توقعــــــات بارتفــــــاع ســــــعر الأونصــــة الذهـــــب إلى 2000 دولار

توقعــــــات بارتفــــــاع ســــــعر الأونصــــة إلى 2000 دولار


اقتصاد
الثلاثاء 2-8-2011
سحر عويضة

وللبحث عن الاسباب الكامنة وراء الارتفاع الكبير لأسعار هذا المعدن البراق استطلعت الثورة آراء بعض المعنيين.

الدكتور حيان سلمان باحث اقتصادي ومحلل قال: يخضع الذهب لقانون العرض والطلب‏

كبقية السلع وعند توازن قوى العرض والطلب نحصل على السعر المتوازن
لكن عندما يوجد أي خلل في القانون فهذا يؤدي الى انحراف وتغير في السعر نحو الزيادة أو النقصان
ويعتبر الذهب من المعادن الثمينة وهذا ما خوله في مرحلة ما أن يكون مقيماً للعملات الاخرى وأن يكون مخزناً ومستودعاً ثميناً في مرحلة كانت تدعى قاعدة الصرف بالذهب وكانت الاحتياطيات النقدية الدولية تقوم بالذهب.‏

لكن بعد اتفاقية بريتون وودز عام 1944 وتوقيع اتفاق بين دول العالم لاعتماد نظام بريتون وودز تحولت الأهمية نحو الدولار.‏

وأشار د. سلمان الى أن الذهب يشهد ارتفاعاً كبيراً في سعره تجاوز 1600 دولار للأونصة متوقعاً أن يتجاوز سعر للأونصة 2000 دولار مع نهاية العام الحالي ومرجعاً السبب في ذلك الى مجموعة من العوامل:‏

1- أسباب جوهرية متعلقة بالذهب بحد ذاته وتعود هذه الاسباب الى أن الانتاج العالمي من الذهب بدأ يتراجع لأنه كأي سلعة أومادة أولية تتعرض للنقصان من جراء الاستهلاك وأن المعدل السنوي لاستهلاك الذهب أصبح يتزايد من عام الى اخر كما أنه يضاف الى هذا أن أكثر دول العالم بدأت تعتمد احتياطاتها النقدية على الذهب وكذلك كي يتماشى التراجع الكبير الذي حصل في سعر الدولار ولا سيما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي حصلت عام 2008 وفقد الدولار نحو 36٪ من قيمته.‏

2- زيادة الطلب على الذهب سواء كان على السبائك أو العملات أم المجوهرات الذهبية ولا سيما في القارة الآسيوية التي تشهد معدل نمو اقتصادي كبير في مستويات الدخول وبالتالي زيارة دائرة الاستهلاك والتوجه نحو استخدام الذهب بشكل أكبر...‏

3- زيادة الطلب الصناعي وانتعاشه وخاصة في القطاعات الالكترونية والفضائية وهذه القطاعات تعتمد في مكوناتها على الذهب مما زاد الطلب عليه وأدى الى ارتفاع اسعاره..‏

4- زيادة معدلات التضخم أي ارتفاع الاسعار وخوف المستثمرين من توجيه استثماراتهم نحو قطاعات الانتاج التقليدية مثل الزراعة والصناعة والاتجاه للاستثمار في المعادن الثمينة وبشكل أساسي الذهب والفضة ومن هنا يتوضح ارتفاع سعر الأونصة الواحدة من الفضة لكن بمعدلات أقل من الذهب.‏

5- التذبذب الكبير في سوق الأوراق المالية وخاصة في البورصات العالمية الكبيرة كبورصة نيويورك وهونكونغ مما أدى الى خوف المستثمرين وتوجههم للاستثمار في الذهب.‏
6- زيادة اسعار النفط وتراجع اسعار الدولار وكما هو معروف فإن سعر الذهب مرتبط بالدولار فتراجع الدولار يعني زيادة اسعار الذهب وهذا انعكس ايضاً على أسعار النفط.‏

7- التمدد الافقي والعمودي لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وانهيار عمالقة المصارف وشركات التأمين.‏

8- توسع المشاكل السياسية في دول العالم وزيادة بؤر التوتر مما أدى الى التأثير على معدل الاستثمار المادي والتوجه للاستثمار في هذا المعدن الاصفر الرنان.‏

9- زيادة حدة المضاربات على الذهب حيث بدأ المضاربون يتوجهوا نحو هذا المعدن أكثر من المضاربات على النفط والأوراق المالية في الأسواق العالمية..‏

10- تراجع التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأميركية وخاصة بعد تحذير عدد كبير من شركات التصنيف مثل مؤسسة مودنز نتيجة زيادة الدين العام في أميركا ( هي الدولة المصدرة للدولار) وأصبح دينها العام يعادل 4٪ من ناتجها المحلي الاجمالي- أي لم يبق أمامها الا أن تعلن الافلاس بشكل رسمي.‏

11- زيادة حدة المشكلات الاقتصادية في دول الاتحاد الأوروبي وخاصة في منطقة اليورو ولا سيما في اليونان والتوقع بزيادة المشكلات خلال الربع القادم من العام لتشمل كل من اسبانيا والبرتغال وغيرها.‏

12- تحذير شركات التأمين العالمية للدول المالكة للاحتياطيات الدولارية بأن الدولار ستنخفض قيمته وهذا سيؤدي الى زيادة سعر الذهب كما فعلت شركة ستاندرز.‏

13- تزايد العجز في الميزان التجاري الأميركي وتراجع قوى الانتاج المنتجة للذهب وخاصة أنه من الصعوبة تقليده أو ايجاد البديل العالمي المتفق عليه ليحل كله.‏

14- التأثيرات الجيوسياسية في منطقتنا العربية والفوضى التي أدت الى تراجع معدل الاستثمار والتوجه نحو امتلاك الاصول الذهبية.‏

وفي سياق متصل اشار د. سلمان الى أنه في اتفاقية بريتون وودز كان سعر الأونصة وقدرها 33 غرام ذهب يساوي 35 دولار أما الآن فإنها تعادل ما يزيد عن 1600 دولار أي أنها تضاعفت أكثر من40 ضعفاً وهنا يكمن جوهر الاستقطاب الاميركي في كل دول العالم.‏

من جانبه أرجع جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة اسباب ارتفاع الذهب الى وجود طلب كبير على هذا المعدن لأنه لم يعد ملاذاً آمناً غير الذهب خاصة وأن الولايات المتحدة الأميركية لديها ازمة في الديون .‏

وأشار الصارجي الى وجود طلب هائل على الذهب من قبل الصين والهند فالصين ثاني اقتصاد عالمي.. وفي الهند فإن المرأة الهندية تعتبر الذهب معدناً مقدساً وتدأب على ادخاره والتباهي به.‏

كما أن معظم الدول تتوجه بطلب الذهب كدعم للخزينة وتوقع أن يتجاوز سعر الأونصة من الذهب في نهاية العام الحالي 2000 دولار.‏