عمري....سُرق مني

عمري ........سُرق مني
كانت صغيرة ,, طرية العظم ,, رقيقة الإحساس ,, تبرق عينيها بنور المستقبل المشرق ,, هي لا تدري أن الحال سيتغير . ما الذي جرى , فجأة يصبح الصغر شيخوخة , و الطراوة خشونة , و المستقل ظلمة حالكة . تلك السعادة تنقلب تعاسة ,, فتأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ ,,, تظلم من أقرب الناس إليها ,, تحرم من أبسط حقوقها ,,تكوى بنار الطلاق و هي في مقتبل العمر ,, ثم تكوى بنار الضرة مرتين ,, وزاد على ذلك تحرم من أغلى ما في الوجود
تحرم من الذرية ,, من ضمة صغير على صدرها يخفف من آلامها تنظر في عينيه فتنسى ذاتها ,,, هي تعرف في قرارة نفسها أن ذلك كله من بتقدير المولى سبحانه و تعالى فتحمده في السراء و الضراء .
ثم تحرم من أبسط ما يكون للزوجة ألا وهو السكن و المأوى تحبس في غرفة واحدة من ذلك المنزل الواسع الذي هو حق لمهات الأولاد ,, و كأن البشر هم أصبحوا قضاة يعاقبون من لا تنجب, لن أقول أن هذه الإنسانية أني لقيتها على قارعة الطريق كما في الروايات ,,,, إنها تسكن في أعماقي ... فلا تعجبوا من ذلك .

أن حُرم الانسان من الذرية فحتماً سيعوضه الله بغيرها وأن تسلط عليه الاخرين فالله سبحانه سيفرجها عليه ويرزقه من حيث لايحتسب اذا اتقاه وتوكل عليه ودعاه..
حفظك الله ورزقك ماتتمني.