المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن أكون ذئباً ولو أكلتني الذئاب


zaouimokhtar
12-06-2009, 11:01 PM
ذات يوم نصحني أحدهم قائلاً : إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب
وطلب مني أن أفكر في الاستفادة من هذا المثل الشهير في حياتي كي أعيش في عالمي بقوة و ثبات
فكرت في كلامه و هممت بأن أبدأ بالتدرب كي أصير ذئباً لأن الذئاب و المخادعين منتشرون حولي دائماً و عانيت منهم كثيرا
حاولت أن أرسم مخططاً لأعيش فيه كذئب في عالمي القاسي الذي باتت تحكمه شريعة الغاب تماماً يأكل فيه القوي الضعيف و يمسحه من الوجود و يبني سعادته و مجده على حساب ذلك الضعيف
درست طريقة تفكير الذئاب حيث الهجوم المفاجئ و المكر و الخداع و المراوغة قبل غرز الأنياب في اللحم بلا شفقة ولا رحمة
لكنني وجدت الذئب هنا أكثر رحمة من كائن جديد يظهر بقوة اليوم ألا وهو الذئب البشري
كائن يشبهنا له جلدنا نفسه و تكويننا نفسه ، مظهر خارجي رائع و مميز و لسان عذب و كلمات منمقة و لكن قلبه قلب ذئب يخدعك بطريقة عصرية و يصطادك بأنياب غدره فجأة و دون سابق إنذار
وهكذا حاولت أن أدرس طريقة تفكير الكائنين معاً الذئب و الذئب البشري كي أوازن بين كوني بشرياً و رغبتي في أن أصير ذئباً كي لا تأكلني الذئاب
بدأت أولاً بتغيير طريقة تفكيري العاطفية و حولت العاطفة الصادقة إلى كذبة جميلة و منمقة وشهوة مقنعة بقناع من الحب و الصدق
ثم بدأت بالاهتمام بمظهري الخارجي ، حلاقة جديدة عصرية تجمع بين الرزانة و الحيوية و ملابس أنيقة و عطور فاخرة
وبعدها تعلمت بعض الحيل و الخدع الكلامية
كنت فقط أضع اللمسات الأولية و أدرب نفسي تدريجياً و لم أنفذ شيئاً بعد
و بينما كنت أهم بالتنفيذ نظرت في المرآة فوجدت شخصاً لا أعرفه !!!
لم أر نفسي في المرآة و شعرت بأنني أنظر إلى أعماقي و كأنها سجينة في جسد آخر غير جسدي
شعرت بالخوف من نفسي و فكرت بعمق و روية
فكرت كثيراً راجعت كل ما مر بي من أحداث طوال حياتي ، تذكرت كل شخص خانني و مكر بي و خدعني و ما أكثرهم
لكنني عندما فكرت بهم وجدتهم أقل بكثير من أن أغير نفسي لأجلهم
نعم لا يستحق أحد من هؤلاء أن أتحول بسببه إلى ذئب
أنا لست ذئباً أنا إنسان !!!!
نعم إنسان علمني وحي ربي أن أكون بعون أخي الإنسان ، وأمرني بأن أدفع السيئة بالحسنة و أوصاني نبيي الكريم صلوات الله و سلامه عليه بالإحسان إلى سابع جار
لن أكون ذئباً مهما فعلتم يا ذئاب البشر ، سأبقى كما أنا صادقاً ووفياً و مخلصاً و متسامحاً
لن أكون ذئباً ولو أكلتني الذئاب

تقبلوا تحياتي

ضجيج الصمت
12-07-2009, 01:53 AM
يتعامل كل انسان بأصله في هذه الحياة ومن الصعب جدا ان يتحول الانسان الى ذئب حتى لاتأكله الذئاب الجائعة ,,ينهش ويظلم ويقتل ويجرح حتى يكون الاقوى فقط في زمن طغى فيه الجبروت والانا..

الافضل من وجهة نظري ان يقال عني انسانه يؤكل حقها ولا ان يقال ذئبة تنهش في اعراض البشر..
حقوقي ان لم استطع اخذها بحكمتي فلن اخذها بقوتي ..
وكما قلت اخي الكريم لايوجد في هذه الدنيا احد يستحق ان نتحول من الانسانية الى الحيوانية من أجله ,,خالقنا خلقنا مكرمين ولايمكن ان يرضى احد ان يهين نفسه من اجل ان لاتأكله الذئاب..
وعلى الانسان ان يفرض على الجميع احترامه بأخلاقه العالية لا ان يفرض عليهم الخوف منه لقوته..

موضوع راقي وطرح اعجبني كثيرا في سرده..
سلمت اناملك على ماكتبت..

zaouimokhtar
12-07-2009, 08:52 PM
أشكرك جزيل الشكر أختي ضجيج الصمت على هذا
الحضور المشرق والرد المميز الذي أضاف للموضوع
وقرب المقصود أكثر

تقبلي تحياتي واحتراماتي

alfares
12-07-2009, 09:18 PM
نعم ٌ بعقلك وفكرك

جميل اخي واستاذي المختار ماقرأته هنا

ولكن لدي وجهة نظر بأن الحياه فيها الورد والشوك لابد ان نتعامل معها بحذر
عندما يكون الانسان حمل وديع بين الاسود والذئاب فإن مصيره معروف
لماذا لايكون الانسان ذو مخالب بين ذوي المخالب حتى يرعبهم فلا يؤذونه ويرعبونه فلايؤذيهم

جملة لن اكون ذئباً ولو اكلتني الذئاب تدل على الضعف
كن ذئباً ولكن لاتؤذي ولن تُؤذى


تحيتي وتقديري

دمت لاشراقك

zaouimokhtar
12-07-2009, 10:13 PM
نعم ٌ بعقلك وفكرك

جميل اخي واستاذي المختار ماقرأته هنا

ولكن لدي وجهة نظر بأن الحياه فيها الورد والشوك لابد ان نتعامل معها بحذر
عندما يكون الانسان حمل وديع بين الاسود والذئاب فإن مصيره معروف
لماذا لايكون الانسان ذو مخالب بين ذوي المخالب حتى يرعبهم فلا يؤذونه ويرعبونه فلايؤذيهم

جملة لن اكون ذئباً ولو اكلتني الذئاب تدل على الضعف
كن ذئباً ولكن لاتؤذي ولن تُؤذى


تحيتي وتقديري

دمت لاشراقك

نعم اخي الفارس وجهة نظرك صحيحة
فالمسلم مطالب بأن يكون كيس فطن
والطيبة مع السذاجة تولد الندامة والحسرة
لكن....
القصد من عبارة : لن أكون ذئبا ولو أكلتني الذئاب
هي تلك الفطرة البشرية التي ينبغي أن
تسود علاقات البشر ببعضهم البعض كما أرادها الله عز وجل
وعلى ضوئها يتم التعامل بعيدا عن الغفلة
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لست خبا ( صاحب حيلة ) ولا الخب يخدعني

تقبل تحياتي الأخوية