الحب في حياتي للدكتور أبومالك

الحب . معنى جميل تسمو به النفس البشرية ليكون هناك نتاج طبيعي للتعامل بين الأفراد فالحب فطرة، لا ينكره أحد فهو مثله مثل الدم وخلايا الدم ، النخاع وغيره ، فالحب مكانه معروف ، فهو ليس بكلمة وانما هو كلمة وشعور ممزوج بالاريحية تجاه اي انسان آخر ،،

عندما يُربط الحب على انه عِشق وشتان مابين هذه وتلك ، فالحُب خاصية عامة تربط جميع أفراد المجتمع المسلم ثحثنا على الإخلاص في عبادتنا
ألم يقرؤوا قول الحق تبارك وتعالى ((الْأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين ))
ولاحظ تعبير القرآن لم يقل الأحباب بل الأخِلاء
فهذا أبلغ وأعظم فالخِلة هي المحبة التي تخللت القلوب ، ورغم تلك العلاقة القوية
في الدنيا التي كانت تربطهم إلا أنهم أصبحوا أعداءً لأنها محبة بنُيت على باطل
والباطل نتيجته مثله والجزاء من جنس العمل وما ربُك بظلام للعبيد
فما الحب الا شعور يدفعك على عمل كل ما يقرب إلى الله ، الحب عبادة قلبية تبعث على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه في علاقتِك مع الخالق والمخلوق .

وشتان مابين مفارقة مايسمى بعيد الحب ، حب طول العام لتفرح يوم عيد الحب الذى سموه على باطل ،، والدين يحثنا على التحابب فيما بيننا طيلة المدى لتنعم وتفوز بحب الله تعالى وبجنةٍ عرضِها مابين السموات والأرض .

أخي الكريم ، أختي الكريمة
حكم عقلك في بناء علاقاتك في المجتمع وابني لأخرتك تعش سعيدا هادئ النفس ومطمئن بنتائج طيبة ، ولا تنتبه الى تلك الأعياد المغرضة التى هدفها إِتعاسك ، ومن تعاستك وحزنك قد تتعدي هذا الحزن الى إدمان الى إرهاب الى كره للنفس والأهل والى غير ذلك ،

فتذكر دوما
المتحابون يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلى ظله
قال تعالى (( والذين امنوا اشد حبا لله ))


فلذلك إخوتي في الله
تعالوا نتحابب في الله وننشر نهج الله تعالى
وسنة حبيبة صلى الله عليه وسلم
لنسلم من كل المُغرضات ، ونسلم بأن الحب هو فِطرة إلهية ويجب علينا تقديرها لنبث من خِلاله الحب لمن حولِنا
الحُب لمجتمعنا
الحُب لِمقدستنِا

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار". متفق عليه.


وقال - صلى الله عليه وسلم -: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله - عز وجل - ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه". متفق عليه.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - تعالى - يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" رواه مسلم.



الله الله على هذه المعاني النقية الخالدة .
وما أروع الثمن
الثمن ليس زواج أو وردة حمراء أو فستان أحمر أخرق حيث يشبهونهم المتحابون بالثور الذى يعشق اللون الاحمر ، اي حُبٍ هذا، ذلك الذى يشتم فيه الحبيب ،أي حُبٍ ذلك الذى يدفع فيه الانسان قلب دمه ليرضي دون الله تعالى

أحبتي في الله نحن نتحث اليوم عن ثمن أعظم وأغلي من أي ثمن ، اليوم نتحدث عن حب القلوب الصافية الطاهرة العفيفة ، اليوم نتعامل مع العلاقات المخلصة لله تعالى ،، تلك القلوب التى تعلقت بحب الله ورسولة والمساجد وحب الاخوة ، الثمن كبير ليس مبلغ من المال ولا حلاوة أو كلمة قد تنسينا حالنا ،، أنها الجنة أنه ظل الرحمن يوم لا ظل الا ظله

الله الله على هذه العلاقات وهذه الاثمان سبحانه الله تعالى لا يضيع أجركم

ومزيد من تلك الاجواء الايمانية

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". رواه مسلم.


وقال - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله - عز وجل -: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" رواه الترمذي.

الله الله أهناك ثمن أجمل وأروع وأغلى من هذه المنابر منابر من نور . والله لو لففتم الدنيا وما فيها ما وجدتم هذا الثمن العظيم

أحبتي في الله أبعد هذا الذي قيل هل هناك قول أو جدل في ذلك الحب والغرام المزعوم ،/، هل هناك أروع من تلك السنوات التى تقضيها في رعاية الله تعالى وفي حبه وحب من يحبه .

لن نجعل انفسنا للغرب جسر يعبرون منه ليظلونا عن طريقنا وهدي حبيبنا .
دعوتي لكل الغارقين في ذلك الحب المشؤوم ان اتق الله تعالى في نفسك وفي أهلك وفي بنو أهلك فالله باصرك ومحاسبك ، وهناك يوم تعرض فيه أنت ومن تحب على الله تعالى .. فلن تنفعك حينها لا ورود ولا هدايا ولا أعياد الا من أتي الله بقلب سليم ..

إخواني ادعوكم ونفسي الى أن نحب في انفسنا أهلنا ، وازواجنا ، وذريتنا ، وقبل هذا كله نحب الله تعالى ورسوله ، ونحب من يحبهم ، فهذا هو الطريق الصحيح الذى ينجينا من سخط الله تعال علينا وعلى من حلولنا


قال الله - تعالى -: (والذين جاءوا مِن بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان).

وقال - تعالى -: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات).

وقال - تعالى -: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين، يوم يقوم الحساب).

أقول قولى هذا واستغفر الله لي ولكم ، والله الموفق

بقلم الدكتور أبومالك
التاسع من فبراير 2009