ومسلمة، تصمت على مجازر غزة تواطأً، وتغلق المعابر في وجه ابناء القطاع المحاصرين المجوّعين.

نقول أيضاً شكراً لهؤلاء الناشطين والمحامين الذين يطاردون السفاحين الاسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في قطاع غزة، وخاصة مجزرة اسرة العثامين شمال القطاع، ومجزرة الشاطئ، ومجزرة اغتيال الشهيد صلاح شحادة وافراد أسرته. فهؤلاء هم العرب والمسلمون الحقيقيون، والذين تجري في عروقهم دماء العزة والكرامة والعدالة، وهي قطعاً ليست من فصيلة دماء معظم الزعماء العرب.