تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تجربتي مع الإلحاد ...... من مذكراتي القديمة


اشراق العالمrss
01-25-2009, 08:47 PM
السلام عليكم إخوتي


في سنتي الأولى ثانوي , كان هناك طالب ملحد يدرس في السنة الثالثة , و كنا نقف أمام باب الثانوية مجموعة نتبادل أطراف الحديث, و في يوم وقف الطالب الملحد مع أحد أصدقائي الذين يعرفهم و قال ساخرا :"هل الله قادر على فعل كل شيء ؟؟ ... ياااااااا رب أعطنا دراجة نارية الآن .... أين هي الدراجة ؟؟ لا أرى شيئا ! لو كان ربكم موجود فعلا و قادر على كل شيء فلماذا لم يعطنا الآن دراجة نارية ؟؟ " ...

لم أفكر حينها في محاورته ,, كانت أول مرة ألتقي فيها ملحدا ,, ظللت أفكر و أتأمل بشيء من الصدمة و الدهشة و الحسرة و شيء من الضعف ,, لم يكن عندي من أدوات محاورة الملحدين غير بعض من الإعجاز العلمي القرآني ,, رغم أن كلامه كان فيه شيء كثير من الديماغوجية و الغباء ,, لا أدري كيف إجتاحتني رغبة في مناقشة الملحدين ,, ذهبت للبيت بحثت عن كتاب يثبت وجود الله ,, و سألت صديقي صاحب مكتبة قرب ثانويتنا عن كتب في المجال فنصحني بكتاب :"حوار مع صديقي الملحد" لمصطفى محمود ,, و كتب أخرى ,,

بعد سنة دخلت عالم الحوار مع الملحدين ,, في البداية ظننت الأمر سهلا ,, واجهت شبهات و أسئلة صعبة جدا ,, شبهات تزعزع العقل و تزلزل القلب ,, كنت في كل مرة أعلق فيها ,, أفزع لإخوة دكاترة أفنوا حياتهم في مناظرة الملحدين و غيرهم ,, فأجد الجواب و الرد الذي لم أكن أتخيله ,, فأزداد شجاعة و إيمانا ,, مع الوقت تعلمت تقنيات المناظرة و إكتسبت أدواة الحوار المنطقي المنهجي ,,

بعد سنة ,, كنت في مخيم دراسي على أحد الشواطئ الجميلة ,, فجاء عندي بعض الأصدقاء و أخبروني أن هناك طالب ملحد ,, فذهبت عنده في الحال ,, ربطت معه صداقة بسرعة ,, و سألته إن كان ملحدا فعلا ,, فأكد لي ذلك ,, و إتفقت معه أن نتحاور ,, وجدته عكس ما توقعت ,, أكاد أظن أنه ما من كتاب قرأته إلا و قد قرأه ,, حيث كنت أقول له فكرة ما أو معلومة ما ,, فيقول لي :"قرأت هذه في كتاب كذا كذا " فأرد عليه مبتسما و مندهشا :"نعم" ,, تطرقنا تقريبا لأغلب المواضيع ,, الفكرية العقلية ,, القرآنية ,, تشريع ,, فقه ,, عقيدة ,, بيولوجيا ,, نظرية التطور ,, إقتصاد ,, إجتماع ,, سياسة ,, تاريخ ,, و كنت أحيانا أقول له :"دع هذا السؤال حتى أفكر فيه ,إطرح سؤالك التالي " كان مثقفا جدا ,, طلب مني أن أقرأ الكتب الحمراء التي كتبها لينين ,, وافقت و في الغد جاءني بسلة من الكتب الحمراء اللون ,, قرأت واحدا ,, كانت تتحدث عن الشيوعية و مشروع الدولة الشيوعية و تفاصيلها الإقتصادية و الإجتماعية .. وجدتها مملة ,, لذلك قررت أن لا أضيع وقتي في قراءتها كلها ,,

بعد أيام عرضت على أستاذ شريعة كان معنا أن ينضم للحوار ,, فإنضم لنا و تحاورا ,, و قد أغرقه الأستاذ بكل ما يهم الإعجاز العلمي و رد على أغلب الشبهات المتعلقة بالقرآن و التشريعات .. جزاه الله خيرا

بعد أيام ,, زارنا شخص رائع ,, عنده دكتوراه في الفيزياء النووية و ماجستير في علم الإجتماع ,, كان من المتوقع أن نقدم أنا و هو محاضرة ,, لكنه إعتذر و تركني أواجه مصيري في تقديم أول محاضرة أمام عدد كبير من الناس ,, أشعر أنه تعمد ذلك ,, ليضعني على المحك ,, في الغد وقفت مع الدكتور بعد صلاة المغرب ,, و طلبت منه أن يحاور صديقي الملحد ,, و يقنعه بفيزيائه ,, أخبرته أنه لا يمكن أن يظل كافرا ,, يجب ان يسلم و المهمة مهمتنا ,, لم أتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء ,, يا ربي ,, إنه طيب و لطيف ,, لكنه ضال ,, و يجب أن نرشده و نقنعه ,, قبل أن يموت ,, و يكون مصيره النار ,, ربت الدكتور بحنان على كتفي أو ضمني لا أذكر ,, و وعدني أنه سيحاول إقناعه ..
كلمه عن بداية الكون و النظريات الفيزيائية التي تثبت أنه حديث و شرح له أمورا معقدة عن سيرورة الكون ,,

شعرت أني أفرغت جعبتي ,, و لم يعد عندي جديد لأقوله له ,, لم يبق إلا الدعاء

قبل إنتهاء المخيم بيومين ,, فوجئت به مع الفجر مستيقظا ,, لن أستطيع وصف شعوري حينها ,,
لقد أسلم أخيرا

الله أكبر

تسابقت دموعي تصارع إبتسامتي ,,
الحمد لله
ظللت أسأله :"هل أسلمت ؟؟ " "و متى ؟؟ " " و كيف ؟؟ " "هل أسلمت حقا ؟؟ " " هل أنت متأكد ؟؟ "
ثم أعود به بعد ساعات و أسأله نفس الأسئلة ,, كنت كمن وجد ضالته فخشي أن تضيع منه مرة أخرى ,,

في الليلة الأخيرة ,, جاءني مع منتصف الليل ,, سجل عنواني و رقم هاتفي و إيميلي ,, و سجلت معلوماته أيضا ,, و توادعنا بحرارة ,,

أيوب الآن ,, من أعز الأصدقاء ,, صرنا معا نحاور الملحدين ,, كتب كتابا عن المرأة ,,و يود نشره ,, نصحته أن لا ينشره ,, لأنه قد يحاكم بسبب آرائه الراديكالية تجاه المرأة .. عندما كتبت هذا المقال كان يحضر حاله ليسافر لألمانيا لإتمام دراسته ,, الآن هو في سويسرا يدرس الفيزياء ,, دعواتكم له ..

http://www.ser8.com/vb/showthread.php?t=12117


أخوك في الله تفاؤل