![]() |
تونس فيها حر؟!
مقالي ليس له علاقة بالـ 800 مليون التي ذهبت دعما لأشقائنا في تونس، اللهم زد الخير وبارك به .. ولكنّي تذكرت وأنا أتنقل بين تغريدات هاشتاق : #800مليون_من_السعودية_لتونس ، تذكرت تلك العبارة التي كانت ( عيارة خبيثة المعنى ) في زمنٍ فائت يقال له الآن (زمن الطيبين) وكانت بمثابة الكارثة لمن يجيب عليها : ( تونس فيها حر؟ ) .. ومعنى كلمة تونس باللهجة العامية ؛ تشعر أو تحس أو ماشابه ، وهناك عبارات كثيرة مغلفة بالتورية الخبيثة مثل : قطر فيها زيت ... عبارات عفى عليها الزمن ولكنها أيضا ليست متعلقة بمقالي هذا سوى أنها نقلتني للزمن الجميل ، زمن كانت الحياة فيه مباركة رغم شح الرواتب ، كانت الأسعار في متناول اليد وكانت الخمس مئة تأتي لك بقوت شهر كامل ، وربما تفيض... كانت دقيقة الإتصال تصل إلى ثلاث ريالات وربما أربع، ورغم ذلك لاضير فالكل في فلك الأنس والبسطة يسبح ... ماذا تغيّر الآن ؟ لا أرغب أن أسمع إجابة من يدعون مثالية الاقتصاد عندما يقولون : هذا تضخّم في التجارة العالمية ... هناك أشياء كثيرة تغيرت حتى لم تعد تكفينا مدخولاتنا الشهرية ، هناك قلوب امتلأت حسدا ، هناك فساد منع عنّا البركة في الرزق ، هناك تباغض وتباعد ، هناك عزوف عن الاستغفار ... تضخّمت القطيعة ، وأصبح الكل يعدو ويغدو لنفسه ، ولا يشعر بمن حوله ، حتى الأخ ابتعد عن أخوه والجار ابتعد عن جاره ،انفصلت أواصر المحبة والإيثار ، واندثر وشيج القرابة ، وانتشر الفساد في البر والبحر ... أنسانا الجشع والطمع أن نقول الحمدلله على مافي أيدينا ، وأن ننظر بعين الرضا بما قسمه الله لنا ... لستُ في مقام ادعاء المثالية فأنا مثل الشعب أضيق ذرعا وأتوق للأفضل ، ولكن عندما أنظر بأني بخير وأطفالي بخير وأستطيع أن آكل وأشرب وأنام وأنا في صحة وعافية مع ابنائي، أقول اللهم لك الحمد حتى ترضى ... لنبدأ بإصلاح أنفسنا ، ليبارك الله في رزقنا ، وصحتنا وأمننا. |
الساعة الآن 04:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir