رحلتي الى تونس الخضراء

[alfares]

كانت انطلاقتي الى تونس من القاهرة والسبب انني مع بعض الأخوة ونحن في الرياض قررنا السفر معاً للقاهرة. ولكن لم ترق لي فكرة البقاء فيها طيلة لإجازة( 18 يوم). وما احد منهم رغب الذهاب معي. تركتهم في القاهرة وسافرت لوحدي.
سفري الى تونس يعتبر سفر الى عالمين: عالم القاهرة الصاخب الذي أعرفه ولا يهدأ و تونس التي أجهلها ولأول مرة أزورها في حياتي. مساء يوم الأحد 4:30 توجهت الى المطار ولأول مرة اركب مع راعي تكسي ويعطيني التسعيرة المعقولة بسرعة. رحلتي كانت الساعة الثامنة على الخطوط المصرية رقم 843 من طراز ايرباص 333. فضلت الخروج مبكراً فالطريق الى المطار من شقتنا يأخذ ساعة على الأقل. انهيت إجراءات السفر واخذت البوردنغ واتجهت للبوابة رقم 9 ولكن تفجأت انها تأخرت حوالي ساعة ونصف. جلست اشرب الشاهي وانا اتفرج على فلم معروض لهنيدي على شاشة مسطحة اعلى الصالة. طلعت فوق وقمت اشرب كابتشينو وبدأت اكتب لكم بدايات هذه الرحلة من أولها.
صورتي بمطار القاهرة بالدور الثاني

شفت انه من الأحسن ان اصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بعد ان حل الظلام. على فكرة من دخلت المطار ما عطيت بقشيش لأحد أبداً على الرغم من إلحاح تلميحاتهم. ولكن عطيت واحد كم جنيه لأني رحمته وكان يعطيني مناديل كلما غسلت يوم جيت أتوضأ.
دخلنا الطائرة بعد ان مررنا بالقنوات المعتادة. لم أرى معنا من الخليجيين الا عدد يعد على الأصابع عرفتهم من كشراتهم. سبحان الله احياناً كشراتنا توضح اذا كنا في بعض الأماكن.
صورة للمطار

صورة لي داخل الطائرة

اقلعت بنا الطائرة تماماً الساعة 9:45 مساءً في رحلة استمرت 3 ساعات. الأكل حقهم ما جاز لي. خذت شي بسيط وحاولت انوم وما قدرت. ( يالله يا قلبي تعبنا). المهم وصلنا بحمد الله الى مطار قرطاج الدولي في تمام الساعة 2 الا الربع صباحاً بتوقيت تونس. وجدت المطار حقيقة متواضع والغريب ان المواطنين التونسيين يقفون مع المسافرين الأجانب. وحتى امر من عند الجوازات استغرق الأمر مني ساعة لتزامن مجموعات سياحية اوروبية سياحية معنا. بعدما خرجت وراسي مصدع من قل النوم والحر اللي لفحنا في الصالة توجهت الى احد البنوك لتبديل العملة. ومن ثم خرجت ابحث عن تكسي رسمي. الصراحة لقيت في المطار ناس يعرضون التوصيل وخفت منهم في هالفجر لحالي. المهم قالي راعي التكسي بعدما ركبنا علشان معك عفش اباخذ منك 15 دينار. انا اصلاً ما أدري كم المشوار بيأخذ ولا أدري وين موقع الفندق ولكن فضح نفسه يوم قال علشان معك عفش وان اصلاً ما معي الا شنطة صغيرة. خليته يرجعني. ونزلت اخذت تكسي ثاني بعشره دينار( وش رايكم حمش هاه؟). لا تصدقون على العموم يوم صرفت من البنك ما عديت الفلوس عطانيها كلها من فئة عشرة درهم. وبعد يومين اكتشفت انها ناقصة بما يعادل 100 ريال. وصلت فندقي وهو نزل افريقيا في شارع الحبيب بورقيبه . دخلت الغرفة وبدلت ملابسي.
صورة لغرفة الفندق

صورة أخرى للغرفة

وعادة اذا وضعت حقائبي في الغرفة في سفراتي الماضية اقوم باكتشاف الفندق و المناطق المجاورة له


في الصباح نهضت في تمام الساعة العاشرة الا الربع ولم يصحوني مع العلم اني مبلغهم يصحوني الساعة 9 واعطيتهم رقم الغرفة الذي كان 1208. المهم نزلت وافطرت حيث كان الفطور من ضمن البيعه. الحقيقة كان فطورهم ممتاز خاصة اذا وقفت قدام اللي يصلح البيض على الطريقة اللي تبيها. مرة طلبت شكشوكه واليوم الثاني خليته يسوي لي أومليت. وعلى فكرة تراهم يسمون البيض المقلي " مركوض " وما أدري منهو اللي لاحقه.
وبدون انتظار حيث الشوق يملؤني لإكتشاف هذه المدنية. خرجت للمشي في شارع الحبيب بورقيبه. وقبل خروجي سألت موظفة الاستقبال عن كيفية الذهاب الى الحي القديم.

صورة لشارع الحبيب بورقيبه


صورة أخرى لشارع الجبيب بورقيبه من نافذة غرفتي


واصلت المشي . الحقيقة وجدت الشارع مزدحماً بالمارة والجالسين على غير الصورة التي كان عليها البارحة كما أنه يستاهل المشي فيه والقعده في أحد قهاويه الكثيرة المنتشرة على جنباته. مررت على المسرح البلدي الذي تم انشاؤه عام 1902م ويمتاز بواجهته الرائعه. قبله مررت على مركز تجاري اسمه البالمريوم ووجدته متواضعاً والأسعار فيه غاليه وليس فيه ما يشد النظر للشراء خاصة عاد وانا توني طالع البارح من القاهرة. واصلت المشي ومررت على نصب تذكري للمؤرخ ابن خلدون

النصب التذكاري لأبن خلدون

. خذت لي كم صورة وبعدين واصلت المشي الى ان وصلت الى باب البحر الذي يعتبر البوابة الى السوق القديم فرأيت افواج ومجموعات من السياح الأجانب. صورت وجهي المليح بجانب هذه البوابة.

صورة لباب البحر التاريخي


توجد العديد من البوابات منها باب المنارة و باب الجزيرة ولكن اللي لفت نظري باب اسمه باب سويقه واللي ساكن في الرياض يعرف وش يعني هذه الأسم.
المهم والزبده يالربع والربعات شوي وإلا انا امشي في أزقة المدينة القديمة حيث تحولت الى مئات المحلات التجارية التي تبيع الأدوات التراثية والمصنوعات التونسية التقليدية. هذه المنطقه شبيهه جداً لمنطقة خان الخليلي بجوار مسجد الحسين في القاهرة. كنت أمشي بطيئاً للفرجة وبسبب الزحمه.

صورة للمدينة القديمة ( سأضيف لاحقاً العديد من الصور لها)


واصلت المشي الى ان وصلت الى جامع الزيتونه الشهير الذي يعتبر من اقدم الجوامع في المغرب العربي حيث يعود تاريخه الى القرن التاسع . الأجانب اللي قدامي كل واحد دفع دينار ونصف ويوم جاء دوري وعرف اني مسلم قال تفضل فنحن لا نأخذ على المسلمين شي. كان يسمح للأجانب بالنظر الى ساحة المسجد الخارجية فقط دون الدخول الى المسجد. طلبت من المشرف الدخول الى داخل المسجد بعد ان علمت ان الصلوات لا تزال تقام فيه فقال لي تعال بعد الساعة الثالثة.
المهم رجعت وارتحت في الفندق ومليت البانيو وغطست فيه لأن ذا الفندق على الرغم من اناقته وكبره لا يوجد فيه مسبح.
خرجت من الفندق قرابة الساعة الرابعة عصراً . تناولت الغداء في مطعم باريس في شارع بورقيبه. بعدها اتجهت الى المدينة القديمة ومنها الى جامع الزيتونة. لا حظت قلة عدد الأجانب في هذا الوقت. المهم دخلت داخل الجامع وأخذت أتأمل اروقته المبنية من الرخام وبعض النقوش على قبابه. وجدته رائع المعمار . وقفت امام المحراب . اخذت العديد من الصور. بعد ذلك خرجت الى باحة المسجد الفسيحة وجلست على حصيرة..تخيلت جموع المسلمين الأوائل يصلون الآن أمامي. لا أدري أي شعور اعتراني في تلك اللحظات . كانت نسمات الهواء الباردة تلاطف وجهي وكأنها تعزيني وتقول إن مثل هؤلاء القوم لن يعودوا ابداً. .......اصابني الحزن......نهضت......وجدت ان في عيني اطلالة لدمعة أسى على مجد ضاع لن يعود هو مثل أصحابه.

اترككم مع مجموعه صور لجامع الزيتونه بكمرتي












واصلت التجول في الساحة القريبة من الجامع, فمررت على المدرسة الباشية وهي مسماة نسبة الى الباشا علي الأول وبنيت وسط القرن الثاني عشر هجرية . دخلتها واخذت بعض الصور لها من الداخل.

صورة من الداخل للمدرسة الباشية


في السوق القديم تناولت القهوة في قهوة السور وأنا انصح بها. كنت الاحظ بعض السواح الأجانب الطفرانين يجون ويقعدون شوي وبعدين يصورون ويمشون. نسيت اقول لكم اني تشرفت بأداء صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً في الجامع. وتوضأت في الحنفية الموجودة في إحدى زوايا الباحة. كان فيه حمام كثير قاعد يشرب من هذه الحنفية. حاولت اخذ لقطة للمناره والحمام يطير.
في المساء ما فيه شيئ كان مميز . تناولت وجبه شعبيه في مطعم بانوراما يقع امام الفندق اسمها " كريب" وهي مثل المطبق عندنا محشوة بالبيض والجبن والتونة. المرة الثانية يوم جيت اطلبها اخذتها من غير تونه. والصراحة انها اعجبتني. وجربت الشاهي حقهم بالبندق وما جاز لي ابد وها التونسيين يحلون فيه ليل نهار. وذا تبي شاهي لازم تقول شاهي ليبتون والا جاب لك ذا الشاهي اللي حوم سبدي.

يتبع

[alfares]

مجموعة صور

المدينة القديمة ويظهر فيها جامع الزيتونه


لقطه أخرى لنفس السوق


قهوة السور في وسط المدينة القديمه


المدرسة الباشية


شارع الحبيب بورقيبه في المساء



صورة ويظهر فيها المسرح البلدي على يمين الصوره


صورة للمترو


لقطه لي في قهوة السور ولاحظو كيف وجهي يلق ويتلألأ بالبياض


اعتقد هذه احسن لقطه اخذتها للسوق


لقدة لباب البحر ليلاً

بعد الخروج من جامع الزيتونه وإذا توجهت يميناً ، ستجد العديد من المدارس القديمة.
من اشهرها المدرسة الباشية وقد وضعت لها صورة اعلاه.
اذا استمريت في المشي ، ستمر على سوق العطارين وفيه اشكال وألون وأنواع من التوابل وأشياء لأول مره اشوفها.
اليكم اللقطة وعلى فكرة أول ما دخلت هذه الزقاق ، تذكرت سوق أوشيقر عندنا بالرياض

[alfares]

رحلتي الى قرطاج في الظهر والمساء
اليوم هو الثلاثاء 19 / 7 / 2005م وهو اليوم الثاني لي بتونس. نهضت باكراً أي في تمام الساعه الثامنة والنصف لأني عزمت قبل ان انام على الذهاب الى قرطاج. استعديت للخروج. ونزلت الى المطعم. تعاملهم الحقيقة لطيف. والمطعم يقع في الدور الأول وهو يطل على شارع الحبيب بورقيبه الذي ترى فيه أجناس شتى من الماره كما أن الأمن عندهم ممتاز. كنت اضع حاجاتي الشخصية في خزنة حديدية داخل دولاب الملابس بعد ان حددت رقماً سرياً. ولا آخذ معي الا حاجتي فأنا اقدر كما احتاج من الدنانير واضع عليها نصفها تقديراً لأي طارئ واترك في الخزنه بطبيعة الحال الجواز والتذكرة والمحفظه وفيها بطاقة البنك البريطاني وبطاقات اخرى. .
وعلى طاري المحفظة والبطاقات اسمحوا اطلع برا الخط شوي. في آخر سفره لي الى لندن قبل حوالي سنه و3 اشهر خذت معي المقسوم من المصروف و اخذت بطاقة البنك الفرنسي. المهم في لندن كنت امشي واصرف على كيف كيفي. آكل وأشرب واشتري هدايا . المهم قربت الفلوس تخلص ورحت ابسحب من احد مكائن الصرف والا يرفضها الجهاز. اقلب ظهر البطاقة فأجد انها لا تصلح الا في دول الخليج ( من هنا بدأ كرهي لهذا البنك). عشت في ريجيم حاد لمدة يوم ونصف لم يبق معي الا قيمة تذكرة غاتوك اكسبرس 10 باوند و فراطات صغيرة. صدقوني في يوم سفري كانت الرحلة مساء وكان الوقت لا يزال الظهر. رحت لماكدونالدز اللي قرب شارع ايدجور رود. دخلت والجوع يلوك بطني .
تخيلوا لم يكن معي المبلغ اللي يكفي لشراء نسكافه. تصدقون نسكافه ما قدرت اشتريها. خرجت من المطعم وأنا أشعر بحالة من الضعف والإنكسار . ولأول مرة في حياتي أمر علي هذا الشعور : ( أن أود شراء ابسط الأشياء ولا استطيع).وصدق من قال ان المال في الغربه وطن والفقر في الوطن غربه. يوم وصلت مطار دبي وانا راجع سحبت الفين درهم والله يوم طلعت كأني داخل الجنة. وعلشان لا تتكرر حالة الضعف هذه اخذت اكثر مما احتاج وبطاقة الصراف للبنك البريطاني.
المهم وينا فيه الحين؟ اها تونس. صحيح. خرجت من الفندق قرابة الساعة العاشرة صباحاً. أخذت تكسي الى مدينة قرطاج الأثرية . مررنا على منطقة اسمها " حلق الواد" وعزمت على العوده لها في يوم آخر .المشوار أخذ حوالي من 11 الى 14 دقيقة و 5 دينار. طبعاً هذه القيمة لسائح سعودي ولربما خليجي معقوله ولكن تونس تعتبر غاليه بالنسبة للقاهرة.
قطعت تذكرة لزيارة معالم مدينة قرطاج الأثرية بقيمة 5 دينار و معلوم أي رسوم الكمره دينار واحد. التذكره تخولك لزيارة العديد من المزارات ولكني لم ادخل الا لحمامات انطونيوس و المسرح الروماني و المنازل الرومانية. وهي في اماكن متفرقه ويتطلب الأمر المشي . اخذت اتجول ولكن انصح بعدم المشي في هذا الوقت فالجو حار ونسيت آخذ القبعه معي. يعني الجو على قولتهم ( سخونه برشا) والحقيقة ان مدينة قرطاج الحديثة اعجبتني بشوارعها الهادئة وكثرة الأشجار فيها. هنا اترككم مع عدة صورة لمدينة قرطاج ألأثرية.










وهنا لازات اتجول في هذه المدينة الأثرية


وانا طالع من المسرح الروماني رأيت البعض يأتون بسياراتهم و يأخذون كتيب من امام البوابه ولما اخذت نسختي وجدت انه دليل مهرجان قرطاج.

عدت بتكسي الى الفندق. ونحن في الطريق انفجر الكفر علينا. نزل صاحب التكسي يصلحه وانا اخذت التقط بعض الصور والشمس قاعده تضربني بأشعتها الناعمه


والغريب يوم ركبنا لم يعتذر. واصل القياده وكأن شيئاً لم يكن.
عندما دخلت داري أول شيئ سويته كعادتي مليت البانيوبماء دافي ومع رغوه استحمام من ها اللي يحطها الفندق وغطست فيه ورحت اتخيل اني اسبح في احد الشواطئ.بعدين نمت لحاولي ساعة و نصف وما علمت ذلك الا بعد ان افاقني من سباتي رنين منبه جوالي.
بطبيعة الحال رغبت في الذهاب الى قرطاج بالمترو لأن التسعيره بعد منتصف الليل تتضاعف وهذا يعني انني سأدفع لهذا المشوار لا يقل عن 15 دينار( يعني 50 ريال). سألت الرسيبشن عن كيفية الذهاب الى قرطاج بالمترو فشكرتهم على مساعدتي. وذهبت امشي بناء على وصفهم. ومررت بساحة الإستقلال أو كما يسمونها ساحة 7 نوفمبر



دخلت المحطة وقصيت التذكرة ولم تتعدى ذهاب وعوده دينار ونصف) أي 6 ريال.
صورة للتذكرة المترو.


ويوم ركبت المترو وجدت اكثر من اسم لمحطة قرطاج. سألت الواقف بجنبي عن الحطة القريبة للمهرجان فأشار علي ان انزل في محطة
" قرطاج حنبعل".



دخلت المسرح الروماني وكان الجمهور بدأ يتجمع. الأمن في المنطقة كان رائعاً . والكلاب البوليسية تتجول لوحدها. والله اني خفت يوم جيت ادخل يهاجمني واحد وعادة نوعية هالكلاب تخوف. المهم أخذت بعض الصور. كلمت احد افراد الشرطة يأخذ لي لقطة، تمتم بكلمات لا أعرفها ولكني بحكم اني مترجم فقد
ترجمتها الى " ظف وجهك".





عدت من قرطاج بعد منتصف الليل....استعديت للنوم...وضعت كلتا يداي تحت رأسي ورحت أتامل في هذا العالم الذي اعيش فيه وكأني طفل " بات يهذي قبل أن ينام". تؤرقني ذاكرتي فكأني فارقت الأهل منذ عام.
قبل عدة أيام كنت في القاهرة وها انذا في تونس وقابلت هنا وهناك الآف الوجوه. وجوه تمر من امامي ....وجوه لا أعرف منها الا هذه الملامح الشارده والتي تحمل بين طياتها أطياف من ذكرى حزينة وأخرى سعيدة.
في القاهرة، وأنا كنت في تكسي واقف بسبب زحمه، مر احدهم وهو يركب سيكل مصنو ع يمكن عام 1800م يحمل عدته خلفه . يبدو ان الرجل كان بناياً أو نحوه ولكن أثار التعب والارهاق و عبء الحياه بادية على كل ملامحه وشكله. أنا لا اكذب والله اذا قلت لكم ان مثل مشهد المعاناة هذا يؤرقني ....ويأخذ مني عدة أيام حتى انساه.تمنيت لو اعطيته بعض الجنيهات لكنه راح ....راح...
بمروري على انواع وأحوال كثيرة من مختلف الشعوب هنا خلال أيام فقط شعرت بنعمة الله على ما أنا عليه وأعتقد أن هذه إحدى فوائد السفر( الاحساس بوضعك ومكانتك بين شعوب هذا العالم الفسيح).
افاقني منبه جوالي الساعه 10 صباحاً من يوم الأربعاء ....افطرت كعادتي وها المرة أخذت بيض مركوض وطحينية. ترى على فكرة جازت لي كلمة مركوض. وعلى طاري هذه الكلمة توجد عندهم مصطلحات جديده علينا فمثلاً تي شيرت يسمونه مريول و صراف يسمونه موزع آلي و نزلاء الفندق على ما اظن محترفي الفندق واحذركم لا أحد يقول الله يعطيك العافية لأحد اذا سوى لك معروف. وش بعد؟ الفندق : نزل و الحر سخونه ، رسوم : معلوم. المهم ما علينا وين وصلت؟ انا في غرفتي الآن واستعد للخروج الى منطقة أو ضاحية حلق الواد. بعد ان اخذت راحة كبيرة فلم استعجل الخروج هذا اليوم على عكس الأيام السابقة. أخذت معي ملابس سباحه لأني اليوم خرمان سباحه .
تجولت في هذه المدينة الصغيرة. اتجهت الى الشاطئ واليكم بعض الصور له




صورة ثالثه للشاطئ وانظروا كم هو مزدحم ولهذا عدلت عن السباحه. والطريف اني كنت لابس سروال السباحه تحت الجينز من يوم وأنا في الفندق علشان اذا رحت للشاطئ افسخ الجنز واقفز بين الأمواج ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.


مجموعه من المرتادين وقد انتهوا من السباحه . وهو يغتسلون هنا بعد الإنتهاء



ولكني بعدما رأيت الوضع هناك عدلت عن السباحة لأنه ذكرني بشاطئ الأسكندرية واللي راح الى الأسكندرية يعرف وش اقصد. بعدين شعرت بالجوع . حاولت ادور على مطعم زين. اثناء تجوالي مررت على مطعم لا بلادور. جلست فيه وطلبت مكرونه بالسمك. والحقيقه انه ممتاز وكلفني هذا الطبق مع كولا 14 دينار يعني حوالي 48 ريال.

صوره لمطعم بارادور من الخارج


وصوره لنفس المطعم من الداخل


عدت بعد الغداء لمواصلة تجوالي على الشاطىء الذي كان مزدحماً بالبشر أكثر من أي شيء آخر. على العموم فضلت الجلوس في احد المقاهي المنتشرة عليه. وإليكم صورتي قبل التحميض


وهنا صورتي بعد التحميض والتعديل بعملية تجميل جراحيه


بعد ذلك عدت للفندق للراحة.
في المساء، مررت على إحدى دور السينما. ولكم كم صدمت يوم شفت ان السينما عندهم بدائية. الدخول بحوالي 10 ريال ولكن الأفلام قديمه و الصالة لا يوجد بها الا 2-3 اشخاص والحر يذبحك حتى اني شفت الفلم وانا فاصخ التي شيرت. والأفلام قديمه. الفلم اللي شفته : " ميدو مشاكل" " وكاما سوترا" والحقيقة ان السينما في القاهرة فائقة الروعة خاصة اللي في مركز تسوق سيتي ستار الجديد.
طلعت من دار الأوبرا اقصد السينما واخذت أبحث عن مطعم لتناول العشاء. جلس في كراسي احد المطاعم الخارجية في نفس شارع الحبيب بورقيبه. طلبت بيتزا. وجلست انتظرها. سألني واحد والله ما ادري وشلون طب علي وقطع علي فكرة القصه اللي احضرها في ذهني. سألني عن الوت وبعدما اجبته قالي لي : يا خي هذه مو لهجه تونسية الأخ منين؟ بعدما اجبته كان يشير الى الكرسي وانا كنت اعتقد انه يريد اخذه فقلت له : حلالك وما دريت الا وجلس.
المهم قال اخوي يشتغل في المستشفى الأميري بالرياض . سسألته وش اسم المستشفى . تلعثم وقال البرايفت. المهم قام يعطيني انواع شتى من العروض والسهرات المتنوعه التي يعرفها وانا كحجر. المهم جت البتزا وقال لي لو ما طلبت كان رحنا وتعشينا في مطعم احسن من هذا.
قلت له على سبيل المجاملة تفضل ولدهشتي اخذ قطعه. المهم شافني مطنشه وقال اش بيك ؟ قلت له بالفرنسي je suis malad يعني مريض بالفرنسي ( يعن اني اعرف فرنسي) . المهم الرجال اخذ قطعه ثانية. وبعد ما خلصها قال انا ماشي وهو واقف قام واخذ قطعه ثالثه ومشى. والله اني فطست عليه من الضحك. خلص البيتزا عني وهو قاعد يهك علي ان اخوه يشتغل في القصر الأميري. حسبي الله ماشبعتني بقايا البيتزا. طلبت " كريب" بعدها رحت للفندق

[alfares]

اليوم هو الخميس 15 / 6 / 1426الموافق 21/7/2005م وهنا سجل تاريخ تونس ان لي يوم آخر جديد فيها......و......تدرون بغيت اسوي فلسفه ....ولكن احسن خلوني ادخل في الموضوع على طول . وين وصلنا؟ ايه قمت الصبح وافطرت وتوجهت فوراً الى الرسيبشن وترا على فكرة اسئلتي كثيرة وعلشان ما يملون مني اروح لهم في أوقات مختلفة حتى اسأل موظفين جدد. على العموم سألتهم عن افضل الطرق للذهاب الى الحمامات. فأنا اعرف ان الذهب لها بالتكسي غالي ( تقديري 150 ريال) . خرجت وأنا ابحث عن محطة باب عليوه . سألت ورحت امشي بناء على كلام اللي سألته. الظاهر يوم مشيت كم كيلو سألت مرة ثانيه. المهم صرت أدوج في هالشوارع ومريت على انواع شتى من المحلات والبوتيكات والكفتريات الصغيره. ميزة الحواري عندهم انك تلقى فيها محلت مهيب مثل عندنا خرمس يعني ظلام ما فيها الا قطاوة تدوج لحالها تدور لها فار ضايع و الا بقايا عزيمة عرس.
واصلت المشي. مريت على الصناعية حقتهم. المهم وصلت المحطة ...دخلتها. مكتوب على كل حافلة ( مايكرو باص) اسم المدينة التي تتجه لها. ما لقيت الحمامات وعندما سألت احدهم اجاب ان هذه محطة اخرى وباب عليوه في جهة اخرى. وصف لي المكان وشكرته على حسن تجاوبه.
المهم واصلت المشي . اخذت اتصبب عرقاً....توقفت عند بوفيه صغير...اخذت شراب ليمون. والله جاز لي حتى وانا راجع للقاهرة بغيت اشتري كرتونين بس خفت يضحكون علي في الطياره.
المهم وصلت باب عليوه وسألت الموظفة عن موعد السير والقيمة فأجابت وانا فيني نشوة العثور على المحطة : أي وقت تقدر تيجي والقيمة 3 دينار ونصف يعني حوالي 12 ريال. وأضافت انه لا داعي للحجز. المهم حاولت الرجوع الى الفندق وعندما يقف تكسي واقول له فندق افريقيا يرفض!!! اها عرفت ان السبب ان مكان الفندق قريب. مشيت مسافة تقريباً 13 دقيقه والا أنا في شارع الحبيب بورقيبه . تفاجأت وفرحت في آن. تفاجأت ان المحطة قريبة من الفندق ولكني سألت الشخص الخطأ في المكان الخطأ. وفرحت لأني لن اجد مشكلة غداً في الذهاب اليها وفرحي يعود الى ان سواقي التكاسي اذا دروا ان المشوار قريب ما يركبونك. عجبي او مثل ما يقولون بالفرنسي : إمبوسيبل!!!
عدت للفندق ..ارتحت شوي....ثم خرجت الى محطة المترو متوجهاً الى منطقة سيدي بوسعيد الشهيرة.
عند مدخل المترو ، استوقفني احد رجال الأمن بالزي العادي وسألني عن بطاقتي فقلت له اني سائح والجواز في الفندق فقال : تفضل . المهم قطعت تذكرة الى سيدي بوسعيد بدينار و60 فلس ( ذهاب وعوده) والله رخيص بس ما انصح العائله تركبه وهي رايحه . ربما في العوده احسن. والسبب ؟ فكروا فيه انتم.
بعد 20 دقيقه وصلتها.
هي عبارة عن بلدة وبها ازقة كثيرة وهي مطلية باللون الأبيض والأزرق كما في الكثير من المدن التونسية. بها الكثير من المحلات التي تبيع الأشياء التقليدية والمصنوعات الجلدية. كما ان بها الاف السواح الأجانب. وهنا اتوارى عن أنظاركم و اترككم مع عدة لقطات لمدينة سيدي بوسعيد

هذه لقطة أول ما وصلت للمدينة


هذه لقطة لبائع الورد بغيت اشتري منه يوم صورته ما عطيته شي و لا شريت منه


لقطة لأحد الأزقة واعجبني لأنه فاضي ما فيه احد


هذه منطقة مزدحمة بالسواح وفي اعلى الصورة توجد قهوة والمنظر من عندها رائع


منطقه اعجبتني لأحد الممرات فيها ولكن خرب علي الشياب وعجوزته اللي خلفي


لقطة ويظهر الميناء. اخذتها وانا جالس في احد القهاوي. الله يخلف على قهاوينا المغبرة
في الثمامه


هذه منطقة ما ادري ليه الكثير من السواح يحاولون اخذ صوره لهم هنا وانا منهم


جانب آخر من المدينة


لقطه علوية ويبدوا البحر و وعلى العموم وانت تمشي في هذه المدينة تصعد جبل ولكن لا تحس بذلك الا
عندما ترى مثل هذه المناظر

[alfares]

أنا الآن بالفندق قاعد اجهز نفسي لغداً فغداً رحلتي الى الحمامات. بس على فكرة نسيت اقول لكم اني شريت كرت علشان اتصل بالأهل و بالخطوط المصرية لتأكيد الحجز على بالي مثل عندنا كروت مدفوعة الدفع للهاتف الثابت. فتحت الكرت ولقيته كرت خاص بالجوال.
وشلون الاتصال عندهم؟ اكتشفت ان عندهم محلات مكتوب عليها " هاتف عمومي " وهي منتشرة في كل مكان وزقاق، حلوه زقاق. المهم تدخل عند الموظف يصرف لك وتدخل كبينه وتقعد تكلم اللين ما تخلص العمله اللي معك.
اصبح الصبح وطلع النهار ورحت اركض وراء البيض المركوض. افطرت وقعدت في طاوله تطل على شارع الحبيب بورقيبه. الصراحة يوم جيت اترك الفندق حنيت لها الجلسة في هذا المطعم.
المهم عدت الى الغرفة واسترخيت فلم اود لاستعجال ….نسيت اقول لكم بعد ، النسيان كثير ها المرة ، المهم اني رحت لمنطقة البحيرة والصراحة قعدت فيها دقيقتين. هي منطقة تسوق تجارية ذات مباني عادية وبها عدة محلات.
دنت ساعة الصفر تركت الفندق اخذت ادحرج حقيبتي الخفيفة وصدقوني ما احسن أن تسافر ومعك عفش خفيف ولأول مرة اطبق هذه النظرية ..نظرية
" عفشكوميشن". حاولت اوقف تكسي ما قدرت. حولت مع الثاني والثالث والرابع عرضت عليه قيمة العداد مرتين لكن الكل يرفض. بطبيعة الحال لم أكن قلقلاً لأني اعرف مكان المحطة واعرف انها ليست بذاك البعد ولكن لأن الجو سخونه برشا وددت ان اريح هيكلي العظمي. المهم ما لقيت احد وتوكلت على الله ورحت امشي الى محطة باب عليوه . دفعت القيمة وهي كما قلت لكم 3 دينار ونصف اي حوالي 12 ريال . المهم من حسن الحظ ان الحافلة كانت بحاجة إلى راكب واحد حتى تنطلق فصرت انا ذلك الراكب. ركبت الحافلة ووجدت بها عائلة جزائرية. المهم انطلقنا في تمام الساعه 11.33 ظهراً . السائق كان عصبي يا يلتفت على اللي بجنبه يا يسلم عليه والا يخانق اللي يحده. حده واحد راعي توبيس يوم وقفوا عند الإشارة فتح كل منهم القزازه وراحوا يطاقون او يتناقشون او يسولفون مع بعض. انا صراحة ما كنت ادري وش يقولون.
استمرينا في رحلتنا فمررنا عل قرية أو مدينة صغيره اسمه " قرمباليه " ولا أدري ما السبب يوم سألته قال لي" يا خي قانون هذا …قانون!!!!! ". الصراحه بغى يغمى علي وسكت ما قلت له شيئ. ولكني كنت في نفسي وخيالي اعطيه الوان كثيرة من اللكمات والبقوس على خشمه وانا اناظر وجهه المليح في المراية.
المهم وصلنا الحمامات في تمام الساعة 12:35 دقيقة ظهراً بعدها قعدت ادور على تكسي.
جاء واحد وقلت له فندق السندباد. وشوي اللي يحطني عند بوابته. المهم خلصت إجراءات الدخول الى الغرفة بعدما وريتهم فاوتشر السكن. غرفتي كانت 511. دخلت الغرفة …اخذت اكتشف معالمها و الصراحة جازت لي والفندق ايضاً. تحس انك جالس بحديقه.

ارتكم مع عدة صور للغرفة


صوره من بلكونة الغرفة


زاويه اخرى للغرفه


هنا انا قاعد في السرير اللي جاز لي بها الورد اللي هم حاطينه


لم اجد فيها صندوق امانات. المهم طلعت اكتشف الفندق والشاطئ رحت للإستقبال وسألتهم عن السيفتي بوكس وقالوا عندنا هنا ولهم طريقة في ذلك. له مفتاحان مفتاح معهم ومفتاح يكون معك وياخذون عليك دينار في الليله. المهم اني اخذت لي صندوق منها ووضعت جميع اوراقي وتذاكري ومعظم فلوسي وكل شيئ في هذه الصندوق وما ابقيت الا مصروفي وفوقه كم دينار. الصراحة علمني التجوال والسفر ان لا أثق بأحد ثقة عمياء وأن اكون حذراً ( فيه واحد عربي ربنا يبعده عن القنه ( الجنه) كان يبغى يبيع علي مخدرات يوم كنت ادرس بلندن فما كان مني الا ان شتمته ولم اره بعدها والآخر بتونس كان يريدني اذهب معاه الى دور ال…. وكم من المواقف التي مررت عليها مثل هيك).
المهم رحت للشاطئ وقلت نعم هذا المكان اللي ابغاه .
عدت لغرفتي وغيرت ملابسي ورحت اسبح مثل حوت لأول مرة يشوف البحر .


هنا رايح اسبح


هنا لقطتان للشاطئ





بعدها تغديت في مطعم الفندق والصراحه انه غالي وما يستاهل. قطيعة دجاجه مشوي وبيبسي 14 دينار يعني حوالي 47 ريال.
رجعت الغرفة واخذت لي قيلوله وفي المساء خرجت للشاطئ واخذت مقعداً بجانب البحر. كان شبه خالي من الناس على عكس ما شفته اول ما جيت. المهم قعدت أتأمل وأفكر . بعدها خرجت للتمشي في المنطقة المجاورة للفندق فالجو في الحمامات احسن بكثير من جو تونس. وتعشيت والصراحة ما اعرف اسم الشارع ولكنه قريب جداً من الفندق

[alfares]

في يومي الثاني في الحمامات قمت باكراً وعلى طول اتجهت الى المطعم بعد ان سألت احد المنظفين في قارعة الطريق عن المكان. المهم قال لي المسؤل عن المعطم ترا يمكن نرسل لك الفطور الى الغرفة لو تبغيت ولطني فضلت الأكل في المطعم خفت الصراحة يدخلون فيها ضريبه والا خدمه . كان المطعم يقع في منطقة مكشوفة بها مظلات.
فطور فندق افريقا احسن.
لقطه في مطعم فندق السندباد


بعدين رحت الى الشاطئ واخذت مشية خفيفه فيه. خرجت من الفندق متوجهاً الى وسط المدينة. ركبت التكسسي ولم يشغل العداد وانا عندي فكره عن الأجرة المتوقعه . يوم وصلنا طلب مني 3 دينار . قلت له الواحد يأخذ السعر المعقول وقال ياخي ما يستاهل نناقش على دينار واثنين ومدها يريد ارجاعها ولكني تركته ومشيت .
وهناك رأيت مدينة قديمه عرفت انها قلعة سيدي بوحديد الأثرية. تجولت فيها وهي تذكرني بمدينة سيدي بوسعيد من حيث الوان المباني البيضاء والتوافذ الزرقاء وبها العديد من المحلات التي تبيع القطع الأثرية والمصنوعات التقليدية.
والغريب ان منازلها القديمة لا يزال فيها ناس عايشين. بعضهم كان فاتح الباب وواضع ستاره فقط.
اليكم عدة لقطات من قلعة سيدي بو حديد
هنا اتجول داخل ازقة القلعه ولاحظوا ضيق الممرات


لقطة لبعض المحلات التي تبيع التحف والمصنوعات المحلية


لقطه لمدخل للسوق القلعه


لقطه للقلعه من الخارج


وانا اتجول مررت على كائن. كان ينعس ودايخ فيه النوم . الظاهر انه البارح مسويها. المهم يوم شافني صحصح يمكن يوم شافني اعتقد انه شاف واحد من جماعته. قمت اخذت له هذه اللقطة .


واصلت التجول. ولت نظري دباباتهم المتشرة شكلها غريب . شوفوها.


نسيت اقول لكم ان التكاسي هنا تختلف عن التكاسي في تونس فهنا في الحمامت يمكن يوقف لك التكسي ومعه ركاب غيرك. في تونس لا يركب في المشوار الا واحد. والتنقل فيها رخيص جداً. المشوار من الفندق الى وسط المدينة ما ياخذ دينار أي حوالي 3 ريال ونصف .
بعد التجول جلست في قهوة سيدي بو حديد وكانت مليانه من كل حدب وصوب من السواح وأهل البلد. اللغة التي اسمعها الفرنسية. حتى اهل البلد يتكلمون فيما بينهم بالفرنسية.
لقطة لقهوة وهي تقع على البحر ومسماه باسم القلعه قهوة سيدي بوحديد


اللمنطقة التي تطل عليه القهوة


بائع الورد عند المدخل


حان وقت الغداء. وش اتغدا يا بوحميد ؟ قعدت ادور لي على مطعم والصراحة دايم اذا كنت مسافر اخاف من الأكل. مو كل مطعم آكل فيه ولهذا ولله الحم طيلة سفري سواء في القاهرة و تونس وفي غيرها لم اصب ابداً لا تلبك معوي ولا ذاك الشي اللي يخليك كل شوي تروح الحمام.
المهم جتني فكرة ان اجرب الكسكسي عندهم. منذ نعومة اظفاري وانا اسمع عن الكسكسي. جلست في احد المطاعم قبالة القلعة وما اكثرها وطلبت الكسكسي بالدجاج. جلست بجنبي عائلة اوروبية تتحدث الفرنسية. لم اعرف تحديداً من وين ولكن الغريب طلبوا طلبات ما يطلبها الا العوائل الخليجية . من النادر اشوف اوروبيين يطلبون مثل ها الطلبات. المهم جا طبقي والصراحة اعجبني في كون اني آكل وجبه جديده لأول مرة ولكني ما اتشجع اطلبها مرة ثانية. رحت الفندق ....ارسترخيت .....بعهدها خذت ملابسي وعلى الطور ترم ترم تر تر ترات ترامممممم على البحر. اموت في السباحه في البحر وعلى شواطي مثل ذي.
جلست على احد المقاعد وجا الموظف حقهم وطلبت كرسي طويل و صغير ومنشفه. جلست عليها حتى احلل قيمتها. المهم دخلت الأمواج وغصت ورحت اتقلب في البحر .
بغيت اركب جت سكي ما ادري وش منعني في تلك اللحظه. عدت الى غرفتي ونمت شوي وفي المساء اتجهت بعد ما قمت وعلى طول الى قهوة سيدي بوحديد واطلب لي كوب ليبتون يحبه قلبك. بعدها وبعد ان حل الظلام تجولت في القلعه ليلاً وهذه عدة لقطات لها. في الليل :






في صباح يوم الأحد وبعد ان تناولت افطاري اتجهت امشي عبر الشاطئ وقد لمحت القلعه و القهوة التي كنت اجلس فيها عبر الشاطئ. فقررت الذهاب اليها مشياً بمحاذاة الشاطئ وفعلاً واصلت المشي الى ان وصلت الى القلعه. الشاطئ كان مليان بالبشر والبشرات المتسدحين . بغيت اخوفهم واقول بصوت عالي : الهيئة جت الهيئة جت" المهم قلت ما علي منهم.
عدت الى الفندق استعديت للمغادره واخذت شنطتي الصغيرة واخذت محفظتي من صندوق الأمانات عندهم وخرجت متجهاً صوب محطة " اللواج ". بعدها انطلقنا الى تونس في حافلة صغيرة .كانت قيمة التذكرة 3 دينار وهي ارخص من قيمة الذهاب. ولم نمر على قرمباليه مثل ما جينا. والرحلة استغرقت اقل من ساعه بقليل.
بما ان الوقت لا زال معي فالإقلاع الساعه 11 ونصف مساءً ، رحت الى شارع الحبيب بورقيبه.كانت الشمس قد اشرفت على الرحيل. مشسيت بين جموع المارة. واصلت الخطى ولم اتعب . انتقلت نحو الجهة الأخرى من الشارع وكأني اتحسس هذا الشارع واقول له ها صديقك الذي كان بالأمس قد عاد اليك هذا اليوم. احسست هنا ان للأماكن رائحة ....ذكرى لا يعرفها الا من مشى في ازقتها ويجلس في مقاهيها . ربما هذه الأمكنه تحمل شيئاً مما يحمله الأصدقاء من الوفاء والتقدير.
جلست في القهوة القريبه من فندق ابو الهنا وبعد دقائق جائني كوب الكبتشينو. جلست وهنا انواع من الزحام والوجيه لا تزال تمر علي وانا مع كوب فقط. اخذت أتأمل تونس والتكسي ينقلني لآخر مرة منها الى المطار. هذه المدينة التي استقبلت وجهاً جديداً من بين ألوف الوجيه. عدت بذاكرتي الى الرياض وتذكرت استعدادي لرؤيتهاوالآن اودعها. كم مضت الأيام سراعاً.
اعطيت صاحب التكسي خمسه دينار. وفي المطار حولت ارجاع المبلغ المتبقي معي الى الريال والكل يرفض.
ما ادري يمكن لإقتراب موسم رمضان و الحج له علاقه والا لا. المهم حولت العمله الى دولار . بعدما دققت في الحساب اتضح ان لي باقي بقيمه 20 ريال واراد موظف هذا البنك اللعـ ..... ان يلهفها .رجعت له واخذتها منه وكم احزنني هذا الموقف .ركبت الطائرة متوجهين الى مطار القاهرة. وما ان جلست الا ورحت استرجع مرة أخرى يوم مجيئي الى هنا لأول مرة.
مافاقني من سباتي واحسسني ان صلت القاهرة الا جدال سائق التكسي الذي ما انفك عن نقاشي عن سعر المشوار منذ ان ركبت معه على الرغم من اني متفق معه. في النهاية تظل تونس هي تونس وأودعها بذكرى شعب طيب وتظل القاهرة هي القاهرة وأودعها بذكرى طيبة كانت مع الأخوان لعدة أيام وتظل الرياض موطني أينما يممت وجهي.



على فكره : الرحله منقوووله لاعجابي بها (:

[mughader]

رحله راائعه ومميزه

الف شكر بوفاااارس