شهرة الدعاة في الشرق الأوسط دليل على.. (هل توافق هذا المقال ؟)
 

شهرة الدعاة في الشرق الأوسط دليل على إنتشار الثقافة السماعية ,فليس الداعية إلا حكاء وحافظ ممتاز لعدد كبير من القصص والأحاديث وبالطبع قد يكون حافظ لكتاب الله بشكل ممتاز .
لكن القصص التي يحكونها موجودة وبالتفصيل الممل في الكُتب ,لكن أمة إقرأ لا تهتم بشيء إسمه كتب أو مكتبة أو أي شيء .
وتراهم يصفون الداعية فلان بالعلم وهم في غاية الدهشة من القصص التي يرويها والكلام الذي يقوله ,ناسين أنه ما أصبح (داعية ) إلا بحفظه للكتب التي قراءها ولحسن حظه وجد فائدة مالية لجهده وتعبه في حفظ هذه الكُتب والتي هي بالطبع كتب القرون الأولى والتي ليس فيها كثير شرح لكيف تنشاء المجتمعات وكيف تنهار ,وكيف نختار حكامنا ورؤوسائنا .
والمشكلة أن (الداعية ) أصبحت له مكانة ونوعا من التقديس في نظر المجتمعات ,فهو أولا يعامل مثل شخصية مرشدة وقيادية وليس كل داعية يمكن أن يكونوا قادة رأي إما لجهلهم وإما لأنهم ليسوا أحرارا ,فالداعية يخشى أن يسجنه ولي الأمر ,على كل حال لو أن الداعية تحدث في السياسة فإنه سيقول لك : هيا لنحرر فلسطين . وبعد التحرير سيحدثك داعية أخر عن الفتح ويقول لك : هيا نفتح روما وإيطاليا وفرنسا .
ويظن بعض الناس أن حُب هؤلاء الدعاة عمل صالح ؛ أولا لنتفق أن الحب أصلا عمل صالح ,لكن بالنسبة لي الداعية ليس شخصا مختلفا عني ,فأنا لست مسيحيا وهو ليس بابا الفاتكيان .
فالعلم الذي عند أجعص داعية في الدنيا أجده بسهولة في الكُتب التي حفظها .
فهؤلاء الدعاة على كثرتهم لا يؤلفون الكتب ,ولا يكتبون المقالات الفكرية الرصينة .
وشهرتهم واسعة لأن الناس تفضل أن تسمع وأن تشاهد التلفاز ,بدلا من أن تشتري كتب لتقراءها ,والعجب العجاب أن بعض الناس لا يثقون في عقولهم وتظن أنها لن تفهم الدين ولا قصص الصالحين إن فتحت الكتاب وقرأت ,ولن تفهم أحداث معركة بدر إن قرأت ولم تسمع .
وبل هؤلاء الدعاة هم أداة الحكم الناعمة للتحكم في الشعوب إما لإبقاهم خانعين وأذلاء وإما لجعلهم يثورون على حاكم أخر ,فلو أن ( ولي الأمر ) أراد أن يدمر خصم له ,فإنه سيشير لهؤلاء الدعاة بنظرة بمعنى ,أدعوا للجهاد ضد هذا أو ذاك .
منقول للنقاش ..