تبّاً للتكنولوجيا !!

"ليْتَ الكهرباء تنقطع نهائيا !" تمتم أحدهم وهو ينعم بسهرة حميمية نادرة في بيته ومع أسرته ما كان ليعيشها لو أنها لم " تُقرر" الغياب تلك الليلة ولكنها عادت وستعود كلَّ ليلة لتعود "كلُّ" حليمة أكاد أقول ليس لعادتها القديمة بل لآلتها الحديثة ! (كمبيوتر، تلفزيون، نقال ، ألعاب فيديو....)

يالها من مفارقة غريبة وعجيبة تلك التي نحياها: الضيف الجديد، وأقصد التكنولوجيا طبعا، كما يدّعي وندّعي ( في الحقيقة هو صاحب البيت والآمر الناهي فيه) على بيوتنا وفي حيواتنا على حد سواء يدعي أنه هنا ليُوّفر لنا الوقت ويُقّرِّب المسافات .
ولكن المسافات لم تزد إلا بُعدا
والأوقات لم تزد إلا إضمحلالا .


ألسنا نَحِّنُ للقاء بعضنا ونحن تحت سقف بيت واحد !؟
ألسنا نرسل آهات التحسر على زمن غابر جميل بدون تكنولوجيا !؟
ألسنا نتحجج بضيق الوقت لتبرير إخلالنا بإلتزاماتنا الأسرية ، الإجتماعية وغيرها ؟
ألم نختصر التهاني في رنة هاتف أو زر كمبيوتر ؟

ألم نختزل المواساة في رسالة قصيرة وقصيرة جدا ؟
ألا نستغرب ولا زلنا ما أصاب مشاعرنا بل حياتنا من جفاف؟


التكنولوجيا وهي "تسمع" كل هذه التساؤلات ستجيب دفاعا عن نفسها : عقلك إبتكر ويداكا أنجزتا !(على وزن يداكا أوكتا وفوك نفخ)
أعتقد أنه ليس من الحكمة ولا من الإنصاف إعتبارها نقمة هوت على رؤوسنا ولكن ألا يحق لنا التساؤل :
ألم تسرق التكنولوجيا منَّا أجمل ما في حياتنا أو بالأحرى ألم نمنحها أجمل وأغلى ما في حياتنا على طبق من ذهب ؟

رغم ان التكنولوجيا قد اوجدت خلل في الاجتماعات العائلية والمؤاساة الاخوية وجعلت ابناء البيت الواحد يشتاقون للقاء بعضهم البعض بسبب تفرقتها بينهم الا انها تظل غير مسؤولة عن هذا كله لانها مجرد مادة نحن من نحسن استخدامها او العكس
وهبناها اغلى مالدينا بمحض ارادتنا لمسايرة الركب والتحضر والاستفادة مما تكنه من معلومات وابتكارات
ولاننكر فضلها على جميع مناحي الحياة من تقريب اختصار الوقت في انجاز المهام وفتح افاق شتى على البلدان الاخرى والاطلاع على ثقافات وكنوز نجهلها الى غير ذلك من الفوائد التي لم تحصل الا بها
وعلى كل منتفع منها ان يعدل بين حياته الخاصة وبينها حتى لايطغى جانب على اخر فنندم فيما بعد على مافرطنا به ومن ثم نضع اللؤم على شيء من صنع ايدينا.
أخي زاوي صفحاتك بحر كلما غصنا به خرجنا بكنز معلوماتي جديد وقيم
فشكرا لك على حسن اختيارك الموفق
أدامك الله ورعاك

نعم أختي الفاضلة
الوسيلة نحن من نحدد غاياتها
فهي المقُود لا القائد وهي التابع لا المُتبع
وإن حدث خلل في التوازن مع تعاطينا لهذ الوسيلة
أصبحنا عبيدا لها نأتمر بأمرها ونقف عند نواهيها
ونتيه في طرقاتها المتشعبة

تواجدك أختي ضجيج يُضيف دوما إلى مواضيعنا
تيجان تزدان بها وتتألق
لك منا كل الود والتقدير والإحترام

صدقت اخ زواي التكنولوجيا سرقت منا اجمل اللحظات التي ممكن ان نشاركها مع الغير ..
العيب فينا وفي كيفية استخدام التكنولوجيا ..اشغل انفسنا بها وابتعدنا عن احبائنا وابتعدنا عن تواصلهم ..

شكرا ع الموضوع